قال سكان مدينة الرقة السورية: إن الضربات الجوية التي تمت أمس الأول قتلت 30 من الدواعش، كما تم تدمير برج اتصالات بالمدينة كان يستخدمه مقاتلو داعش وعندما هطلت القنابل على مدينة الرقة في شمالي سورية صباح الثلاثاء، اختبأ معظم سكان المدينة في بيوتهم، وقد تم تعيين هذه الأماكن منذ فترة طويلة كأهداف لكن الدواعش اختفوا منها وذابوا بين السكان لعلمهم أنهم سيكونون أكثر أمانًا. ومع بزوغ الشمس اتضح أنه تم تدمير مبنى محافظة الرقة الذي كانت داعش تستخدمه كمقر لإدارة عملياتها العسكرية خلال الخمسة عشر شهرًا الماضية بالإضافة إلى محطة التلفزة وقاعدة عسكرية سورية، وحسب إفادة العديد من سكان الرقة ممن تحدثوا لمراسل صحيفة الجارديان فإن نحو 30 شخصًا قتلوا ومعظمهم إن لم يكونوا كلهم من مقاتلي داعش، وظلت بقية المدينة في حالة سكون على أن اختفت وصمتت تمامًا أصوات الطائرات الحربية وأزيز (الدرون) من فوق سماء المدينة. يقول محمد شيخو أحد مواطني الرقة: «في البداية ظننت أن هذه الضربات الجوية كانت تتم بواسطة قوات بشار الأسد، لكنها كانت مختلفة هذه المرة فقد استمرت لثلاثين دقيقة وصوت القذف مختلف وقوي بأكثر مما كان يحدث عادة بواسطة الطائرات السورية ورأيت الدخان خارج مبنى المحافظة ومن حدائق الرشيد»، واتصلت على بعض أصدقائي فأكدوا لي أنه لم يسمعوا بحالات قتل وسط المدنيين لكنهم سمعوا بمقتل نحو 30 إلى 35 من داعش»، واستطرد المواطن شيخو يقول: «إنني لا أخشى الضربات الجوية وآمل أن تأتي لنا ببعض التحسن في أحوالنا وألا تستهدف المدنيين». وقالت هبة وهي طالبة في العشرين من عمرها: «سمعت أصوات القصف كأي مواطن في الرّقة، وأشهد من الآن على نجاح هذه الضربات الجوية الأولى، لقد بدأ مقاتلو داعش بمغادرة المدينة ولحقوا بعائلاتهم الذين أخلوهم قبل فترة قليلة، ليست لدي كلمات أصف بها القصف، إنه منظر لا أتمنى أن يواجهه حتى أسوا أعدائي، كنت أشاهد من البلكونة مع أختي الصغرى عندما سمعت صوت الطائرات ومزحت معها، قائلة: مشطي شعرك فسيتم تصويرك من الجو. لكن بعد ذلك بدأ القصف فهرعنا جميعنا للحجرات الداخلية، لم نكن ندري ما سنفعل، بعض الناس أسرعوا بعد القصف للمستشفيات للتبرع بالدم فقالوا لهم: لا يوجد جرحى، الذين أخلوا بيوتهم وكانوا قرب مقار مقاتلي داعش أما نحن فلازلنا بمنازلنا». وقالت ريم طالبة جامعية من الرقة: إنها لم تسمع بمقتل أي من المدنيين وظل مقاتلو داعش صامتين ولم يدلوا بأحاديث منذ الضربة، وأضافت تقول: «الأسواق فتحت وأشاهد الناس على الطرقات، أعتقد أن الضربات الجوية ستأتي بنتائج طيبة لقد سئمنا من ممارسات داعش في المدينة وضربات التحالف الجوية أفضل من هجوم قوات الأسد على مدينة الرقة فالأسد لا يهاجم داعش بل يهاجم المدنيين، نحن نريد التخلص من داعش ولو كانت ضريبة ذلك أرواح بعض المواطنين المدنيين فسيكون هذا هو الثمن الذي سندفعه لاسترداد حريتنا». وقال مواطن آخر من الرقة هو ياسر( 25 سنة): إنه سمع بأن 30 مقاتلًا من داعش قد قتلوا، لكن ياسر أبدى تخوفه من أن توجه الضربات لجماعات أخرى مقاتلة للنظام السوري غير داعش. المزيد من الصور :
مشاركة :