بالنسبة إلى الأطفال، تسبّب الحساسيّة تجاه نوع معين من الطعام انزعاجاً كبيراً يكدر عليهم فرحتهم في أعياد الميلاد مثلاً إن كانوا يعانون حساسية تجاه البيض، وغيرها من حالات. فكيف تساعدين طفلتك في التأقلم مع حالتها؟ إليك الجواب. إذا كانت طفلتك تعاني حساسيّة تجاه أطعمة معيّنة، فلن تستمتع في الحفلات كثيراً. تعلم أنّها لا تستطيع أكل أو شرب الأصناف الموجودة، فتشعر بأنّها معزولة في ظلّ استهزاء رفاقها بها. يمنع عليها أحياناً تناول قطعة من قالب الحلوى لأنّه يحتوي على البيض، أو تعجز عن أكل البسكويت لأنّه مصنوع من المكسّرات. عموماً، تُقدَّم إليها وجبات خاصّة، لكنّها في بعض الأوقات لا تحصل على شيء. ساعديها في ألّا تشعر بالاستياء حيال نفسها وطمئنيها إلى أنّها ليست السبب وراء الحساسيّة التي تعانيها، لذا لا داعي لإلقاء اللوم على نفسها. ستشعر بسعادةٍ أكبر عندما تفهم أنّ الحساسية تحدث عموماً من دون سببٍ واضحٍ، وحتّى الأطبّاء يجهلون سبب إصابتها هي وليس صديقتها المفضّلة. يساعدها هذا الأمر في تقبّل وضعها والتوقّف عن الشعور بالحزن تجاهه. لست الوحيدة اشرحي لها أنّ أولاداً كثيرين يصابون بالحساسيّة في هذه الأيّام، على عكس ما كانت الحالة في صغر سنها. فكثيرٌ من الأطفال في الروضة يواجهون التحدّي ذاته، لذا ليست هي الوحيدة التي عليها التنبّه إلى طعامها وشرابها. ركّزي على أنّها على الأقلّ تستطيع السيطرة على حساسيّتها التي لا تعرقل حياتها كثيراً، فيما ثمة أولاد يعانون حساسيّة على أنواع قماش معيّنة. من ثم، عليهم ارتداء ملابس خاصّة، وآخرون حسّاسون على جزيئات محدّدة موجودة في الهواء. أحرصي على أنّ تفهم ابنتك فعلاً طبيعة حساسيّتها وتتعرّف إلى الأطعمة المسموحة لها، وتلك التي عليها تجنّبها، فتسيطر على مشكلتها وتديرها بشكلٍ أفضل. ضعي لها قائمة بالمنتجات التي يجب تفاديها، ذاكرةً علامات تجاريّة محدّدة. ناقشي معها الخطوات التي عليها أخذها في حال تناولت عن طريق الخطأ طعاماً يسبّب لها الحساسيّة. وفي حال كانت مضطرّة إلى حمل أدوية مضادّة للحساسيّة معها، فحدّدي لها الجرعة والظروف التي تدفعها إلى تناولها. ذكّريها بهذه النقاط بانتظام، لأنها ستشعر بحرج أقلّ وثقة أكبر حين تتحدّث إلى رفاقها عن حساسيّتها، إذا كانت مرتاحة لمناقشة الأمر معك في الأساس. على طريقتك من الطبيعي ألّا تستمتع طفلتك بالحفلات بقدر أصدقائها الذين يُسمح لهم بتناول الكيك بالشوكولاتة والمشروبات الغازيّة والبسكويت. ولما كان مضيف الحفلة قد لا يعدّ طعاماً خاصّاً لطفلتك، كذلك لن يقدّم لها صحناً فيه المأكولات «الممتعة» ذاتها التي يقدمها لبقية الأولاد، فحضّري لها وجبات الحفلة الخاصّة بها بنفسك: استخدمي مكوّنات تستطيع تناولها من دون أن يبدو صحنها مختلفاً كثيراً عن الباقين. اتّصلي مسبقاً واسألي عمّا هي المأكولات التي ستقدّم خلال الحفلة فتحضّرين ما يشبهها وتحضرينها معك عندما تصطحبين طفلتك إلى الموعد وتعطينها للمضيف، شارحةً له التعليمات بالتفصيل.