فيديو نادر.. أفعى تشرب الشاي!

  • 12/13/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لا شك أنك شاهدت يوماً ما أفعى تحرك لسانها المرتجف ومن ثم تغرس أنيابها وتنفث سمومها في جسد الضحية خلال ثوانٍ معدودة وحتماً أنك شاهدت عبر الأفلام الوثائقية حية ضخمة تقوم بالابتلاع البطيء لفريستها فيتمدد ويتقلص جسدها بحركة متموجة وانسيابية. لكن ما نحن متأكدون منه أنه لم يلوح حتى إلى مخيلتك نفس تلك الأفعى وهي تحتسي الشاي والقهوة والنعناع أو المشروبات الغازية بطمأنينة وبمنتهى "الروقان"! هذا الأمر وإن كان غريباً أو شبه مستحيل فإنه لم يعد بعد اليوم شيئاً من نسج الخيال وبإمكانك أن تحكي القصة لأصدقائك دون أن تأخذهم الريبة من حديثك، لأن الشاب الثلاثيني ثابت الفضل الذي يسكن قرية القصب التابعة لمحافظة شقراء التي تبعد حوالي 185 كلم شمال غربي العاصمة، لديه هواية مخيفة، وخطرة في الوقت نفسه، حيث يعشق ترويض الثعابين، ومن ثم تقديم واجب الضيافة لها وتصويرها في وضعيات لا تتوقعها. ما أشعل شرارة هذا التقرير والبحث عن ثابت الفضل كان تداول مقطع عبر الواتساب لأفعى سمينة تلغ برأسها في "استكانة شاي" وتشرب بانهماك وكأنها تبحث عن الكيف الذي يعدل مزاجها بعد يوم متعب. وانتشرت حول هذا المقطع المرعب قصص ببهارات "واتسابية" ساخنة، الأمر الذي دفعنا للبحث عن حقيقة وجود هذه الأفعى في مجلس شعبي يستوحي أثاثه من التراث المحلي. وكانت دلالة ذلك المكان أولى خيوط بحثنا عن قصة هذه الأفعى التي تتسيد المجلس كضيف عزيز. بداية البحث انطلقت عبر الرجوع للأخبار في الصحف المحلية وهل سجل الدفاع المدني أو الهلال الأحمر بلاغات عن وجود أفعى دخلت إلى منزل أو نداءات استغاثة من مواطنين. وللأسف أن شيئاً من هذا القبيل لم يحدث في الفترة القريبة، فانتقلنا للبحث عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتحديداً "إنستغرام" الذي يعد موطناً افتراضياً لأصحاب الهوايات الغريبة. وعبر الاستعانة بأحد مربي الحيوانات المفترسة الذي ربطتنا به علاقة سابقة، استطاع بمجهوده أن يدلنا على عنوان "زميل المهنة"، على حد تعبيره. أما أول سؤال تلقاه منا ثابت الفضل فكان عن علاقته بمقطع الأفعى والشاي المنتشر فلم يعطنا مهلة للاسترسال في السؤال وقاطعنا قائلاً: "نعم.. نعم أنا صاحب الحية التي تحتسي الشاي على مهل، وهذه الحية من فصيلة (الأرقم) المعروفة وهي غير سامة، عودتها أن تشاركني في المجلس شرب الشاي والماء أو البيبسي وغيرها من المشروبات الغازية". وواصل الفضل حديثه المشوّق: "هناك من نسج من خيالاته قصصاً حول مقطع فيديو نشرته للحية، وهي تشرب الشاي، فمنهم من قال للأسف إنها داهمت مخيماً ففر أصحابه، ومنهم من قال أيضاً إنها دخلت إليهم بحثاً عن الدفء دون أن تعير وجودهم اهتمام وغير ذلك من "السواليف" وهذا كله غير صحيح وعلى الناس تحري المصداقية دائماً". كما كشف الفضل في حديثه لـ"العربية.نت" عن امتلاكه في استراحته الخاصة 7 ثعابين من فصائل مختلفة منها "الصل الأسود" الشهير باللدغات القاتلة، وجميعها اصطادها من بيئته المحلية قرية القصب. وأوضح أن هذه الهواية بدأت معه بشكل احترافي قبل عامين، وأنه يستمتع بها كنوع من التسلية والقضاء على الروتين وأيضاً التصوير معها لتثقيف الناس عن أنواعها والتحذير منها، إلا أنه في الوقت نفسه أبدى استغرابه من ردود الأفعال والتعليقات التي يتلقاها ويرد عليها دائماً بالضحك والابتسامة العريضة، على حد قوله. وذكر الفضل أنه اكتسب خبرة كبيرة في البحث عن الأفاعي ومن ثم التقاطها وترويضها وتصل العلاقة ذروتها باللعب معها وتقديم "بيالة" شاي لها كنوع من الحفاوة والامتنان، وقال: "من الأخطاء التي يرتكبها الناس في مسك الثعابين هي المجازفة بمسكها من المنتصف وهذا الأمر خطير جداً"، مضيفاً: "عند مسك الثعبان من المنتصف يلتوي على يدك ويلدغك، لكن الطريقة المثالية هي مسكه من جهة الرأس لأنه بهذه الطريقة يستسلم ولا يستطيع الدفاع عن نفسه أو الإيذاء"، مبيناً أن من يستوعب تكنيك مسك الثعابين وطبيعتها لا يشعر بالخوف منها، موجهاً نصيحته للقراء بعدم إيذاء الثعابين أو محاولة العبث معها دون دراية مسبقة، لأن النتيجة ستكون غير مرضية، وفق تعبيره. To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading your web browser   ولفت صاحب الهواية المجنونة إلى أنه في أحد مقاطع الفيديو كان يمازح حية غير سامة حيث كانت تغرس أنيابها في يده حتى أسالت الدماء من ظهر كفه في مقطع أراد من خلاله التوثيق أن الحية غير السامة عضاتها غير قاتلة، مكرراً تحذيره. To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading your web browser To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading your web browser   واعتبر أن "أم جنيب" هي أكثر الثعابين انتشاراً في البيئة السعودية، بينما الأكثر خطورة هو الصل الأسود الذي بات يشرب الشاي والنعناع بصفة يومية في استراحته كما يقول، وجميعها لديه ويغلق عليها "بإحكام وفي مكان آمن لا تستطيع الخروج منه". وعند سؤاله هل سبق أن وسوست إليه نفسه بأكلها قال ضاحكاً: "يني وبينك لحمها "يشهّي" أبيض مثل السمك، لكن ما يجوز أكله ولو يجوز كنت طبخته وأكلته".

مشاركة :