أعطى الاتحاد الأوروبي الجمعة الضوء الأخضر لجولة جديدة من مفاوضات بريكسيت. وأبدى مسؤولون أوروبيون تفاؤلهم الحذر من مواقف تيريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية، رغم وصفهم لها بـ"الإيجابية". أكد رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك الجمعة موافقة دول التكتل على بدء جولة جديدة من مفاوضات انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبيبعد التوصل إلى اتفاق مع لندن بهذا الشأن. وقال توسك على موقع تويتر إن "قادة الاتحاد الأوروبي يوافقون على الانتقال إلى المرحلة الثانية من محادثات بريكست.نهنئ رئيسة الوزراء تيريزا ماي". كما أثنوا على "التقدم الكافي" الذي أحرز في الملفات المتصلة حصرا بالانفصال، أي مصير المواطنين المغتربين بعد بريكست ومستقبل الحدود المادية بين إيرلندا ومقاطعة إيرلندا الشمالية والفاتورة المالية لبريكست. من جهتها، أكدت ماي في تغريدة على تويتر، أنه تم إنجاز "خطوة مهمة" على طريق بريكست.وقالت "اليوم يشكل خطوة مهمة على طريق خروج هادئ ومنظم من الاتحاد وصياغة شراكة مستقبلية وثيقة وخاصة".وعبرت عن شكرها لتوسك ولرئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر. وأوضح مسؤول أوروبي رفيع أنه بعد هذا الضوء الآخر يتوقع أن تطرح المفوضية الأوروبية في20 كانون الأول/ديسمبر مشروع مذكرات للتفاوض، يتيح بدء مرحلة المفاوضات الجديدة اعتبارا من كانون الثاني/يناير. وتتناول أولى المناقشات الفترة الانتقالية التالية للموعد الفعلي للانفصال البريطاني المقرر في 29 آذار/مارس 2018. لكن المفاوضات بشأن شراكة تجارية في المستقبل في الفترة التالية للمرحلة الانتقالية لن تبدأ قبل الربيع. وسيتبنى الأعضاء الـ27 خطوطا توجيهية جديدة أثناء قمتهم في آذار/مارس، حسبما أوضح في النص الذي أقر الجمعة. تفاؤل حذر وكان رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر قد صرح قائلا "ثقتي في ماي لم تتغير"، قبل أن يحذر من أن "المرحلة الثانية ستكون أصعب بكثير" من الأولى. وخلال عشاء عمل مع نظرائها في ختام اليوم الأول من القمة الأوروبية، أكدت ماي مجددا على رغبتها في بناء "شراكة معمقة وخاصة" مع الأوروبيين بعد الانفصال. وقال مصدر أوروبي أن كلمتها لاقت أصداء "إيجابية"، موضحا قيام البعض حتى بالتصفيق لها. من جهتها، أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الخميس أن "ماي قدمت مقترحات جيدة سيلاحظ الـ27 على أساسها تقدما كافيا". وطالب التكتل بالتزامات على ثلاثة مستويات: مصير المواطنين الأوروبيين في بريطانيا والعكس، بعد الانفصال ومستقبل الحدود بين جمهورية إيرلندا وإيرلندا الشمالية وفاتورة بريكست. واعتبر أن الاتفاق المبدئي الذي تم التوصل إليه قبل أسبوع بين المفوضية الأوروبية ولندن يتضمن هذه الضمانات. وكان الطرفان قد فشلا قبلها بأيام فقط في الاتفاق بسبب التوتر حول مسألة إيرلندا. وباتت ماي التي أضعفتها نكسة في البرلمان بعد التصويت على قرار يفرض مراجعة الاتفاق حول بريكست، في صدد الحصول على موافقة الاتحاد الأوروبي على إطلاق المفاوضات التجارية التي تطالب بها منذ أشهر. لكن الأوروبيين سيرفقون هذا الإعلان بتحذيرات. فهم مستعدون لأن يبدأوا منذ كانون الثاني/يناير 2018 المفاوضات حول مرحلة انتقالية من عامين بناء على طلب لندن، لكن خلال هذه الفترة سيتعين على بريطانيا أن تواصل تطبيق القوانين الأوروبية دون المشاركة "في اتخاذ القرارات" داخل الاتحاد، بحسب مشروع البيان الذي سيتم تبنيه الجمعة واطلعت عليه وكالة الأنباء الفرنسية. فرانس24/أ ف ب نشرت في : 15/12/2017
مشاركة :