مقديشو (أ ف ب) - قتل 18 شرطيا صوماليا وجرح 15 آخرون على الاقل في هجوم انتحاري تنبته حركة الشباب الاسلامية واستهدف صباح الخميس كلية الشرطة الرئيسية في مقديشو، وفق ما اعلن قائد الشرطة، في اعتداء جديد في البلد المضطرب الواقع في منطقة القرن الافريقي. وذكر شهود عيان ان رجال الشرطة كانوا متجمعين من اجل العرض الصباحي في ساحة مفتوحة عندما قام الانتحاري بتفجير نفسه. وهو هجوم يضاف الى سلسلة الاعتداءات التي يشنها الجهاديون منذ عقد للإطاحة بالحكومة المعترف بها دوليا في الصومال. وقال قائد الشرطة الجنرال مختار حسين افراح للصحافيين ان "18 شرطيا قتلوا و15 آخرين جرحوا بعدما فجر انتحاري نفسه داخل الكلية". وتنكر الانتحاري في زي الشرطة ليخترق المعسكر، بحسب افراح. والكلية المستهدفة هي اكبر مدرسة للشرطة في الصومال. وقال حسين علي الذي كان في المكان، لوكالة فرانس برس ان "بعض رجال الشرطة كانوا مصطفين بينما كان آخرون يصلون الى المكان عندما قام الرجل المتنكر بلباس شرطي بتفجير نفسه". واضاف ان "سيارات الاسعاف قامت بنقل القتلى والجرحى". وهرعت سيارات الاسعاف والمسعفون لموقع الاعتداء لانقاذ المصابين ونقل جثث الضحايا. وأوضحت الشرطة أن الحصيلة كان يمكن ان تكون اكبر لو نجح الانتحاري في تفجير نفسه في وسط الحشد. وقال القومندان في الشرطة ابراهيم محمد إن المهاجم "كان يمكن ان يسبب سقوط عدد اكبر من الضحايا لو وصل الى وسط المكان حيث كان عدد المتجمعين اكبر". ومساء الخميس، حضر شرطيون جنازات زملائهم الذين قتلوا في الاعتداء. وتبنت حركة الشباب الاسلامية الصومالية الموالية لتنظيم القاعدة والتي تستهدف باستمرار قوات الشرطة، الاعتداء مؤكدة سقوط 27 قتيلا "بينهم ضباط كفار رتبهم عالية". - اعتداءات متواصلة - طرد المتمردون الشباب من العاصمة الصومالية مقديشو في آب/اغسطس 2011 وخسروا بعدها غالبية معاقلهم. لكنهم لا يزالون يسيطرون على مناطق ريفية مترامية يشنون منها هجمات واعتداءات انتحارية غالبا ما تطاول اهدافا حكومية ومدنية في مقديشو فضلا عن قواعد عسكرية صومالية واجنبية. وفي 14 تشرين الأول/اكتوبر الفائت، قتل 512 قتيلا في اعتداء نسب إلى حركة الشباب بواسطة شاحنة مفخخة استهدف تقاطعا تجاريا مكتظا في مقديشو، يعتبر الأكثر دموية في تاريخ البلاد. ومذاك كثفت الولايات المتحدة من ضرباتها الجوية التي تستهدف قادة الجهاديين. وفي 21 تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، اعلنت القيادة الاميركية لافريقيا ان ضربة اميركية استهدفت معسكرا للتدريب لحركة الشباب، اسفرت عن مقتل اكثر من مئة مسلح. وفي 13 تشرين الثاني/نوفمبر، اعلنت واشنطن انها قتلت 40 متطرفا اسلاميا في الصومال في اربعة ايام، وذلك خلال خمس غارات استهدفت حركة الشباب الاسلامية وعناصر في تنظيم الدولة الاسلامية. وقال الكولونيل روب مانينغ المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية إن الغارات اسفرت عن "مقتل 36 اسلاميا من الشباب واربعة مسلحين من تنظيم الدولة الاسلامية". ويأتي تكثيف واشنطن غاراتها الجوية على الجهاديين، فيما تستعد قوة الاتحاد الافريقي في الصومال (اميصوم) لسحب الف من جنودها ال22 الفا المنتشرين في هذا البلد في اطار خطة تلحظ انسحابها الكامل بحلول كانون الاول/ديسمبر 2020. ولم يثبت الجيش الصومالي حتى الان قدرة على ضمان الامن رغم تلقيه تدريبا من جانب دول اجنبية عدة. وتخشى واشنطن أن يؤدي هذا التقليص لعرقلة جهود مكافحة الجهاديين. والشهر الفائت، نبه تقرير صادر عن هيئات رقابية في الامم المتحدة الى أن فصيلا تابعا لتنظيم الدولة الإسلامية في الصومال تمدد بشكل كبير خلال العام الفائت حيث نفذ هجمات في منطقة بونتلاند في شمال شرق البلاد وحصل على تمويل من قادة المجموعة في سوريا والعراق. © 2017 AFP
مشاركة :