نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الخميس، قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات الرئاسية أن يكون راغباً في استبعاد أية معارضة في البلاد، وذلك خلال افتتاح مؤتمره الصحفي السنوي ودافع في الوقت نفسه عن مصالح روسيا أمام الاتهامات بالتدخل في الانتخابات الأمريكية واستبعــد التـورط في سباق جديد للتسلح مع الولايات المتحدة. ومنح أكثر من 1640 صحفياً اعتماداً لهذا المؤتمر الصحفي الذي يشكل فرصة للرئيس للرد على الأسئلة بشأن السياسة الخارجية أو حالة الطرق أو حتى حياته الخاصة.وبعد أسبوع على إعلان ترشحه رسمياً لولاية رابعة تبقيه في السلطة إلى 2024 في حال فوزه بها، شدد بوتين على أن أولويته هي رفع مستوى معيشة الروس الذين تضرروا من جراء الأزمة الاقتصادية ونفى أن يكون يسعى لإسكات الأصوات المعارضة. ويبدو بوتين المرشح الأوفر حظاً في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 18 مارس/آذار وقال إنه سيخوضها «كمرشح مستقل» وليس مدعوماً من حزب روسيا الموحدة الموالي للكرملين مؤكداً أنه يعتمد على «دعم كبير من المواطنين».وأشار آخر استطلاع للرأي لمركز ليفادا المستقل أن الرئيس يأتي في الطليعة من الآن بحصوله على تأييد 75 في المئة من الناخبين، متقدماً بفارق كبير على الشيوعي غينادي زيوغانوف والقومي فلاديمير جيرينوفسكي اللذين يتحفظان على انتقاد الكرملين علناً.ونفى الرئيس الروسي مرة جديــدة حصول أي تدخل في الانتخابات الأمريكية. وقال «تمت فبركة كل هذه الأمور من قبل أشخاص يعارضون ترامب لتقويض شرعية عمله» مضيفاً إن ممثلين عن الحكومــة الروسيــة التقـوا مع فريق ترامب الانتخابي لكن هذه تعتبر ممارسة دبلوماسية معتادة. وعبر بوتين عن أمله في أن تتحســن العلاقـات بين البلديـن لكنه أشار إلى أن ذلك لن يكون ممكناً في الأجواء الحالية.وقال من جانب آخر، إن بلاده ستولي الاهتمام اللازم لتطوير الجيش والبحرية دون الانجرار إلى سباق تسلح جديد مع الولايات المتحدة. وأكد أن بلاده لن تتراجع عن التزامها إزاء معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية (ستارت 3) مع الولايات المتحدة رغم ما وصفه بتردد واشنطن إزاء معاهدات الحد من الأسلحة.وحذَّر الرئيس الروسي من أن توجيه ضربة أمريكية لكوريا الشمالية ستكون لها عواقب كارثية، مضيفاً أنه يأمل في العمل مع واشنطن لحل الأزمة في شبه الجزيرة الكورية. وقال إن روسيا لا تقبل الوضع النووي لدولة كوريا الشمالية لكنه قال أيضاً إن بعضاً من التحركات التي قامت بها واشنطن سابقاً دفع كوريا الشمالية لانتهاك اتفاق أبرم في 2005 لكبح برنامجها النووي. وأضاف «نعتقد أن على الطرفين التوقف الآن عن تصعيد الموقف».أكد بوتين في المؤتمر الصحفي أنه ليس هناك تواجد للجيش الروسي في شرق أوكرانيا. وأضاف أن الولايات المتحدة هي شريك كامل في عملية السلام الأوكرانية.مضيفاً أنه لن يعارض نشر قوات حفظ سلام دولية للحفاظ على النظام في المناطق التي طحنها الصراع إذا تم الاتفاق على ذلك بين الحكومة في كييف وبين الجماعات الانفصالية. (وكالات)