القاهرة: أحمد الروبي إيمان عز الدين من الإعلاميين الذين اكتسبوا شهرة واسعة من عملها في العديد من البرامج الناجحة والمحطات المختلفة، امتازت بمهنيتها وانحيازها دوماً للشارع المصري من أجل رصد تفاصيله، وصراعاته، ومعالجتها، كونها تعتبر عملها رسالة. في الحوار التالي تتحدث إيمان عن سر ابتعادها عن الساحة الإعلامية مؤخراً، ولماذا رفضت عدة عروض من قنوات مختلفة، وتعيينها كرئيس اتحاد الإعلاميين العرب؟ وغيرها من الأسئلة.. * لماذا ابتعدت عن الشاشة؟ - الحقيقة أنني تعمدت ذلك، حيث أردت أن أشاهد التغيرات على الساحة الإعلامية عن بعد، لأن هناك بعض العبث في هذه المرحلة، قدمت برنامج «مفتاح الحياة» على قناة الحياة لمدة 6 أشهر دون أن أتقاضى أجري، وبعدها اتجهت لقناة المحور وقدمت برنامج 90 دقيقة، وكان الاتفاق على تقديم 4 أيام في الأسبوع، ويقدم إعلامي آخر اليومين الآخرين، ولكن تم الإخلال بالاتفاق، فتركت القناة بعد شهرين ولم أتقاض أجري. * ما قصة عدم تقاضيك لأجرك في أكثر من قناة؟- أعتبر الإعلام رسالة وليس مهنة، وتواجدي في تلك المهنة لم يضف لرصيدي البنكي، أي كنت أصرف عليها من جيبي الخاص، لأن كل ما كان يعنيني أن أكسب حب الناس واحترامهم وأن أقدم رسالتي على أكمل وجه. * هل جاءتك عروض ورفضتها؟- بالفعل جاءتني عدة عروض ولكنها لم تكن مناسبة لي، كما يقول الفنانون هذا الدور لا يناسبني تماماً كالفرص التي عُرضت علي، والتي رفضتها. * ماذا عن تعيينك كرئيس اتحاد الإعلاميين العرب؟ - بعد فوز برنامجي من قبل «اتحاد الإعلاميين العرب» كأفضل برنامج «توك شو»، تم تكريمي من قبل الاتحاد ووقتها كانت قد انقضت مدة رئيس الاتحاد، فتم طرح اسمي وتعييني بالتزكية كأول سيدة تكون رئيسة للاتحاد، وبعدها تمت مخاطبتي وأعلموني بما توصلوا إليه، وبدأت في وضع آليات يسير عليها الاتحاد. * ما دور الاتحاد؟ - دوره أن يكون ملتقى والتفافاً من قبل الإعلاميين العرب، العاملين في وسائل «مسموعة، مقروءة، مرئية أم إلكترونية»، وذلك بهدف أن يكون هناك التفاف ورؤى متوافقة بين كل الإعلاميين العرب، لأن أي أزمة في أي دولة عربية تؤثر على باقي الدول بالسلب، لذلك دور الاتحاد وهدفه الرئيسي أن تعمل كل الدول العربية في منظومة متوافقة، ونحاول طرح رؤى وأهداف كثيرة، بجانب أزمة التمويل والتي نحاول أن نحلها، ولا ننسى أن التلفزيون المصري كان صوت العرب. * هل وجهتك المقبلة ستكون التوك شو؟- أميل لبرامج التوك شو الاجتماعية والسياسية، والتي تكون لسان حال الشارع، وتحاول طرح المشاكل والقضايا المهمة التي يعاني منها الشارع، مع طرح رؤى لحل الأزمة. * هل من الممكن أن تقدمي برامج «هارد توك شو»؟- أفضل مفهوم برامج «التوك شو» كأعم وأشمل، فبرامج «الهارد توك شو»، التي تعتمد على التنظير والمواجهة وغير ذلك، أقدمها في برنامجي، لكن هذه النوعية فقط لا تستهويني على الإطلاق، لأنني أحب البرامج التي تتحدث أكثر عن الشارع والناس، ولكن الإعلامي يستطيع أن يقدم كل أنواع البرامج فهذه مهنته، وأنا لا أجد مشكلة في ذلك. * «مفتاح الحياة» هو أشهر برامجك لماذا؟