استشهد شابان فلسطينيان، مساء الجمعة، وأصيب أكثر من 400 آخرين، في مختلف المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، بالإضافة إلى القدس المحتلة، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي أطلقت نيران أسلحتها الرشاشة تجاه المتظاهرين السلميين. وشهدت عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة، اليوم، تظاهرات عارمة للأسبوع الثاني على التوالي؛ رفضاً لقرار الرئيس الأمريكي الأخير دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس المحتلة، والاعتراف بها عاصمةً لـ(إسرائيل). وأفادت مصادر طبية فلسطينية أن شابيْن استُشهدا بعد إطلاق جيش الاحتلال المتمركز في موقع "ناحال عوز" العسكري، شرق مدينة غزة، عليهما، خلال المواجهات التي اندلعت عقب صلاة الجمعة. وتَعَرّض الشابان لإطلاق نار مباشر من قناصة الاحتلال؛ حيث أصيب كليهما في الرأس، ليستشهدا على الفور؛ فيما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة الإصابات جراء المواجهات على حدود قطاع غزة، اليوم، تجاوزت 100 مصاب، بينها 5 إصابات وُصفت بالخطيرة. وفي القدس والضفة الغربية، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن 263 شخصاً أصيبوا، بينهم إصابات خطيرة أثناء قمع قوات الاحتلال للمسيرات الفلسطينية التي خرجت في مختلف المدن. وقالت الجمعية: إن طواقمها تعاملت مع 263 إصابة من بينها 13 إصابة بين متوسطة وخطيرة بالرصاص الحي، و61 إصابة بالرصاص المطاطي، ونحو 177 إصابة بالغاز المسيل للدموع، و12 إصابة جراء السقوط والضرب وغاز الفلفل. واندلعت مواجهات غاضبة في عدة مناطق بالقدس المحتلة، والخليل، وبيت لحم، والبيرة، ورام الله، ونابلس، وطولكرم؛ ففي مدينة القدس المحتلة كانت المواجهات الأعنف، بعد قمع الاحتلال لمسيرة خرجت من المسجد الأقصى عقب صلاة الجمعة باتجاه البلدة القديمة. وامتدت إلى طريق باب الوادي في البلدة القديمة من المدينة وباب العامود؛ حيث اندلعت المواجهات التي أصيب خلالها العشرات، وقام الجنود بإغلاق المنطقة بالكامل وتحويلها لثكنة عسكرية. وعلى حاجز قلنديا شمال مدينة القدس المحتلة، قمَع الجنود مسيرةً انطلقت عقب أداء المئات صباح الجمعة بالعراء، بالقرب من الحاجز، وأطلق الجنود قنابل الغاز بكثافة باتجاه المصلين لتفريقهم، قبل أن تندلع المواجهات التي امتدت إلى مداخل مخيم قلنديا القريب. وفي شمال مدينة البيرة المحتلة أطلق جيش الاحتلال الرصاص بشكل مباشر نحو شاب فلسطيني، بعد محاولته طعن أحد الجنود؛ حيث أصيب الجندي بجروح طفيفة؛ بينما خطف الجنود الشاب الجريح ونقلوه إلى جهة مجهولة. وفي مدينة الخليل، كانت المواجهات الأعنف في باب الزاوية بقلب المدينة؛ حيث اعتدى الجنود خلال هذه المواجهات على الصحافيين هناك، ومنعوهم من التغطية؛ في حين سجلت العشرات من حالات الاختناق جراء إطلاق قنابل الغاز بكثافة باتجاههم، واندلعت المواجهات أيضاً في مخيم العروب شمالاً، وبلدتيْ "يطا" و"سعير" جنوباً، ومدينة حلحول شمالاً.
مشاركة :