انتقدت وسائل الإعلام الألمانية جميعها تقريبا قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وبهذا الإجماع شجبت وسائل الإعلام الألمانية أيضا حرق الأعلام الإسرائيلية وهتافات معادية لليهود في مظاهرات في برلين. صحيفة "فولكسشتمه" الصادرة في ماغدبورغ كتبت تقول: "غضب الفلسطينيين المقيمين هنا ومسلمين آخرين يتم تفريغه في معاداة واضحة للسامية. فالكراهية العمياء تطال فجأة اليهود في السويد والنمسا وفي ألمانيا. والسبب في ذلك يأتي من بعيد والمفعول قريب: فالنزاع المستورد من الأرض المقدسة يتفرغ في شوارع برلين. وهذا يثير بحق غضب النخبة السياسية في ألمانيا. ويظهر من جراء ذلك أن الشرطة تحتاج إلى الدعم الضروري لإنهاء مظاهرات تخرج عن نطاقها. ومواطنونا اليهود لا يحق أن يدفعوا ثمن ما يحصل خطأ بمساعدة أمريكية في إسرائيل". صحيفة "باديشن نويستن ناخريشتن" من كارسروه كتبت هي الأخرى تقول: "رسالة دولة القانون يجب أن تكون واضحة ولا لبس فيها: حرية التجمع تنتهي عندما تكون موجهة ضد أشخاص من ديانات وثقافات أخرى، وتجرح كرامة الإنسان وتعظم العنف أو تشك في حق وجود دولة وسكانها". صحيفة "رويتلينغر غنرال أنتسايغر" كتبت تقول: "غالبا ما يتم عن قصد وضع إسرائيل في مرتبة واحدة مع اليهودية واليهود. فإذا قام الآن فلسطينيون أو عرب بحرق علم إسرائيلي يكون رمزا لجميع اليهود في العالم بالتحديد أمام بوابة براندنبورغ في برلين، فإن ذلك أسيئ فهمه بشكل مضاعف. فبوابة براندنبورغ ليست فقط رمزا لبرلين، بل هي توسع النطاق لتشمل النازيين وفي نهاية المطاف الهولوكوست. ومن يريد إقامة هذا الربط، فهو يحمل أفكارا معادية للسامية، لاسيما عندما يكون ذلك مصحوبا بهتافات مثل "الموت لليهود". فانتقاد إسرائيل شيء وكراهية اليهود شيء آخر. وهذه الأخيرة لا يحق أبدا السماح بها أو تحملها مجددا هنا كيف ما كان مصدرها". صحيفة "دي فيلت" من برلين كتبت تقول: "كراهية اليهود من قبل الكثير من المسلمين ما هي إلا المستوى الأول لثقافة استياء باهتة تُوجه في النهاية ضد جميع المجتمعات الحرة ذات التعددية. فإسرائيل الصغيرة والناجحة تُخجل في كل مرة العالم العربي المتعثر ثقافيا. في الكراهية وفي الغضب يتم صرف النظر عن أن القليل ينجح في البلدان الإسلامية. للأسف. وهذا الحسد يتخذ كذلك في ألمانيا أشكالا مبعثرة. وهذا ليس مقبولا". ر.ز/ م.أ.م
مشاركة :