كرة القدم لا تعرف المستحيل، تعطي من يحترق لأجلها وتحرق من يتعالى عليها، الشواهد كثيرة والأمثلة الحية لا حصر لها، والسعيد من وعظ بغيره لا بنفسه، هذا هو المنطق، وهذه هي اللغة التي ينبغي أن يتماشى معها الهلال في لقاء الرد أمام العين متى ما أراد أن يبصم بالعشرة على تأهله لنهائي القارة المنتظر. الزعيم قطع شوطا كبيرا نحو التأهل بلا شك ولكن القطع والجزم بأن الهلال قد تأهل رسميا للنهائي الكبير عطفا على نتيجة الذهاب فهو أمر غير محمود العواقب، ومتى أوهم اللاعبون أنفسهم بأن المباراة شبه محسومة فإن آمالهم ستتبخر لا محالة، وربما يعودون وهم يجرون وراءهم خيبة كبيرة ونكسة غير متوقعة. في الهلال إدارة محترفة وجهاز فني متمكن ونجوم على قدر المسؤولية وثقتنا جميعا بهم لا حدود لها، ولكن بالقدر الذي فرح الشارع الرياضي بنتيجة الذهاب، فقد دب الخوف والقلق من الركون إلى تلك النتيجة في لقاء الرد، خاصة وأن هناك ثمة شواهد في عالم المجنونة مرت بالحالة ذاتها، وخرجت على إثرها تجر أذيال الهزيمة. العين فريق كبير وثقيل فنيا ويملك نجوما وأسماء لامعة ومؤخرا أطلقوا شعارا جديدا قبل موقعة الهلال المنتظرة عنونوا له (yes we can) ومعناه نعم نستطيع، وفي ذلك إشارة واضحة إلى أنهم يستطيعون العودة من جديد إلى المباراة وقلب الطاولة على الخصم، وهو ما أكدت عليه في البداية. نعم العين يستطيع أن يعود وينهض من جديد وهو أهل لذلك عطفا على تاريخه الكبير وإمكاناته العالية على المستطيل الأخضر، ولكن الهلال هو الآخر يستطيع أن يسطع بدرا في سماء ملعب هزاع بن زايد في مدينة العين، ويثبت للجميع بأن مباراة الذهاب لم تكن مجرد طيف عابر، بل حقيقة دامغة على أن الزعيم بات على بعد خطوة من اللقب الذي طال انتظاره كثيرا. حلم السابعة بدأ يقترب أكثر من أي وقت مضى، والكرة الآن في مرمى اللاعبين، وأي تفريط أو تهاون لا قدر الله أمام العين فإن ذلك يعني استمرار العقدة الآسيوية، وقتل طموحات وآمال الجماهير الهلالية التي أرق الشوق مضاجعها وأضناها الانتظار. قذائف شمالية بروق براءة الخلوق عبدالله البرقان من التهم والإساءات التي طالته من خلال عمله في لجنة الاحتراف، غلفت الزمان والمكان بعد اتحاد القدم، وأعطت لنا وله بصيص أمل في اتحاد اللعبة المغلوب على أمره. قرار استمرار الأسباني لوبيز في قيادة الدفة الفنية للمنتخب الأول كان صادما للغاية، فالسيد كارو يصلح ربما لكل شيء إلا في عالم التدريب ولعل في لقاء أستراليا السابق ما يؤكد ذلك. فارس الدهناء يخفق له القلب ويحن الفؤاد لعودته إلى مكانه الطبيعي بين الكبار، وما يقدمه حاليا كفيل بحول الله بعودة كبير الشرقية إلى حيثما كان. قبل الطباعة كل عام ووطني الحبيب بألف ألف خير، وأدaام الله لنا مليكنا، وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة، وعلى دروب الخير ألتقيكم بحول الله في الأسبوع القادم ولكم تحياتي.
مشاركة :