أعرب المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أمس عن أمله بعقد جولة جديدة من المباحثات السورية - السورية في جنيف الشهر المقبل، فيما حذرت المعارضة السورية من أن مسار جنيف في خطر، واعتبرت أن هناك من جاء ليغتال عملية السلام.وقال دي ميستورا في بيان إن الجولة الثامنة التي انتهت أعمالها مساء الخميس لم تتمكن من تحقيق أي تقدم ملحوظ ما أدى إلى ضياع «فرصة ذهبية» مشيرا إلى انه سوف يتوجه إلى نيويورك لإطلاع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريس على مسار الجولة. وأضاف أن الهدف من تلك المباحثات كان ولا يزال واضحاً للغاية ويتمثل في الوصول إلى مفاوضات حقيقية تفضي إلى التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2254. وأوضح دي ميستورا أن جدول أعمال الجولة الثامنة قد تركز حول ورقة المبادئ العامة ال12 بشأن مستقبل سوريا مع التركيز على صياغة دستور جديد والاستعداد للانتخابات وسبقتها أنشطة دولية ودبلوماسية مختلفة. وأشار إلى أن من بين تلك الأنشطة القمة الروسية الأمريكية في فيتنام ومؤتمر المعارضة السورية في الرياض ولقاء سوتشي الروسي السوري كما جرت مفاوضات ومناقشات بين الأمم المتحدة مع أطراف مختلفة من الجانبين الحكومة والمعارضة. وذكر دي ميستورا أنه على الرغم من ذلك فقد أصرت الحكومة السورية على رفض مقابلة المعارضة متعللة بتركيب وفد المعارضة وهو ما لم يكن نهجا منطقيا من قبل الحكومة السورية. وأضاف انه «في المقابل فقد توحدت المعارضة وهي نقطة هامة لا سيما وان الحكومة السورية كانت تبرر دوما عدم رغبتها في النقاش مع المعارضة بأنها منقسمة وغير معروفة». من جهة اخرى، قال نصر الحريري رئيس فريق التفاوض للمعارضة إن عملية جنيف «في خطر كبير» وأن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مسؤولان عن حمايتها. وقال هناك من جاء ليغتال السلام في هذه المفاوضات. وأضاف: «جئنا إلى هنا لأننا مقتنعون بأنه يجب أن نجلب السلام لسوريا، والأمن والحريّة للسوريين، وأن تكون هناك قطيعة أبدية مع الاستبداد والجريمة، جئنا لنقول من قلب المنظمة الدولية كفى للقتل، كفى للقصف، كفى للإرهاب». وتابع قائلاً: «على مدى ثلاثة أسابيع انخرطنا بجدية بالغة في محادثات مسؤولة مع الأمم المتحدة حول الانتقال السياسي، وطالبنا بمفاوضات مباشرة وغير مشروطة تتناول السلال الأربع، وفق بيان جنيف1 (عام 2012)، والقرار الأممي 2254». وشدّد على أن «العالم شاهد على أنه لا شريكَ لنا في مفاوضات جنيف، هناك من جاء ليغتال السلام، ويقتل حلم السوريين بالحرية، مستنداً إلى ذرائع واهية، لم يلقِ لها أحدٌ بالاً في المجتمع الدولي». إلى ذلك، أيدت فرنسا بقوة امس محادثات السلام السورية التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف وقالت إن مسؤولية فشل المفاوضات منذ نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني تقع بالكامل على عاتق وفد الحكومة. وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية ألكسندر جورجيني للصحفيين في إفادة صحفية يومية «لا يوجد بديل عن حل سياسي يتم التوصل إليه من خلال التفاوض وباتفاق الطرفين وتحت رعاية الأمم المتحدة». وكرر دعم باريس لدي ميستورا. وأضاف «نندد بأسلوب النظام السوري الذي رفض المشاركة في المناقشات. النظام السوري مسؤول عن عدم تحقيق تقدم في المفاوضات». (وكالات)
مشاركة :