دونالد ترامب كان الخاسر في انتخاب عضو في مجلس الشيوخ عن ولاية ألاباما، وليس المرشح الجهوري روي مور. النتيجة في ألاباما أرهصت للانتخابات النصفية في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، ويبدو أن الجمهوريين في طريقهم إلى خسارة الغالبية في مجلس الشيوخ أو مجلس النواب. الديموقراطي الفائز دوغ جونز أيّده الرئيس السابق باراك أوباما ونائبه جو بايدن. الخاسر مور أيّده ترامب الذي قال: «إذا انتخبت ألاباما الديموقراطي الليبرالي دوغ جونز، فكل التقدم الذي حققناه سيتوقف». أي تقدم يتحدث عنه ترامب؟ هل هو الانتصار على البرنامج النووي لكوريا الشمالية، أو مواجهة إيران في الشرق الأوسط، أو خفض الضرائب للأثرياء في الولايات المتحدة وزيادة العجز القومي بمبلغ 1.5 ترليون دولار؟ روي مور متهم بالتحرش الجنسي والنساء اللواتي اعتدى عليهن القاضي السابق كثيرات، فمَن نصدق مور الذي ينكر أو ستاً من النساء أو أكثر؟ أرجو أن تتبع خسارة مور محاكمته بتهمة التحرش بالنساء والاعتداء على بعضهن، لأن السجن هو المصير الذي يستحقه، وليس مقعداً في مجلس الشيوخ في بلد رائد في حقوق الإنسان. في مقابل أوباما وبايدن، أيّد الرئيس ترامب مور في حملته الانتخابية ومعه ستيف بانون، المستشار السابق في البيت الأبيض الذي أتى من مطبوعة «برايبارت» الإلكترونية، وهي تمثل أقصى اليمين، والنائب اليميني لوي غومرت، وهو جمهوري من تكساس، وضابط بوليس سابق من ميلووكي. وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس، وهي جمهورية وُلِدت في ألاباما، دعت سكان الولاية إلى التصويت، إلا أنها لم تنصحهم بالتصويت ضد مور. أيضاً عضو اللجنة الوطنية الجمهورية في نبراسكا جويس سيمونز استقالت من اللجنة احتجاجاً على تمويل هذه اللجنة حملة مور الإنتخابية. السيناتور الجمهوري من ألاباما ريتشارد شيلبي قال إن تهم التحرش ضد مور «قابلة للتصديق» وإن الولاية تستحق أن يمثلها في مجلس الشيوخ إنسان أفضل من مور. في النهاية لم يبقَ من نصير لمور غير ترامب فقادة مجلس الشيوخ الجمهوريون سحبوا تأييدهم له بسبب اتهامات التحرش الجنسي. حتى زوجة المرشح الجمهوري الفاشل كايلا مور عجزت عن الدفاع عنه. هي زعمت أنه نصير للنساء وأنه عيّن شرطياً أسود لحماية المحكمة العليا في ألاباما، وأن أحد محاميه يهودي وأن للأسرة أصدقاء من اليهود. لكن لم يصدقها المواطنون في ألاباما، وأهم من ذلك لم يصدقها الناخبون. في النهاية، فاز ديموقراطي بمقعد في مجلس الشيوخ عن ألاباما للمرة الأولى منذ ربع قرن، وكان الفوز في حدود 50 في المئة مقابل 48.5 في المئة، ما جعل مور يرفض الاعتراف بالنتيجة ويطلب إعادة فرز الأصوات، هذا مع أن نصيره الأول والأخير ترامب اعترف بفوز جونز، وقال في تغريدة «الفوز هو الفوز». الأرقام الأخرى تقول إن 96 في المئة من السود صوتوا لجونز، وإن 68 في المئة من البيض صوتوا لمور، وإن في مجلس الشيوخ بعد أن يقسم جونز اليمين الدستورية 51 جمهورياً مقابل 49 ديموقراطياً. هل يحاكم مور بتهم التحرش الجنسي بعد خسارته؟ ست نساء قلن إنه اعتدى عليهن في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، وخمس منهن كن مراهقات عندما تحرش بهن مور والسادسة كانت في الثانية والعشرين. ربما كان ترامب يعض أصابعه ندماً الآن على رغم تهنئته جونز، فهو سحب جيف سيشنز من عضوية مجلس الشيوخ ليصبح المدعي العام، أي وزير العدل، ولعله كان مقتنعاً بأن الديموقراطيين لا يمكن أن يفوزوا بالمقعد الذي أخلاه سيشنز. إلا أنهم فعلوا لأن التهم بالتحرش الجنسي ضد مور كانت كثيرة، ولا يمكن أن تكون ست نساء أو سبع يكذبن وأن مور وحده يصدق. المقعد الذي فاز به جونز سيدخل الانتخابات النصفية السنة المقبلة. التهم ضد مور من نوع التهم ضد دونالد ترامب، ولعلها تهدد بقاء الرئيس في البيت الأبيض.
مشاركة :