رام الله: منتصر حمدان أعادت قوات الاحتلال «الإسرائيلي» إدخال الوحدات الخاصة المعروفة باسم «المستعربون» للخدمة العسكرية في إطار مساعيها لإحباط الحراك الشعبي الفلسطيني الرافض لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير، ما أدى إلى نشوب موجة من الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية في الأراضي الفلسطينية.ودفعت اندلاع التظاهرات والمسيرات قيادة جيش الاحتلال للتأهب والاستعداد العسكري للتعامل مع هذه الأحداث ومحاولة السيطرة عليها ومنع تصاعدها واستمرارها، مستخدمة مجموعة من الوسائل والطرق العسكرية والأمنية المباشرة وغير المباشرة التي منها الاعتماد على الوحدات الخاصة «المستعربون» التي تتبع لجيش الاحتلال. وتتخصص هذه الوحدات العسكرية لتنفيذ مهام عسكرية خاصة وشبه معقدة خلال التظاهرات والاحتجاجات الشعبية، عبر التسلل والاندماج بين المتظاهرين من خلال تخفي عناصرها بالزي الفلسطيني المدني، في انتظار لحظة الصفر للانقضاض على المتظاهرين والسيطرة عليهم قبل انكشاف أمرهم.واعتمدت قوات الاحتلال على هذه الوحدات الخاصة منذ الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت عام 1987، حيث كانت توكل إليها في تلك الانتفاضة مهام ملاحقة وتصفية المطاردين الفلسطينيين الذين تصنفهم ما تسمى أجهزة أمن الاحتلال ب«المطاردين الخطيرين»، أو اعتقالهم.ورغم أن أغلبية الفلسطينيين في الضفة الغربية يحملون في ذاكرتهم تاريخاً أسود لهذه الوحدات وأفعالها، إلا أنهم يجدون أنفسهم وجهاً لوجه مع عناصر هذه الوحدات مع اندلاع المسيرات والتظاهرات الشعبية دون أن يجدوا أية حلول للتعامل معها أو الحد من نشاطها المؤثر والعميق.وقال أحد الناشطين الميدانيين الفلسطينيين الذي شاهد، أمس الأول، عملية اعتقال الوحدات الخاصة لعدد من الشبان المشاركين في رشق جنود الاحتلال بالحجارة عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة: «إنهم يستعملون نفس أسلوب وحركة المتظاهرين ويحرصون على ارتداء ذات الملابس والأقنعة، ما يجعل إمكانية كشفهم بالغة الصعوبة والتعقيد».وأضاف: «نجاح» «المستعربون» بالتسلل والاندماج بين المتظاهرين يؤدي إلى إرباك المتظاهرين ويضاعف من مخاوف استهدافهم المباشر، لأن هدف الاحتلال بالأساس هو خفض نسبة المواطنين المشاركين في الاحتجاج أو التظاهرات في المناطق المحاذية من نقاط التماس مع الاحتلال ومراكز وجودها».وتابع: «أغلبية الشبان المشاركين في مثل هذه التظاهرات يكونون بالعادة منشغلين برشق الجنود بالحجارة ولا يبالون بمن يقف إلى جانبهم أو خلفهم، ما يعطي فرصة ثمينة لأفراد الوحدات الخاصة بالانقضاض عليهم من الخلف وإشهار أسلحتهم ما يؤدي إلى تفريق المتظاهرين».
مشاركة :