أكّد سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، أن «دولة الإمارات من الدول السبّاقة إقليمياً في الاهتمام بالتجارة الإلكترونية، إذ بادرت منذ فترة مبكرة بإعداد البيئة التقنية والتشريعية، وهيّأت البنية الأساسية التي تعين على تيسير ودعم نمو هذه التجارة، امتداداً لإرث الإمارات مركزاً متطوراً للتجارة والأعمال، وحلقة وصل مهمة على خطوط التجارة العالمية، مواكبة في ذلك نهج التحوّل نحو الخيارات الرقمية، ومن بعدها ترسيخ دعائم البيئة الذكية، التي تسعى إلى أن تكون من أكثر دول العالم تقدماً فيها، أسوة ببقية القطاعات التنموية على تنوّعها وتعدّد مساراتها». تراث للدولة وأشار سموّه بمناسبة إطلاق المنصّة الإلكترونية لمسابقة «التاجر الصغير» عبر «سوق.كوم»، إلى أن «التجارة تمثل جزءاً مهماً من التراث الاجتماعي والإرث الثقافي لدولة الإمارات، بينما تتزايد أهميتها مع تشجيع الدولة للأجيال الجديدة، لإطلاق أعمالهم الخاصة، والابتعاد عن الركون للرغبة في الحصول على وظائف حكومية، إذ تمثل التجارة فرصة طيبة للشباب لخوض عالم الأعمال، والاستفادة من البيئة الداعمة والمشجعة التي توفرها الدولة، لتفتح آفاق فرص النجاح أمام الجادين في هذا المجال». ونوّه سموّه بأهمية تعريف النشء منذ وقت مبكر بفوائد التجارة، وتعويدهم على أدواتها الجديدة المواكِبة للعصر المتمثلة في التجارة الإلكترونية، بما لذلك من أثر في تثقيفهم وتحفيزهم على الدخول إلى هذا المجال، لاسيما في ضوء التفاؤل الذي يسود الأسواق العالمية بمستقبل التجارة الإلكترونية، في ضوء النمو الطيب الذي حققته على مدار العقد الماضي، والتوقعات بمواصلتها لهذا النمو عالمياً خلال المرحلة المقبلة. إعداد الروّاد المشاركة في المسابقة تُتاح المشاركة في مسابقة «التاجر الصغير» لجميع الجنسيات، شريطة الإقامة في دولة الإمارات، للفئة العمرية من 12 إلى 25 سنة، للتنافس عبر «سوق.كوم». ويحق لكل مشروع مشاركة أربعة شركاء حداً أقصى، ويسجل قائد الفريق المشروع في التطبيق الخاص بالمسابقة، كما ستتاح الفرصة للمشاركة في مسابقة «التاجر الصغير» للفئة العمرية من خمس إلى 11 سنة، خلال المعرض الذي سيُقام لاحقاً لعرض مشروعاتهم، بحيث لا يتعدى عدد المشاركين في كل مشروع عن شخصين. وأثنى سموّ الشيخ حمدان بن محمد، على فكرة المسابقة قائلاً: «إن تثقيف الشباب والنشء حول التجارة الإلكترونية وأدواتها واستراتيجيات النجاح فيها، مطلب مهم للإسهام في إعداد الجيل المقبل من رجال الأعمال، مواكبين في ذلك ركب التطوّر العالمي». وتابع سموّه: «يسعدنا أن نرى مثل هذه المبادرات التي تسهم في تحقيق هذا الهدف، من خلال تحفيز روح المنافسة الإيجابية، وحثّ الشباب والنشء على تقديم طرح مبتكر في هذا المجال، لتخريج جيل قادر على الابتكار والإبداع ضمن بيئة تجارية تنافسية، بما يسهم في الارتقاء بمستوى المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تشكل داعماً أساسياً للتنمية الاقتصادية، لتبقى دولة الإمارات دائماً القدوة في مجال التطوير وتحفيز الشباب، والاهتمام بإعدادهم، وإطلاق طاقاتهم وأفكارهم البنّاءة، ومعاونتهم على تحديد أفضل سُبل الاستفادة منها، بما يعزّز مشاركة الشباب في مسيرة التنمية الشاملة». مرحلة البيع الذكي إلى ذلك، أوضحت مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إحدى مؤسسات اقتصادية دبي، الجهة المُنظِّمة لمسابقة «التاجر الصغير»، أن «المسابقة انتقلت من أسلوب البيع التقليدي إلى البيع الرقمي والذكي، وذلك في ضوء التطوّر الكبير الذي تشهده سوق البيع عبر الإنترنت، وما حققته من نمو لافت خلال السنوات القليلة الماضية، في وقت تحتل فيه دولة الامارات مركزاً متفوقاً في حجم التجارة الإلكترونية». وتنسجم هذه المبادرة مع رؤية وتوجيهات القيادة في التحوّل إلى الخدمات الذكية من جهة، فضلاً عما توفره هذه الفعالية أمام الجيل الفتيّ من مختلف الجاليات، من استخدام الخدمات الإلكترونية في الترويج وبيع منتجاتهم، وهو مفهوم جديد تسعى المسابقة إلى تعميمه على الشباب والشابات، لتعزيز مهاراتهم ومحاكة التطوّرات الجارية في بيئة الأعمال في دبي. منصّة إلكترونية وتنطلق مسابقة «التاجر الصغير»، بصورة مختلفة العام الجاري، إذ سيتم التعاون مع «سوق.