محمد حنفي| برعاية وحضور الشيخة الشاعرة، د. سعاد الصباح، افتتح بمقر الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية «ملتقي الكويت الدولي للفن التشكيلي» الذي يأتي بمناسبة احتفال الجمعية بمرور خمسين عاما على تأسيسها، وقد شارك في الملتقى عدد كبير من الفنانين التشكيليين من الكويت ودول العالم. في كلمتها في افتتاح الملتقى، قالت د. سعاد الصباح إن مرور خمسين عاما على إنشاء الجمعية هو دليل على أن الكويت كانت وستظل شجرة وارفة تحط عليها طيور الإبداع من كل العالم، وأن موسم الهجرة إلى هذا الوطن الجميل ممتد إلى نصف قرن أو أكثر، فهي صاحبة الريادة في الفنون والآداب والحرية والانجاز، والأخذ بيد المواهب إلى مكانها ومكانتها التي تطمح.إحياء ذكرى الرواد واعربت الصباح عن سعادتها برعاية هذه الاحتفالية المهمة، واشارت إلى أن جمعية الفنون التشكيلية بيت دافئ لنا جميعا نشعر تجاهها باعتزاز.. ونفخر جميعا بإنجازاتها ونشاطها، كما اعربت عن اعتزازها بأن تكون جزءا من نشاط الجمعية من خلال مهرجانات المسابقات التي تشرّفت بإقامتها ورعايتها لتشجيع المبدعين من الأطفال والشباب منذ عدة سنوات وستستمر، كما شدت على يد الجمعية في إحياء ذكرى الفنانين الرواد، لأن الفن هو ذاكرة الوطن، والجزء النقي من الحياة. تجربة روحية من جهته قال الفنان عبدالرسول سلمان، رئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، ورئيس اتحاد التشكيليين العرب، ان الجمعية تفخر بحضور نخبة من مبدعي التشكيل من الوطن العربي ودول أوروبا تمثل تجاربهم البصرية تنوعا ثريا ومنفردا ونادرا، وأكد سلمان على أن المحاولات التي قام بها جيل الرواد منذ تأسيس الجمعية لم تكن بمعزل عن تصاعد الوعي السياسي والاجتماعي، وأن النتاج التشكيلي لم يكن بمعزل عن الاهتمام بالتراث، من خلال موقف عصري قاد التجربة الفنية العربية إلى نزعة تجريبية تبلورت بعمق في هذا القرن. واشار سلمان إلى أن الاتجاهات الفنية لمعظم الفنانين المشاركين في الملتقى تشكل جانبا من الأساليب الفنية التي تزدهر ضمن حركة الفن التشكيلي العربي والأوروبي المعاصر، وهي مع تنوع مستواها التقني وموقفها الفكري تعكس خبرات الفنانين إزاء مسألة الفن، ليس كمظهر شكلي، وإنما كتجربة روحية معاشة، واكد سلمان على أن مشاركة ما يربو على 30 فنانا من الدول الأوربية والعربية إلى جانب الفنانين الكويتيين في ورشة فنية مباشرة، خلق حالة من التفاعلية لإنتاج اعمال تبعا لأساليبهم، ما شكل فرصة للتبادل الثقافي والفني بين الفنانين.أعمال متنوعة بدورها شكرت هدى الصالح، مديرة الجمعيات الأهلية بوزارة الشؤون الاجتماعية في كلمة مقتضبة د. سعاد الصباح، على رعاية الملتقى، وأعربت عن سعادتها باحتضان دولة الكويت لهذه الكوكبة الفنية المشاركة في الملتقى، كما أشادت بالأعمال المميزة للفنانين المشاركين. وقد ضم الملتقى 19 فنانا ينتمون إلى بعض الدول الأوروبية (هولندا – روسيا – بلجيكا – فرنسا – اذربيجان) وبعض الدول العربية(الإمارات – مصر – الجزائر – الأردن – المغرب – البحرين) إلى جانب تسعة من الفنانين الكويتيين، وقد عكست الأعمال المشاركة مختلف مدارس وتقنيات الفن التشكيلي، وتنوعت بين التراث وتجسيد الطبيعة والتجريد. تضمن الحفل عرضا صوتيا لقصيدة «فارس الفرسان» بصوت د سعاد الصباح، بالإضافة إلى أغنية «لا تسأل» بصوت ماجدة الرومي، كما تضمن الحفل فقرة غنائية بصوت الفنان عادل الرويشد، وفي نهاية حفل الافتتاح قامت د. سعاد الصباح، وعبدالرسول سلمان، وهدى الصالح، بتكريم جميع الفنانين المشاركين في الملتقى.
مشاركة :