خروج من كهف مظلم.. خروج صعب ومكلف.. دفع فيه الكثير من الفكر والشك وأحيانا الكفر.. الكفر بكل مرئي ومسموع.. قفز الى ما وراء الظلال.. وتطلع الى معرفة حقيقة الأشكال.. تمهّل قبل الخروج.. فالخارجون منبوذون يدفعون أثمانا للوعي كل حين، يقضون الليل ذهابا وايابا بين صفحات كتب صفراء قضت سنين ملتصقة بالرفوف.. وفي الداخل أياد مرتعشة من العيب والحرام والقطيع.. أياد لا تمسك صيدا.. تزهق كل سؤال في مهده بهمهمات الممنوع.. ويلٌ لي أنا من قررت الخروج.. وويلات لمن آثروا المكوث.. مربوطون بخيوط تحرّكها رؤوس الجماعات.. أعرفها جيدا تلك الخيوط فندباتها اخترقت نفسي إلى المنتهى.. حسنا فقد خرجت ورأيت النور.. وعشقت عيني أشعة الشمس.. هواء متجدّد ونسيم حرية وفكرة حالمة وابتسامة أمل ويأس وعزلة أحيانا.ً. لكنني بين حين وآخر أذهب بفكري إلى صحبة الكهف وراحة الكهف وظلال الكهف.. لكن حلم «اليوتوبيا» يستحق.. يستحق تحمّل مخاض أن تكون. د. منال مكرم
مشاركة :