أعلن مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي عن نجاح أول عملية جراحية كاملة لزراعة القلب داخل الدولة أجريت لمواطن إماراتي 38 عاما، كان يعاني من قصور في القلب في مرحلته النهائية، وذلك من متوفى تبرع بجميع أعضائه. وأكد المستشفى أن المتبرع «59 سنة» أنقذ حياة ثلاثة مرضى، عندما تبرع بقلبه للمريض المواطن وبالكليتين لمريض في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي وآخر في مدينة الشيخ خليفة الطبية. وأجريت جراحة زراعة القلب على يد فريق ضم أربعة من الجراحين في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي» وهم: الدكتور راكيش سوري، الرئيس التنفيذي بالإنابة، والدكتور يوهانس بوناتي، رئيس معهد القلب والأوعية الدموية، والدكتور ستيفان سانجر والدكتور جهاد الرماحي الأخصائيين المساعدين في جراحة القلب، واستمرت العملية لـ 6 ساعات امتدت بين مساء الثلاثاء الواقع في 5 ديسمبر والساعات الأولى من صباح اليوم التالي، وتكللت بالنجاح إذ أن المريض يتعافى حالياً في المستشفى. خطوات وكان المريض يعاني من حالة متأخرة من قصور القلب عندما أُدرج اسمه على قائمة الانتظار بعد فترة قصيرة من صدور المرسوم الحكومي الذي يجيز عمليات زرع الأعضاء من متبرعين متوفين في دولة الإمارات، وتم زراعة القلب للمريض من متبرع متوفى من داخل الدولة، قام بالتبرع بجميع أعضائه، وهي المرة الأولى التي تتم بها زراعة أعضاء من متبرعين متوفين من داخل الدولة أيضاً. وحول خطوات العملية أكد الأطباء انه تم أخذ القلب من المريض المتوفى ووضع في صندوق مثلج لمدة 90 دقيقة في الوقت الذي تم إعداد المريض في غرفة العمليات لتلقي القلب ووضعه على جهاز يقوم بضخ الدم إلى الرئتين ويبقيه على استعداد لتلقي القلب الجديد وبالفعل تم زراعة القلب للمريض وتوصيل وخياطة الشرايين بدون ايه تعقيدات، حيث بدأ القلب بالنبض بعد دقائق من زراعته بعد إمداده بالهواء، مؤكدين إن هذه العملية تعد الأسرع عالميا حيث أن المدة القصوى لبقاء القلب في الخارج حوالي 4 ساعات. وفي الليلة ذاتها، ترأس الدكتور بشير سنكري، رئيس معهد التخصصات الجراحية الدقيقة في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»، عملية زرع كلية من المتبرع نفسه أُجريت لمريض مواطن آخر على قائمة الانتظار الخاصة ببرنامج زراعة الأعضاء في المستشفى . وردا على سؤال لـ «البيان» حول معدل انتشار مرض القصور القلبي في الدولة أكد الدكتور فراس بدر، مدير برنامج قصور القلب وزرع القلب في المستشفى أن الدراسات الخليجية تشير إلى وجود 2.5% من سكان منطقة الخليج يعانون بشكل أو آخر من قصور القلب منهم 1% تقريبا يعانون من القصور النهائي للقلب ويحتاجون إلى عملية زراعة ويمكن أن يوضعوا على قائمة الانتظار مشيرا إلى أنه قياسا بالمعدل الخليجي يمكن القول إن عدد مرضى قصور القلب في دولة الامارات يبلغ حوالي 250 ألف مريض قياسا بعدد سكان الدولة «10ملايين» منهم 1% يحتاج إلى عملية زراعة قلب وهذا يؤكد أهمية برنامج زراعة الأعضاء في الدولة. جهود ومن جانبه، قال الدكتور علي عبيدلي، رئيس اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء: «تأتي هذه العملية تتويجاً لجهود سنوات من التخطيط والتجهيز للعمل على توفير إطار عمل شامل لجراحة زراعة الأعضاء في دولة الإمارات. لقد عملنا معا من أجل ضمان امتلاك الخبرات الجراحية والعلاجات المتطورة اللازمة لدعم برنامج كامل لزراعة الأعضاء، وذلك بالتوازي مع العمل على إجراء التغييرات التنظيمية الضرورية.». إنجاز طبي ومن جهته، أشاد الدكتور راكيش سوري، الرئيس التنفيذي بالإنابة في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي» بهذا الإنجاز وعلّق قائلاً: «إنه لأمر بالغ الأهمية بالنسبة لمستشفى»كليفلاند كلينك أبوظبي«وفريق