الذرات البلاستيكية الصغيرة Microbeads التي تستخدم في العديد من عمليات ومنتجات تنظيف بشرة الوجه ومعاجين الأسنان، التي تنتهي إلى مصارف أحواض المياه وتلوث البحار والبحيرات باتت الآن من بين المواد المحظورة في منتجات «الغسيل» في الولايات المتحدة. وهي ليست مثل بعض المنتجات الصديقة للبيئة في الوقت الراهن، والتي ربما أنك تستخدم بعضها من مركبات بتروكيماوية أقل شهرة على وجهك مثل الميثيلبارابين وغليكول البروبيلين. إحدى الشركات وتدعى سيلك ثيرابيوتيكس Silk Therapeutics شرعت في استبدال كل تلك المكونات وأيضاً البلاستيك المستخدم في المنتجات ذات الاستخدام اليومي بالحرير السائل. يقول غريغ ألتمان، وهو الشريك المؤسس للشركة الجديدة التي تعمل على تطوير بدائل طبيعية أفضل للبيئة: «إلى حد كبير جداً فإن أكثرية منتجات العناية بالجلد، التي نستعملها مثل مزيلات الروائح والشامبو زاخرة بمواد بلاستيكية صغيرة ومتناهية الصغر وهي ليست الحبات الصغيرة، التي تفكر فيها عندما تريد الحصول على غسول للوجه، بل قطع بلاستيكية صغيرة الحجم جداً بحيث لا تتمكن من رؤيتها عندما تضعها على بشرتك، وهي تستخدم بشكل أساسي لملء المرطبان، وتستخدم على شكل مستحلب وعناصر تثبيت لمكونات نشيطة أخرى». ومثل الحبات الصغيرة، يمكن أن تنتهي تلك المكونات إلى مصارف المياه. ويقول ديفيد أندروز، وهو عالم رفيع لدى مجموعة العمل البيئية غير الربحية Environmental Working Group التي تبحث في قضايا الصحة والبيئة في منتجات المستهلكين، إن «المشكلة الكبيرة في المكونات البلاستيكية، التي يصنعها الإنسان في مستحضرات التجميل، أننا لا نفكر كثيراً فيها». وتلك المكونات مصنوعة أيضاً من وقود حفري وتسهم في تغير المناخ. البدائل المحتملة على أي حال، توجد بدائل لهذه الحال: وعلى سبيل المثال، فإن الحرير مصنوع من دودة القز التي تأكل أوراق شجرة التوت، وهي عملية تزيل ثاني أكسيد الكربون من الهواء. وفيما تستخدم معظم شرانق دود القز لصنع القماش، فإن علاجات الحرير تستخدم البروتين من شرانق دود القز المطروحة لصنع «حرير سائل»، ونظراً لأنها ليست في حاجة إلى الشرانق العالية الجودة ذاتها، التي تستخدم في القماش تستطيع الشركة استخدام الشرانق، التي كانت ستهدر، كما أن دودة القز تستطيع البقاء أيضاً بخلاف الحال في معظم عمليات صنع الحرير، التي تتطلب غلي الشرنقة من أجل الحصول على القماش. ومن خلال السيطرة على عملية صنع الحرير السائل، تستطيع الشركة صنع جزيئات حرير من أحجام مختلفة للقيام بأعمال مختلفة. ويمكن لهذا الحرير الجديد أن يحل محل المكونات الاصطناعية التي كانت تستخدم في السابق لتثبيت أو حماية المنتجات. والعديد من المكونات، التي تعتمد على البلاستيك، قد لا تظهر على الملصقات حتى، بحسب ألتمان. وقد يتم تضمين المواد البلاستيكية المستخدمة لصنع البوليمر داخل ذلك البلاستيك من دون الإفصاح عنها. ويقول ألتمان، إن البلاستيك والملدن معاً يدخلان إلى أجسامنا وفي نظامنا البيئي وبحارنا وطعامنا» وذلك الاستعمال الخفي للبلاستيك هو مصدر تعاطفنا مع محاولة استبداله بالحرير». وفي الوقت الراهن، يعتبر حرير البوليمر أغلى من معادله من الوقود الحفري، كما أن خط الشركة في العناية بالبشرة هو «من الفئة الأولى» مما يعني في هذه الحالة «مكلف جداً» لأن زجاجة من 1.7 أونصة من المرطب تكلف 95 دولاراً. لكن تكلفة الحرير السائل سوف تنخفض مع زيادة الإنتاج، وتريد الشركة صنع منتجات يستطيع كل المستهلكين تحملها. وفي تطبيق آخر أصبح الحرير السائل منافساً للمواد التي تعتمد على الوقود الحفري. وبالنسبة إلى الملابس، يمكن استخدام الحرير السائل لخلق طبقة خارجية لقماش «الأداء» وجعل السترة واقية من المطر أو القميص أكثر نعومة وفي القماش المغطى النموذجي، سوف يقوم الغلاف البلاستيكي بتنظيف الملابس لدى ارتدائها أو غسلها في غسالة. ويقول لاكوتشر «نحن نتمكن في الواقع من استبدال تلك المواد الكيميائية المختلفة وخلق النوع ذاته من قماش الأداء عبر غلاف طبيعي كلياً». ويمكن استخدام الحرير لصنع أي نوع من البلاستيك – ومن الممكن صنع زجاجات مياه من الحرير على سبيل المثال. لكن الشركة اختارت البدء بالتركيز على منتجات ذات اتصال مباشر مع الناس، وقد تؤثر بذلك على البيئة وعلى صحة الإنسان في آن معاً. ويقول ألتمان أيضاً، إن البلاستيك في زجاجة الماء البلاستيكية يكون واضحاً للمستهلكين – ويمكن ببساطة الاختيار حول استخدام زجاجة قابلة للاستخدام، لكن البتروكيماويات في المنتجات التي تركز الشركة عليها – مثل مواد الترطيب – تكون أقل وضوحاً. تطبيق محتمل آخر قد يكون تطبيق محتمل آخر مثل بديل لـ بي بي ايه المستخدم في الأوعية البلاستيكية وعلى العلب. والمنتجات «الخالية من بي بي ايه في السوق الآن قد تشكل العدد ذاته من مشاكل الصحة مثل الصيغة الأصلية. واذا كانت بطانة الحرير على علبة قد ضمنت في طعام، فإنها لن تشكل مشكلة لأن الحرير يصلح للأكل. ويقول ألتمان، إن «المادة الحمضية والأنزيمات في نظام الهضم لدينا تستطيع بسهولة خفض الحرير، فيما أن الأنزيمات ليست معدة لتحطيم كيانات غير بروتينية مثل البلاستيك الاصطناعي. وبالمثل، فإن البكتيريا تستطيع بسهولة حل الحرير إذا كان ممزوجاً وإذا دخل أحد المنتجات المصنوع من الحرير السائل إلى البحر، فإن الأسماك والعوالق تستطيع هضمه بصورة آمنة. وتوجد كمية كبيرة بما يكفي من الشرانق لتلبية توقعات طلب الشركة خلال السنوات المتعددة التالية. ويقول لاكوتشر «إذا نظرت إلى حجم الحرير، الذي ينتج سنوياً، فنحن نتحدث عن جزء من ذلك الحجم الذي سوف نحتاج اليه للبدء باستبدال الكمية الهائلة من البلاستيك». ويقول ألتمان: «يوجد فعلياً أطنان وحمولات شاحنات من البلاستيك الذي يلقى في البحر كل يوم والذي نستطيع استبداله بالحرير السائل».
مشاركة :