قمة إسلامية مسيحية في لبنان ترفض القرار الأمريكي

  • 12/15/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت قمة إسلامية - مسيحية في لبنان، أمس، رفضها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة ل «إسرائيل». وطالبت القمة، التي عقدت في مقر البطريركية المارونية بشمال شرق بيروت، الرئيس الأمريكي بالرجوع عن هذا القرار، معتبرة أنه يسيء إلى ما ترمز إليه مدينة القدس وهو مبني على حسابات سياسية ويشكل تحدياً لأكثر من 3 مليارات شخص.ودعت القمة، في بيان صحفي، «المرجعيات السياسية العربية والدولية للعمل معاً بغية الضغط على الإدارة الأمريكية للتراجع عن هذا القرار الذي يفتقد إلى الحكمة التي يحتاج إليها صانعو السلام الحقيقيون».وأشارت القمة، التي ضمت كبار المرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية، إلى أن القدس، التي تزخر بمواقع تاريخية مقدسة لدى الديانات التوحيدية ككنيسة القيامة والمسجد الأقصى، ليست مجرد مدينة عادية كغيرها من مدن العالم، إن لها موقعاً مميزاً في ضمائر مؤمني هذه الديانات.وأضافت «إدراكاً من المجتمع الدولي لهذه الحقيقة واحتراماً لها، فقد التزمت دول العالم كلها بقرارات الأمم المتحدة التي تعتبر القدس وسائر الضفة الغربية أرضاً محتلة، وإعراباً عن هذا الالتزام القانوني والأخلاقي فقد امتنعت هذه الدول عن إقامة سفارات لها في القدس المحتلة، وشاركت الولايات المتحدة المجتمع الدولي بهذا الالتزام إلى أن خرقه الرئيس ترامب بالقرار المشؤوم الذي أعلنه يوم السادس من كانون الأول/ديسمبر الجاري».وأشارت إلى أن «تغيير هذه الصورة النبيلة للقدس، وتشويه رسالتها الروحية من خلال هذا القرار والتعامل معه كأمر واقع، يسيء إلى المؤمنين، ويشكل تحدياً لمشاعرهم الدينية وحقوقهم الوطنية، ويعمق جراحاتهم التي تنزف حزناً ودماً بدلاً من العمل على معالجتها بالعدل والحكمة، تحقيقاً لسلام يستجيب لحقوق الأطراف جميعاً، وخاصة الشعب الفلسطيني المشرد منذ أكثر من سبعة عقود». وتوجه المجتمعون، بحسب البيان «بالتقدير الكبير للشعب الفلسطيني وخاصة أهل القدس لصمودهم وتصديهم ومقاومتهم الاحتلال ومحاولات تغيير الهوية الدينية والوطنية لمدينة القدس».وأعرب المجتمعون عن دعمهم للموقف اللبناني الرسمي الرافض لقرار الرئيس الأمريكي «الجائر»، كما أعربوا عن تأييدهم للمشروع الذي طرحه رئيس لبنان ميشال عون أمام الأمم المتحدة باعتبار لبنان مركزاً دولياً للحوار بين أهل الأديان والثقافات المختلفة.في الأثناء، أكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أن التضامن العربي بات حاجة ملحة لحماية القدس أكثر من أي وقت مضى. وقال الحريري، في مستهلّ جلسة عادية لمجلس الوزراء «اليوم وأكثر من أي يوم مضى، صار التضامن العربي، حاجة لإنقاذ القدس لتبقى عاصمة لدولة فلسطين، وحاجة لمجتمعاتنا لوضع حد للحروب والنزاعات وفتح صفحة جديدة من التضامن العربي».وأضاف «إنها مناسبة لنقول، إن القرار الأمريكي ما كان ليحصل، لو لم تكن دول عربية كبيرة غارقة في حروب وصراعات، إلى حدّ أن ملايين المواطنين العرب تشردوا على صورة الشتات الفلسطيني».وأضاف: «موقف لبنان متقدم بشأن القدس، لأن بين لبنان والقدس توأمة رسالة وإيمان، والدفاع عن القدس هو دفاع عن قيم بلدنا، بالسلام الحقيقي والعيش المشترك وحوار الأديان».وأكد الحريري أنه «من المهم في هذا المجال أن نشدد على قرار الحكومة بالنأي بالنفس، والابتعاد عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية... ومن باب أولى، نمنع أي طرف خارجي من التدخل في شؤون لبنان أو استخدام الأراضي اللبنانية منصة لتوجيه رسائل إقليمية ومخالفة التزام لبنان بالقرارات الدولية».وأعلن أن «لبنان ليس عامل استدراج عروض لجهات عربية أو إقليمية للدفاع عنه، واللبنانيون يعرفون كيف يدافعون عن أرضهم وسيادتهم، ولا يحتاجون لمتطوعين من الخارج تحت أي مسمى من الأسماء». (د.ب.أ)

مشاركة :