بيروت: شانتال فخريمغراق عبدللي، واحة بيئية بامتياز تقع وسط قضاء البترون، وتنتشر فيها أشجار الحور والصفصاف والسفرجل والسنديان والعفص، على مساحة 7500 متر. صحيح أن مساحتها صغيرة إلا أنها أشبه ما تكون بالطبيعة في الولايات المتحدة، حيث يوجد بها كوخ من خشب يتوسطها، وعصافير الوروار والصفار والسنونو تزقزق فيها، والبواشق والطيور الكبيرة تمر فوقها وتحطّ فيها، والبط يعوم شتاء على مياه مستنقعها.ترتفع هذه المنطقة أكثر من 600 متر عن سطح البحر، وسميت المغراق؛ لأن الأرض كلسية تغرق بالمياه التي تتجمع وتشكل نوعاً من مستنقع من ارتفاع 5 سنتيمترات إلى 150 سنتيمتراً؛ الأمر الذي يحول دون الدخول إلى هذه البقعة من الأرض، إلا من خلال السيارات الرباعية الدفع أو بواسطة مركب يتسع لأربعة أشخاص.ومطلع العام الجاري حول الدكتور حنينا أبو نادر، وهو مالك أحد العقارات في المغراق، أرضه إلى واحة بيئية مخصصة للسياحة البيئية والترفيهية، يقصدها المرء والمجموعات والعائلات، فتحولت في غضون أشهر قليلة إلى مقصد للآلاف من لبنان وخارجه، فبنى منزلاً من خشب، مخصص لاستقبال الزوار يستطيعون أن يستريحوا فيه، أو يتناولوا فيه الطعام ويناموا أيضاً.تتجمع المياه سنوياً خلال الفصل الأول من كل عام، فيتشكل مستنقع تتجمد مياهه في عز أيام البرد والصقيع، ولا يستطيع المرء التنقل إلا بواسطة مركب يتسع لأربعة أشخاص، فيصل إلى مدخل المنزل ويصعد إليه من على جسر خشبي على أحد مدخليه.وإشارة إلى أن المنزل الخشبي يرتفع عن الأرض حوالي متر ونصف، وإلى أن المغراق أصبحت من المحميات، فدخول السيارات إليها ممنوع ويركنها الزوار في موقف بالقرب منها.أما الوصول إلى المغراق فيكون عبر طريق رملية، والحياة داخلها ما زالت على الطريقة البدائية التي اعتاد عليها أجدادنا، فخطوط التيار الكهربائي لا تمر فيها ولا وجود للباطون على الإطلاق، مع أن التيار الكهربائي مؤمن في المنزل الخشبي لخدمة الزوار وتلبية حاجياتهم.بيئة نظيفةيقول د. أبو نادر، إن هدفه الأول والأخير من المغراق، هو الحفاظ على البيئة وحياة الناس مثلما كانت عليه في التاريخ اللبناني والإنساني عموماً. ويشير إلى أن تسمية المغراق تعني الأرض السعيدة، وإلى أن منع الصيد فيها يجعلها نوعاً من محمية تحافظ على الطيور والعصافير والأشجار والنباتات، وصولاً إلى قوله: إن الشجرة أهم من البيت.ففي هذه الواحة بعيداً عن ضجيج المدينة وضغوط الحياة والتلوث الكبير في لبنان، يستمتع الزائر بالسكينة ويمضي وقتاً ممتعاً، ويسترخي خارج همومه وشجونه، فيتنزّه وسط الأشجار والبيئة النظيفة، والبعيدة من الحياة اليومية المؤرقة.وحسب د. أبو نادر تتشح هذه الواحة بالأبيض النقي حين تتساقط الأمطار، وتؤمن للزوار فوائد صحية وطبية كثيرة خاصة للمصابين بالربو، إضافة إلى أن البيئة النظيفة جيدة جداً للتخفيف من الحساسية والسعال وضيق التنفس.
مشاركة :