تلتقي المستشارة الألمانية انغيلا مركل اليوم (الأربعاء) مسؤولين من «الحزب الاشتراكي الديموقراطي» في محاولة جديدة لوضع حد للمأزق السياسي المستمر منذ ثلاثة أشهر تقريباً بعد الانتخابات الأخيرة. ويضم الاجتماع المزمع زعيم حلفاء مركل البافريين، ويأتي بعد حصول مارتن شولتز على مباركة حزبه لعقد محادثات مفتوحة مع المستشارة الألمانية. ومنح الناخبون الالمان مركل انتصاراً من دون غالبية حاسمة في اقتراع 24 أيلول (سبتمبر) الماضي. وبعد انهيار مفاوضاتها لتشكيل ائتلاف مع حزبيين صغيرين، تسعى الآن لتشكيل حكومة جديدة لقيادة أكبر اقتصاد في أوروبا خلال السنوات الأربعة المقبلة. ومع عدم وجود سقف زمني منصوص عليه دستورياً أمام المستشارة الالمانية لتشكيل ائتلاف، دعت مركل زعيمة «حزب الديموقراطيين المسيحيين» المحافظ إلى «محادثات سريعة لتشكيل حكومة مستقرة». وأكدت مركل أهمية قدرة المانيا على التصرف في المرحلة الحالية، موضحةً أن لألمانيا وفرنسا «دور مركزي» لاصلاح وتعزيز الاتحاد الاوروبي»، خصوصاً بوجود الرئيس دونالد ترامب في سدة الحكم في الولايات المتحدة وزيادة تأييد التيارات القومية في أرجاء أوروبا. وقالت بعد اجتماع مع قيادات حزبها: «لا اعتقد أنني أبالغ إذا قلت إن العالم ينتظرنا لنكون قادرين على التصرف». وتابعت: «أؤمن أن وجود حكومة مستقرة هو الأساس الذي يمكن أن نعمل بأفضل ما لدينا مع فرنسا من أجل اوروبا»، موضحة أنها لا تفضل قيادة حكومة أقلية. وأشار جوزيف يانينغ مدير مكتب برلين في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إلى أن تأثير أزمة تشكيل الحكومة له بعد كبير خارج ألمانيا. وقال: «ليس هناك طرف أكثر أهمية (للرئيس الفرنسي ايمانويل) ماكرون أكثر من برلين»، في إشارة إلى مقترحات الإصلاح الطموحة للرئيس الفرنسي، مضيفاً: «لهذا فالأمر درامي لزخم رئاسته إذا ما فشل في الحصول على أي رد بعد أشهر من الدفعة الكبيرة التي أعطاها لأوروبا وعلى الأرجح لن يحصل على أي رد لثلاثة أشهر أخرى». وفيما تلقى شولتز اتصالات هاتفية من ماكرون لحضه على عدم إدارة ظهره لتشكيل ائتلاف مع حزب مركل، يخشى شولتز أن يتسرع في تجديد التحالف مع المحافظين خصوصاً بعد ان مني حزبه بهزيمة مريرة في الانتخابات الأخيرة. ويضع شبيبة «الحزب الاشتراكي الديموقراطي» ثقلهم خلف معارضة شديدة لتشكيل ائتلاف حكومي عبر إطلاق حملة «نوغروكو» التي تعني لا ائتلاف موسع. وقد يضطر الحزب إلى طرح أي قرار بخصوص الانضمام للائتلاف للتصويت بين أعضائه. وأكد الحزب بوضوح أن لديه خيارات واسعة، من بينها رفض الشراكة مع حزب مركل المحافظ، وهو ما يضع ألمانيا على طريق اجراء انتخابات مبكرة او دعم حكومة أقلية بقيادة المستشارة. وللخروج من الأزمة، طرح الحزب أخيراً خياراً ثالثاً. وعرض الحزب خيار تشكيل «ائتلاف تعاون» او «كوكو» بالألمانية، ويتضمن العرض تشكيل ائتلاف مع الاتفاق على قضايا عدة مع ترك المواضيع لخلافية لمداولات البرلمان. لكن الفكرة أُفشلت في شكل مبكر من كبار قادة بما فيهم نائب رئيسة «حزب الديموقراطيين المسيحيين» جوليا كلوكنر.
مشاركة :