ضجت الدنيا بخبر وفاة الفنان السعودي أبوبكر سالم بالفقيه، كما يليق برمز من رموز المجتمع العربي، السيل الهادر من الأخبار، التي تتعلق بوفاته والتعليقات التي صاحبتها، في جميع وسائل التواصل الاجتماعي، تثبت أحقيته بأن يكون أسطورة خالدة على مر الزمان. لم يكن أبو أصيل رمزاً في فنه فحسب، بل رمزاً في أخلاقه ووفائه ورجولته، مع القريب والبعيد، كان لي شرف معرفته وأبنائه الكرام، الذين أحسن تربيتهم، وكان لهم قدوة في تواضعه ونبله واحترام كلمته. وكان كلما ازداد نجومية ازداد تواضعاً وبساطة، وفي الوقت الذي كان يتحارب فيه أقرانه من نجوم الغناء عبر «الشلليات» والإعلام ودس السم في العسل، كان أبوبكر ينافس نفسه ويتعامل مع الجميع عبر الصدقية والإنسانية المبهرة ذاتهما. لم يشغله نجاح المنافسين، بل كان شغله الشاغل تطوير نفسه وتقديم كل ما هو مميز لجمهوره العربي العريض، لم يكن تابعاً لأي فنان أو «شللية»، بل كان منفرداً وحده، واختط لنفسه مساراً خاصاً به لا يشبه أي فنان آخر، حتى أصبح أيقونة ورمزاً في تاريخ الغناء العربي، وليس في تاريخه عداء من أي نوع، سواء على الصعيد الشخصي أم المهني. رحل، وكل من يعرفه حزن على خبر وفاته.. رحل وكل من يعرفه يستعيد ذكريات أحاديثه العذبة ومواقفه الإنسانية وتواضعه الجم وبساطته العميقة كأي أديب وإنسان عظيم يعي أن الحياة رحلة بسيطة وجميلة لا تستحق العناء والحقد والضغينة. تعلمت من الراحل ومن أبنائه كثيراً من المُثُل التي لا يسع المجال لذكرها، تلك المثل التي لا تسمح لهم أن يكونوا إلا رجال مواقف ثابتة لا تغيرهم الظروف ولا يتلونون من أجل مصلحة. رحل أبوبكر سالم وترك خلفه تاريخاً لن يرحل، وسيظل يحكى ويحتذى به لكل من يهمه بأن يكون نجماً خالداً في مجاله.. رحل وترك سيرة قيمة وقصة من قصص الكفاح، التي جعلت منه رمزاً عروبياً وأيقونة خالدة في عالم الفن العربي.
مشاركة :