الإنسان كائن بشري في حياته المعيشية التي يعيشها وفي تصرفاته وتعامله مع الآخرين في الإيجاب والسلب وفي الهذرة التي لا معني لها عند البعض ليثبت انه يعرف كل شيء مع أنه لا يعرف أي شئ إلا في حدود معلوماته .والحديث في هذا الموضوع طويل وشائك له بداية وليس له نهاية.ونكتفي هنا بالحديث عن احدى الصفات التي يتصف بها الإنسان وهو الحديث بالكلام الطويل وغير المفيد عند البعض من الناس ‪"‬الهذارين‪"‬ مثل ‪"‬هذرة‪"‬ الحلاقين والذين كتبنا عن ‪"‬هذراتهم‪"‬ في مقال سابق ويظلون ‪"‬يهذرون‪"‬ مع زملائهم الحلاقين ولا يسكتون ويصمون أذنك وأنت تجاملهم بالاستماع إليهم مع أنك لا تعرف لغتهم وأنك مرتبط بمواعيد أخرى وتستحي أن تقول لهم عندي مواعيد لاختصار كلامهم .والإنسان الوحيد على الإطلاق الذي لا يزعجك بكائه بدلا من الكلام لأنه لا يتكلم هو الطفل أو الطفلة في عمرهم بالأيام والأشهر الأولى لولادتهم لأنهم منذ ولادتهم دائماً يغطون في نوم عميق تسمع بكاؤهم  بالتهتهة البريئة عندما يصحون من النوم وهم يحركون أيديهم وأرجلهم وهو التعبير المجازي لبكائهم الطفولى أحياناً بكاء خفيفاً في بكاء طفولي محبب عند الأمهات لإحساس الطفل بالجوع أو المرض أو عدم راحته بالنوم بعد الاستيقاظ والأمهات تعرف لماذا يبكون . في المقابلات في البرامج الفضائية التي نشاهدها على سبيل المثال أو في الندوات والمحاضرات والمؤتمرات خاصة كلمات الافتتاح ويطولون بإلقاء الكلمات لدرجة البعض من الحضور يشعرون بالملل وبالنعاس في النوم الخفيف من طول الكلمات والبعض يتسلى بالحديث مع الجالس بجانبه أو يتسلى بقراءة وإرسال "المسجات" في الهاتف النقال الذي معه ولا يرتاحون إلا عندما يقول المتحدث بالكلام عبارة (وفي الختام) وهنا يتنفس الحضور الصعداء ويستعدون بالتصفيق للمتحدث كما جرت العادة في المناسبات المختلفة في الأحاديث للجمهور الحاضرين  .إن (خير الكلام ما قل ودل) هو المطلوب في حياتنا المعيشية المتسارعة وكل الناس مستعجلون وليس عندهم الاستعداد للاستماع إلى الكلام الطويل الممل خاصة الذين يرتجلون الكلام بدون القراءة من الورق لذلك الاختصار في الكلام هو المطلوب لأن خير الكلام ما قل ودل .آخر الكلام:ونحن نتحدث عن (خير الكلام ما قل ودل) خاصة الحديث المفيد والذي نجني من ورائه نتيجة تذكر فإن خير مثال نسجله للدلالة أن خير الكلام ما قل ودل الكلمتين المختصرتين للسيد / جورج هربرت واكر بوشMr. George Herbert Walker Bush   الأب الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية الصديقة طول الله في عمره عندما تحدث عن تحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم على الكويت مخاطباً دولة الكويت أميراً وحكومة وشعباً والمتعاطفين مع الكويت والعالم أجمع من مشرقه إلى مغربه بتحرير الكويت أمام حضور الشيخ سعود ناصر الصباح رحمة الله عليه عندما كان آنذاك سفيراً لدولة الكويت في الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة بكلمتين لا ثالث لهما (الكويت تحررت) Kuwait has been librated وتحررت الكويت .وهذا هو الكلام خير الكلام ما قل ودل .وسلامتكم .بدر عبدالله المديرسal-modaires@hotmail.com