قال ناشطون ومواقع إسلامية أمس إن تنظيمات جهادية بينها «جبهة النصرة»، ذراع تنظيم «القاعدة» في سورية، و «حركة أحرار الشام الإسلامية»، بدأت في إخلاء مراكزها في محافظة إدلب في شمال غربي سورية، غداة بدء التحالف الدولي - العربي بقيادة الولايات المتحدة شن ضربات ضد مواقع الجهاديين. وأصدرت قيادة «حركة أحرار الشام» بياناً أورده «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، وطالبت فيه بـ «إخلاء المقرات والورشات والمعسكرات التابعة لحركة أحرار الشام الإسلامية والإبقاء على ما يلزم لحراستها»، و«الحفاظ على مناطق الرباط التي يرابط عليها مجاهدو الحركة». كما طالبت التعليمات الصادرة من قيادة الحركة بـ «إبعاد أجهزة التواصل الفضائية واللاسلكية عن المقرات وعدم تشغيلها إلا للضرورة القصوى، وإخطار المدنيين المتواجدين بالقرب من المقرات بالإبتعاد عنها، وإخفاء وتمويه الأسلحة الثقيلة وتغيير أماكنها». وصدر الأمر بإخلاء مراكز «أحرار الشام» على رغم عدم شمولهم بالضربات التي بدأ التحالف توجيهها في سورية، والتي شملت مواقع لـ «النصرة»، إضافة إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» و«مجموعة خراسان» المرتبطة بـ «القاعدة». وفي هذا الإطار، عمدت «النصرة» إلى إخلاء مقارها ومراكزها « القريبة من المسلمين» في ريف محافظة إدلب، بحسب ما أورد «المرصد» الذي تحدث عن إخلاء «آلاف العناصر» لمراكزهم. ونقلت «فرانس برس» عن تغريدة على حساب «مراسل ادلب» التابع لـ «النصرة» على موقع «تويتر» تفيد بـ «إجلاء معظم مقرات جبهة النصرة القريبة من المسلمين»، في اشارة الى المواقع القريبة من أماكن سكنية. وأرفقت التغريدة بصورة تظهر مقاتلاً يحمل على ظهره اعتدة عسكرية، وهو يخرج من بوابة سوداء اللون. وتعد حركة «أحرار الشام» من أبرز مكونات «الجبهة الاسلامية» التي قاتلت الى جانب «جبهة النصرة» منذ كانون الثاني (يناير) في المعارك ضد «الدولة الاسلامية». وقالت الولايات المتحدة الثلثاء إنها قصفت و «قضت» على مجموعة صغيرة تعرف باسم «جماعة خراسان»، تتألف من عناصر سابقين من تنظيم «القاعدة»، كانت تستعد لشن هجمات في دول غربية. واشارت وزارة الدفاع الاميركية الى ان هذه المجموعة على صلة بـ «جبهة النصرة». الا أن «المرصد» وناشطين قالوا إن القصف الذي شنّه التحالف استهدف مواقع لـ «النصرة»، ما أدى الى مقتل 50 من عناصرها فجر الثلثاء. وأوضح «المرصد» أن المواقع المستهدفة كانت عبارة عن تجهيزات ومعسكرات في منطقة واقعة بين محافظتي حلب (شمال) وادلب (شمال غرب). ونقلت «فرانس برس» عن ناشطين أمس أن غارة للتحالف على معسكر تدريب في ريف حلب أدت إلى مقتل «أبو يوسف التركي»، أبرز قنّاصي «النصرة». ونعت حسابات مناصرين للجبهة على مواقع التواصل الاجتماعي «أبو يوسف التركي»، متوعدين بـ «الثأر» لمقتله. وقال ناشط في ريف ادلب إن التركي يبلغ من العمر 47 عاماً وقدم الى سورية منذ عام ونصف عام و «قاتل ضد قوات النظام في ريف حماة (وسط) وادلب واللاذقية (غرب)، قبل ان ينتقل الى تدريب» قناصي الجبهة. وانتشرت على موقع «تويتر» تغريدات تنعى التركي باستخدام «وسم» (هاشتاغ) «استشهاد أبو يوسف التركي». وكتب مستخدم يقدم نفسه باسم «ابو مصعب الأسير» على تويتر «تقبلك الله يا قناص جبهتنا. القناص السادس في العالم، تخرج على يده قرابة 400 قناص». وكتب مستخدم آخر يقدم نفسه باسم «أبو البراء الشامي» ان «استشهاد أخي وحبيبي قناص الشام أبو يوسف التركي (...) لن تنسى الشام دمه الطاهر (...) سنثأر لتلك الدماء». وكتبت صحيفة «الوطن» القريبة من السلطات السورية ان التركي هو من «أشهر قناصي العالم».
مشاركة :