الرقابة على الإعلام، يعتبر الباز بين عدة صحافيين مستقلين تركوا الصحافة المطبوعة وانتقلوا إلى مواقع الكترونية للصحف. وفي العام الحالي دشنت عشرات الصحف الالكترونية بينما ظل جهاز الأمن والمخابرات، المؤسسة القوية في البلاد، يصادر نسخ الصحف المطبوعة بسبب مقالات تنتقد نظام الرئيس السوداني عمر البشير. ويقول رؤساء تحرير أن عددا من القوانين في البلاد تعرقل حرية الصحافة وان الرقابة على الإعلام تزايدت عقب انفصال جنوب السودان عن السودان عام 2011. وأشار الباز الذي سجن في السابق بسبب مقال انتقد سياسة الحكومة في صحيفة مطبوعة كان يملكها، إلى أن "الصحف المطبوعة تواجه يوميا خطوطا حمر". وفي عام 2012 أغلق صحيفته المطبوعة التي كان اسمها "الأحداث" أيضا بعد أن صادرها الأمن عدة مرات. وبعد أن عمل في دولة قطر لسنوات عاد الباز إلى السودان وأطلق الأحداث الالكترونية التي توظف تسعة صحافيين. ونشر موقعه منذ ذلك الحين عدة مقالات تنتقد الحكومة والتي يقول انه ما كان يتسنى له نشرها في صحيفته المطبوعة. قيود جديدة متوقعة في وقت سابق هذه السنة، كانت الأحداث أول من نشر خبر إعفاء البشير لمساعده طه عثمان الذي يقيم الآن في المملكة العربية السعودية، ولاحقا صار الخبر موضوعا ساخنا في الإعلام السوداني . وتصنف منظمة "مراسلون بلا حدود" التي تراقب أوضاع الحريات الصحافية في العالم ومقرها باريس، السودان في المرتبة 174 من بين 180 دولة شملها تقريرها لعام 2017 عن أوضاع حرية الصحافة . وقالت المنظمة إن "جهاز الأمن يستدعي الصحافيين ويراقب الإعلام المطبوع". وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي صادر جهاز الأمن النسخ المطبوعة للصحف المستقلة "التيار" و"الجريدة" و"الوطن" و"آخر لحظة"، مما جعل هذه الصحف تفقد آلاف الدولارات من عائدات الإعلانات إضافة للتكلفة العالية للطباعة التي تثقل كاهلها . ويتوقع أن يتزايد الحد من حرية الصحافة في حال أجاز مجلس الوزراء السوداني مشروع قانون الصحافة الجديد الذي يعطي مجلس الصحافة سلطة إيقاف الصحيفة عن الصدور لأسبوعين دون الذهاب إلى المحكمة. ويلزم القانون الحالي الصادر عام 2009 المجلس بالذهاب إلى المحكمة إن أراد حجب الصحيفة من الصدور لمدة مماثلة. كما يعطي مشروع القانون للمجلس حق سحب ترخيص الصحافيين بممارسة المهنة. مستقبل مشرق يعاني عدد من الصحف من صعوبات مالية من جراء الاقتصاد الضعيف للبلاد وتهديدات جهاز الأمن. وأكد أحمد الشيخ رئيس تحرير صحيفة "سودان تايمز" الكترونية، وهي إحدى الصحف الجديدة على الانترنت، أن الحكومة تسيطر على 60 بالمئة من سوق الإعلان. والصحف التي تنتقد الحكومة غالبا ما تتعرض لتضييق أكبر من السلطات لدرجة حرمانها من إعلانات تجارية موعودة. وقال الشيخ إن "عددا من الصحف لا يقدم مرتبات جيدة للصحافيين، كما أن القارئ الذي كان يشتري صحيفتين أصبح يشتري واحدة بسبب التكاليف المالية". ومتوسط أجر الصحافي السوداني في الصحف المطبوعة حوالي ثلاثة ألف جنيه سوداني أي نحو 445 دولارا. وفي ظل الصعوبات التي تواجهها الصحافة المطبوعة، يتوقع إطلاق المزيد من الصحف الالكترونية وجميعها باللغة العربية. وأشار الشيخ إلى أن الرقابة ما زالت تشكل مصدر قلق للإعلام السوداني. وقال "السلطات السودانية ما زالت تركز على الصحافة المطبوعة ولم تنتبه بعد للصحافة الالكترونية مما يفسر استهدافها للمطبوعة حتى الآن". وأضاف إن بعض هذه المواقع تم تسجيلها خارج البلاد مما يصعب استهدافها. وقال الباز رئيس تحرير الأحداث إن "رد الفعل من القراء تجاه صحيفتنا الالكترونية أكثر من مشجع، ويقارب خمسين ألف زائر يوميا" مشيرا إلى أن صحيفته بدأت تحصل على إعلانات تجارية لنشرها على موقعها. وقال عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة التيار المطبوعة إن الصحافة الالكترونية في السودان "لديها مستقبل مشرق" بما لديها من حرية. ويعرف ميرغني الذي أودع السجن في تشرين الأول/أكتوبر الماضي جراء نشره مقالا يتهم أسرة الرئيس البشير بالفساد بصوت الصحافة المستقلة . وقال عثمان الذي تلقى تعليمه في مجال الهندسة بالولايات المتحدة وتحول للصحافة وأغلقت صحيفته عدة مرات من قبل السلطات "الصحافة الالكترونية لا تواجه قيودا مثل المطبوعة كما أنهم لا يواجهون مخاطر مصادرة النسخ التي تواجهها الصحف المطبوعة".
مشاركة :