هو سؤال ستتغير إجابته اعتماداً على جنس المجيب، مع احترام الفروق الفردية ما بين البشر إلا أن الإجابات «الذكورية» على ذلك السؤال ستتفوق على نفسها عند الانطلاق في إحصاء احتياجات المرأة من الرجل، إن ما أعطينا لبعض الرجال «الميكرفون» للحديث. وقد يعتدل آخرون ويصيغونها بشكل يتفق مع ما يجود به «النموذج المثالي»، وقد يتلعثم آخرون في محاولتهم التعبير بالكلمات وحدها. ومن دون وعي سيقوم كل منهم بإسقاط تجربته الشخصية في نموذج إجابته، وسيبقى السؤال مُعلّقاً، وسوف أترك ذاك التساؤل كل يجيب عليه وفق ما يتفق مع قاموس معرفته، ماذا تريد المرأة من الرجل؟! نسمع كثيراً من رجال عجزوا أمام أمواج طلبات زوجاتهم، التي لا تتوقف – بحسب وجهة نظر تلك الفئة من الرجال – ويعبّرون عن ذلك بإعادة تدوير السؤال داخل محركات البحث قديمها وجديدها، ليعود السؤال مُبهماً باحثاً عن حقيقة صنع منها بعض الرجال لغزاً فرعونياً. وكأن تلك «المرأة» قَدِمت بمركبة فضائية من كوكب لم نسمع به بعد! وهل رموز المرأة بذلك التعقيد! وكيف هو عقل المرأة من الداخل؟! ما أود الوصول إليه هنا انّ ضعف الحوار ما بين الزوجين هو الذي جعل من «المرأة» عالماً غامضاً لا يمكن تحقيق رغباته واحتياجاته اللامنتهية. فماذا لو كان ذاك السؤال موجّهاً لامرأة «حقيقية»، غالباً ما ستكون إجابتها في حدود حاجات نفسية واجتماعية ضمن حدّها الأعلى، وبعض من حاجات مادية في حدّها الأدنى. الاحترام والحب والتقدير هي أصل احتياجاتهن التي ستسبق كل ما هو مادي..! تعاني مجتمعاتنا من ضعف في الحوار الزواجي، الذي أصبح المُتسبّب الأول في حدوث حالات الطلاق ما بين الأزواج. وكأنما الرجل لم يعد يدرك لغة المرأة، ونسيت المرأة كيفية ترجمة حروف كلمات الرجل! كم نحن بحاجة لأن نقترب من زوجاتنا أكثر، لنسمع منهن إجابة سؤال تم تضخيمه حتى عجز الرجال عنه! تعلمت من الحياة قبل الكتب والمراجع العلمية أنّ الحوار القائم على الاحترام والتقدير والمحبّة الصادقة عادة ما يقود ذلك إلى الانسجام والتوافق، وفك «طلاسم» اللغز الأنثوي. عندها سيدرك بعض الرجال ماذا تريد المرأة من الرجل! د. عبدالفتاح ناجي abdelfttahnaji@yahoo.com
مشاركة :