جراحة زرع الأعضاء الذي حقق إنجازاً طبياً تاريخياً في دولة الإمارات. فبعد عامين من التجهيز والتدريب، تمكن أطباؤنا من القيام بهذه السلسلة من العمليات المبتكرة بمهارة واحترافية. وتؤكد هذه العملية مدى أهمية خدماتنا في مجال زرع الأعضاء على المستوى الاجتماعي، فقد تمكنا، بفضل متبرع واحد، من إنقاذ حياة أكثر من مريض ومنحنا الأمل لعائلاتهم. لقد اتخذت دولة الإمارات في العام 2017 خطوات كبيرة ومهمة على صعيد طرح تشريعات وقوانين جديدة لدعم عمليات زرع الأعضاء، ونحن فخورون جداً بأننا المركز الأول والوحيد لزرع الأعضاء ». تميز من جانبه، أكد الدكتور بوناتي أن عملية الزرع هذه تبرز مدى التميز في الخدمات التي يقدمها مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي» من خلال النهج المتعدد التخصصات الذي يطبقه، وأضاف: «لقد سارت العملية بسلاسة دون أي مضاعفات خطيرة. وتم نقل المريض الذي خضع لزرع القلب إلى وحدة الرعاية المركزة بعد 6 ساعات قضاها في غرفة العمليات». وقال الدكتور فراس بدر، مدير برنامج قصور القلب وزرع القلب في المستشفى: «تلقيت اتصالاً بشأن المتبرع قبل جراحة الزرع بـ48 ساعة. وصادف ذلك اليوم ذاته الذي كان العالم يحتفل فيه بالذكرى السنوية الـ50 لأول جراحة زرع قلب شهدها في العام 1967، وكذلك صادف ذكرى احتفالات دولة الإمارات باليوم الوطني الـ46. إنها مصادفة سعيدة جاءت لتعزز مسيرة التقدم الكبير الذي حققته هذه الدولة». آل حامد:إنجاز تاريخي يضاف إلى السجل الحافل للدولة قال معالي الشيخ عبد الله بن محمد آل حامد، رئيس دائرة الصحة في أبوظبي، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي: «إن ما تحقق اليوم في أبوظبي هو إنجاز تاريخي يضاف إلى السجل الحافل لإنجازات الدولة، وهو دليل واضح على النقلة النوعية التي وصل إليها قطاع الرعاية الصحية في إمارة أبوظبي في ظل القيادة الرشيدة التي استثمرت الجهد والوقت لينعم سكان الدولة بمثل هذه الخدمات المتميزة ذات المستوى العالمي والتي أصبحت اليوم متاحة في إمارة أبوظبي». وأضاف معاليه: «لقد كان لإصدار قانون تنظيم نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية والتعاون متعدد التخصصات كبير الأثر في أن تتم مثل هذه العمليات الدقيقة والمعقدة على أرض الدولة تعتبر عملية التبرع بالأعضاء خطوة هامة جداً نحو توفير والارتقاء بخدمات الرعاية الصحية في الإمارة، ونحن نطمح إلى زيادة الوعي لدى الجمهور حول أهمية التبرع بالأعضاء لما لها من دور في إنقاذ الأرواح، ونسعى إلى رفع الرصيد البنكي منها. هنالك تعاون وثيق مع كافة الدول مثل المملكة العربية السعودية فيما يخص التبرع بالأعضاء والعمل على زيادة توفرها ليستفيد منها كافة مرضانا وليتمتعوا بحياة صحية سعيدة بإذن الله.» المهيري:النهوض بخدمات الرعاية الطبية وتقديمها بمعايير الجودة قال وليد المقرب المهيري، نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة، الرئيس التنفيذي لقطاع الاستثمارات البديلة والبنية التحتية في شركة مبادلة للاستثمار، ورئيس مجلس إدارة مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»: «تتجسد الأهداف المرجوة من تأسيس مستشفى»كليفلاند كلينك أبوظبي«في النهوض بخدمات الرعاية الطبية وتقديمها وفق أعلى مستويات ومعايير الجودة بما يلبي احتياجات الأفراد في دولة الإمارات، إضافةً إلى تحفيز الابتكار في المجال الطبي، والاستثمار في تنمية وتطوير الكوادر المواطنة في قطاع الرعاية الصحية. وتصب هذه السلسلة من العمليات البارزة والملفتة المتوالية، في قلب المساعي الدؤوبة لتحقيق هذه الأهداف الثلاثة، وتأتي معلنةً عن إنجازات طبية هامة وغير مسبوقة تساهم بتعزيز المكانة المرموقة التي يحظى بها المستشفى ويفخر بتحقيقها الجميع على امتداد الوطن».
مشاركة :