كوم» في تقديم أكبر منصّة إلكترونية للمسابقة، لإتاحة الفرصة لكل الشباب من مختلف الجنسيات في جميع أنحاء دولة الإمارات، لعرض وبيع منتجاتهم، من خلال منصّة إلكترونية تفاعلية خاصة بالمسابقة. وسيتمكن المشاركون من تجربة عملية التجارة الإلكترونية، والتنافس من خلال «سوق.كوم»، مستفيدين من عرض منتجاتهم، من خلال متاجر خاصة بهم على الموقع، للوصول إلى أكبر عدد من المتعاملين المستهدفين من خلال هذه المنصّة. في حين ستقدم «سوق.كوم» الدعم اللوجستي لعمليات البيع للمشروعات المشاركة. مرحلتان للتسجيل وتركّز الدورة الـ12 من مسابقة «التاجر الصغير» على مرحلتين رئيستين للتسجيل، إذ سيتوافر لجميع المشاركين الفرصة للانضمام، من خلال التسجيل في التطبيق الخاص بهاYEC UAE. وتبدأ مرحلة التسجيل الأولى من 14 ديسمبر إلى 30 يناير 2018. وبعد اتمام التسجيل، ستتم دعوة المشاركين بعد التقديم المبدئي إلى الانضمام للمنصّة الخاصة بالمسابقة على «سوق.كوم»، وسيتم تأهيل المشاركين لتأسيس متاجرهم الإلكترونية، من خلال تقديم الدورات والندوات اللازمة. كما سيكون لدى المشاركين الفرصة للاطلاع على حجم مبيعاتهم اليومية، والكميات المتوافرة، والكميات المباعة والمرتجعة، إضافة إلى ملاحظات وتقييم المتعاملين للمنتجات. بناء جيل من تجّار الغد قال المدير العام لاقتصادية دبي، سامي القمزي، إن «مسابقة (التاجر الصغير) تأتي تجسيداً لرؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في ضرورة غرس روح المبادرة في نفوس الأجيال الجديدة منذ سن مبكرة. وعبّر القمزي عن ثقته بنجاح هذه التجربة، لافتاً إلى أن «سوق.كوم» هو أكبر موقع للتجارة الإلكترونية في العالم العربي، ويجذب أكثر من 23 مليون زائر شهرياً، ويتميز بالتسوّق المريح والآمن، مع إمكانية الدفع عبر مختلف القنوات، كما أنه أكبر منصّة للتجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط، ما يسهم في تعدّد وتنوّع قاعدة المتعاملين، ويتيح الفرصة أمام المشاركين لبيع منتجاتهم إلى أكبر شريحة ممكنة من المتعاملين. وتابع القمزي: «تحرص مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، على تطوير روح ريادة الأعمال لدى الأجيال الجديدة، وبناء جيل من تجّار الغد لديه ثقة بالنفس والعزيمة والإصرار، إضافة إلى توفير فرص للطلاب لتجربة مشروعاتهم في عالم التجارة الإلكترونية، إذ يتعاملون بصورة مباشرة مع المتعاملين، من خلال عمليات البيع والشراء في (سوق. كوم)، التي تؤدي إلى اكتساب وتطوير العملية التسويقية للمشروعات». تعزيز المواهب الشابة قال المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، عبدالباسط الجناحي، إن «المسابقة تهدف في المقام الأول إلى تعزيز المواهب الشابة، ودعمهم ليكونوا روّاد أعمال ناجحين في المستقبل، ومواكبة مشروعاتهم لتنافس كبرى الشركات العالمية، وذلك من أجل رفع اسم الدولة عالياً، وتعزيز مكانتها على خارطة الاقتصاد العالمية». وأضاف أن «المؤسسة تعتزم إقامة معرض للمشرعات المشاركة في نهاية مارس 2018 في أحد مراكز التسوّق بدبي، تتيح من خلاله الفرصة للطلاب لعرض وتسويق مشروعاتهم الإلكترونية المبتكرة، والتنافس من خلال منصّة شاملة تشكل نقطة انطلاق نحو عالم ريادة الأعمال».