- لعدة أسباب أولها ربما المجهود الكبير الذي كنت أبذله مع كل فريق العمل، فكان موعد إذاعة الحلقة الساعة العاشرة، وأتواجد في القناة من الواحدة ظهرًا، وأنصرف في الثانية بعد منتصف الليل، كنت أبذل قصارى جهدي، وأركز في تفاصيله الصغيرة والكبيرة، والحمد لله انعكس ذلك على البرنامج، حاولت العمل بمهنية شديدة، ففي إحدى الحلقات قدمت 15 تقريراً من 15 محافظة في مصر، ربما في قرى لا يعلم عنها أحد شيئًا، والإخلاص والمجهود الكبير في العمل ساهم في نجاح البرنامج بشكل لافت خلال 6 أشهر، بينما تعامل القناة كان سبباً في عدم استمراره. * ما رأيك فيمن يهاجمون المذيع الذي يبدي رأيه في بعض القضايا على الشاشة؟- يجب أن نفرق بين المذيع، ومقدم البرامج، والإعلامي، فالمذيع دوره هو إذاعة خبر أو نشرة بحالتها المجردة دون تدخل منه، ومقدم البرامج له برنامج خاص به، أما الإعلامي فهو الصحفي الذي يكون دوره هو تحليل ما يحدث وتجميع الآراء، والبحث في القضايا المختلفة ومسبباتها حتى يعطي رأيه بمنتهى الصراحة، والمصداقية ويكون عن قناعة ودراسة لأن رأيه هو أمانة، يحاسب عليها في الدنيا من المشاهدين، وفي الآخرة، والحقيقة أن هناك نوعيات من المذيعين بعضهم يقسو على الناس لأجل الحكومة، وهؤلاء أمقتهم، وهناك من يقولون طوال الوقت إن كل شيء يفعله النظام على صواب، وهؤلاء لا يحترمهم الجمهور ولا النظام، وهناك من يحللون الأمور ويدرسونها بشكل موسع وعقلاني، حتى يكون رأيهم مؤثراً. * أتقصدين بذلك الحيادية؟- لا، فأنا أرى أن الحيادية في بعض الأوقات تكون خيانة، لأن وقتها تكون الحيادية هي المصطلح الناعم لمحاولة إرضاء كل الأطراف، وهو أمر مستحيل، وأنا أميل لمصر وللمواطن وأنحاز لهما. * هل رأي الإعلامي يؤثر على عقلية المشاهد؟ - بالطبع يؤثر، ولكن المشاهد يمتلك الكثير من الوعي، فلو كان المذيع يتحدث بصدق سيحترمه الجمهور حتى وإن كان مختلفًا معهم، أما إذا كان يحاول أن يكتسب أي طرف من الأطراف فسيواجهونه بعدم الاحترام من كل الأطراف. * ما الدور الذي يغفله بعض الإعلاميين؟- الدور الذي يغفله أو يتناساه البعض هو نقل الحقيقة، فهناك مشاكل عدة في الشارع وتجد المذيع يحدث الجمهور عن عدم التعاطف مع الفقراء، أو مذيع طوال الوقت يهلل للحكومة دون وعي، وينسى الإعلامي أن دوره تثقيفي وتنويري، إلى جانب نقل الحقيقة. * هل لديك خطوط حمراء في البرامج التي تقدمينها؟- لا يوجد خطوط حمراء لدي، ولا أخشى من الحديث في أي من المواضيع مهما كانت درجة حساسيتها، أو تخوف البعض من طرحها والخوض فيها، ولكنني أختار التوقيت الذي أطرح فيه بعض القضايا، فالتوقيت مهم للغاية، لذلك اختياري للتوقيت هو ما يعنيني، أما خوفي من التطرق لبعض القضايا فهو غير موجود. * من هو المذيع المفضل بالنسبة لك؟- أوبرا وينفري، على المستوى العالمي، أما المذيعون العرب فكل منهم له طابعه الخاص، سواء كنت متفقة معه أو غير متفقة، ولكل منهم طابع خاص، وهذا ضروري لاختلاف الأذواق، بجانب أن ذلك مفيد للوسط الإعلامي، والتنوع مطلوب بالنسبة للجمهور بكل تأكيد.
مشاركة :