السيمفونية السلطانية العُمانية.. ليلة عالمية

  • 12/13/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أحمد ناصر| أحيت فرقة الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية ليلة جميلة من لياليها الرائعة في مركز جابر الأحمد الثقافي بالقاعة الوطنية، بحضور عدد من المسؤولين في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، يتقدمهم الأمين العام علي اليوحة، والسفير العماني في الكويت د. عدنان بن أحمد الأنصاري، وعدد من عشاق ومتابعي الموسيقى العالمية والسيمفونية. قدمت الأوركسترا 16 مقطوعة موسيقية من روائع الموسيقى العالمية، ولم تقتصر اختياراتها على الوقت الحالي.. بل طافت بالحضور في قرون مضت، وتجولت بنا في أروقة الموسيقى العالمية من إيطاليا وبريطانيا وألمانيا وحتى من الكويت، فقدمت باقة رائعة من المقطوعات التي حققت نجاحا كبيرا على مدى سنوات طويلة مضت، بأداء متقن صنعت لنا من خلال عازفي الأوركسترا جوا موسيقيا رائعا كأنه قدم إلينا من عمق التاريخ الانساني الجميل. لوحة جميلة قاد الفرقة الروماني نيكولاي مولدوفينو باقتدار كبير، وكانت حركاته وشعره المتناثر هنا وهناك وحماسه الملتهب، لوحة جميلة تضيف إلى الجو العام للأمسية والمسرح نغما موسيقيا مختلفا ومميزا، فقائد الفرقة يلعب دورا مهما وكبيرا ليس في قيادة الفرقة فحسب.. بل في رسم لوحة موسيقية لشكل الفرقة، وهذا يعتبر من مقومات نجاح الأمسية، وساعده في هذه المهمة عازف الكلارنيت المتميز العماني عمار بن علي العويسي، بحسّه العماني الأصيل وخبرته الأوروبية في الإسهام ضمن فريق سيمفوني اوركسترالي. من مقطوعة «من مقام ري الصغير» افتتحت الأمسية، وسط حضور يبدو أنه يعرف الفن الأوركسترالي وجاء من أجله، فهدوءه وهندامه الجميل الراقي واستماعه المرهف وتشجيعه المتزن.. كل هذا أكمل نجاح الحفل، وكان بمنزلة إطار تراثي أصيل وضع للوحة جميلة، فاكتملت الصورة الرائعة للحفل السيمفوني، هذا التكامل لا نراه باستمرار لأن الفرق الاوركسترالية ولياليها الجميلة ليست كثيرة في الوطن العربي، والجمهور العربي لم يعتد هذا النوع من الحفلات الراقية كثيرا.. ولكن من خلال حفل الاوركسترا السلطانية العمانية ظهر في الكويت جمهور يبحث عن هذا الفن الممتع. حضور عوض الفنان الكويتي الكبير الخالد عوض دوخي حضر بقوة في هذه الأمسية، عزفت له الفرقة مقطوعتين من روائعه الغنائية، الأولى «البارحة» وهي الاغنية الشهيرة التي كتب كلماتها الشاعر خالد العياف، والثانية «عذروب خلّي» وهي من أشهر اغانيه، وكتب كلماتها جاسم شهاب، وتعد واحدة من روائع هذا الشاعر الغنائي الكبير، وجود هاتين المقطوعتين في أمسية اوركسترالية مهم جدا.. فهو يسلط الضوء على أصالة الفن الكويتي وجماله ورونقه، وأنه فن عالمي وموسيقى خالدة يمكن أن تعزف وتقدم على مسارح كثيرة حول العالم، فحين يظهر إحساس الدوخي وسط الألماني هاندل وويبر والنمساوي فرانز والروسي شوستاكوفيتش، وشوبرت وستراوس وروجرز وغيرهم.. فهذا يعني أن الكويت قدمت إرثا موسيقيا عالميا لكنه لم ينتشر في العالم إلى الآن. ليلة باردة احتصنت فنا عالميا جميلا، بأنامل وأحاسيس خليجية عمانية، من يفوّت مثل هذا المزاج العالي الجميل؟ كم هو رائع أن تشاهد الفتاة العمانية وهي ترتدي اللفة والفتقة واللحاف مطرزا بالشلاشل والترتر الأصيل.. تقف لتعزف موسيقى عالمية، وكنت أتمنى لو ارتدى الرجل العماني في الفرقة الكندورة والكمة العمانية الجميلة لتكتمل صورة الحضور العماني العالمي بأبهى صوره وأجملها، في هذه الليلة المميزة قدمت لنا الاوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية ليلة عالمية باقتدار وفن وأداء فاقت تصورنا وراقت لخيالنا وعشقنا الموسيقي.

مشاركة :