أبدت مصادر مطلعة لـ «عكاظ» قلقها من تزايد حالات حمى الضنك في جدة عقب تسجيل بؤر توالد نشطة للبعوض في المستنقعات التي خلفتها أمطار جدة أخيرا. وطبقا للمصادر فإن «مخاوف ارتفاع حالات حمى «الضنك» باتت وشيكة بعد ورود مؤشرات عن ارتفاع عدد المستنقعات؛ ما يعني زيادة حالات الإصابة بالمرض التي انحصرت في وقت سابق بـ 4 أحياء الحمدانية، البلد، الصفا، والعزيزية وهي الأحياء التي وصفت بأنها الأكثر وباء». في المقابل، دعت وزارة الصحة إلى الحذر من المستنقعات، وطالبت بسرعة إفراغ تجمعاتها «لأنها تشكل خطرا على الصحة العامة، وتمثل بؤرا لتوالد البعوض المسبب لكثير من الأمراض». ولفتت الوزارة إلى وجود تنسيق مباشر بينها وبين أمانة جدة؛ لإزالة تجمعات المياه.من جانبها، أكدت أمانة جدة لـ«عكاظ» أن فرق المكافحة الحشرية باشرت أعمال الرش، والمتابعة، والاستكشاف لمواقع تجمعات مياه الأمطار، وأدرجت خطة طوارئ ودعم للأعمال اليومية، إلى جانب التعامل مع البلاغات على مدار 24 ساعة لتغطية أي موقع ضمن خطة مواجهة موسم الأمطار. وأوضحت الأمانة أن فرق المكافحة تعمل على معالجة كل المواقع المحصورة بالرش الفراغي «ضباب حراري؛ رذاذ متناهٍ في الصغر»، ضمن نطاق 14 بلدية فرعية وتدوين إحداثياتها بشكل متواصل منذ بداية هطول الأمطار. وبينت أن المواقع شملت «البرحات، الأحواش، مباني تحت الإنشاء، الحدائق، مصانع البلك، المشاتل، حفريات إنشاءات قطار الحرمين، حفريات الصرف الصحي، إنشاءات الطرق والكباري والأنفاق إلى جانب السدود، وقنوات تصريف السيول، ويجري تحديث تلك المواقع يوميا». وأشارت أمانة جدة إلى استمرار أعمال المكافحة يوميا؛ لمنع توالد البعوض، إذ تمت جدولة أعمال المكافحة في 4 فترات يوميا؛ لتغطية الأحياء كافة. وأهابت بالمواطنين والمقيمين ضرورة الإبلاغ عن أي مواقع مغلقة بداخلها تجمعات مياه ليتم التعامل معها ومعالجتها بشكل متواصل. وكانت أمانة محافظة جدة باشرت فور توقف هطول أمطار(الثلاثاء) أخيرا، أعمال رفع المياه المتجمعة، وإزالة الآثار والمخلفات الناتجة عنها، شملت الطرق والشوارع والمحاور الرئيسية بواقع 467 موقعا، منها 258 موقعا حرجا، وتجاوز إجمالي ما رفع من المياه حتى لحظة إعداد التقرير 2,300 مليون متر3، عبر محطات الضخ الزهراء، الخالدية، والبلد.طبيب: لا علاج للضنك.. والأعراض بعد أسبوع من الإصابةأكد الدكتور أحمد الشريف، من المستشفى التخصصي في جدة، لـ «عكاظ» عدم وجود علاج محدد للبعوضة، إلا أن هناك بعض الطرق المساعدة في التخفيف من الأعراض المصاحبة للحمى، مثل الحرص على شرب السوائل بشكل مستمر تجنباً لحدوث الجفاف.وقال: يجب الانتباه إلى إعطاء المريض سوائل وريدية في حال حدوث الجفاف أو لمنع حدوثه منذ البداية، ودعم المريض بكميات مركزة من الدم بمقدار كبير في حال عجز المريض على تناول كمية مناسبة من السوائل بالفم، وتجنب الأسبرين والأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات والابتعاد عنها نهائياً؛ لأنها تعمل على زيادة النزيف، مضيفا أنه من الممكن إعطاء الباراسيتامول للمريض إذا كان من المشتبه إصابته بحمى الضنك للتعامل مع أعراض المرض.وشخص الدكتور الشريف حمى الضنك بالقول: إنه مرض ينتقل بواسطة البعوض من نوع - Aedes الذي يعمل على انتقال الفيروس المسبب لهذا المرض، وأكثر طريقة منتشرة لنقل الفيروسات في وقتنا الحاضر، لافتا إلى أن مصدر هذا الفيروس هو الإنسان، وينتقل عن طريق لدغة البعوضة أو غيرها من الحشرات من شخص لآخر، ولهذا نجد أن هذا المرض منتشر بشكل كبير في الأرياف والمدن الكثيفة بالسكان.وأوضح أنه عند تصنيف هذا الفيروس نجد أنه ينتمي إلى عائلة الفيروسات المصفرة، ويصل عدد فيروسات الضنك إلى 4 فيروسات ترقم من 1 إلى 4، وتختلف جغرافياً، إلا أنه وبسبب تغير العالم والسفر انتشرت في جميع أنحاء العالم، ومن أكثر مناطق انتشار حمى الضنك هي مناطق جنوب شرق آسيا، وجنوب ووسط أمريكا، والكاريبي، ووصلت حديثاً إلى جنوب بريطانيا، أما أفريقيا فنسبة الانتشار أقل.وأشار إلى أن حمى الضنك تنتشر في موسم الشتاء أكثر منه في الصيف بسبب نشاط البعوض في ذلك الوقت، وإذا ما أصيب الجسم بحمى الضنك مرة تمنحه المناعة والحصانة من الإصابة بذلك النوع مجدداً وليست الأنواع الأخرى، وعند تكرار إصابة الشخص بحمى الضنك من صنف آخر فإن هذا يعمل على زيادة تأثيرات الحمى الصعبة عليه.ولفت إلى أن أعراض حمى الضنك تظهر خلال أسبوع وغالباً ما تشبه الأنفلونزا، إذ يظهر في اليوم الخامس طفح جلدي واضح على نطاق واسع، وارتفاع الحرارة والحمى، وتصل الحرارة إلى 41 درجة مئوية، إضافة إلى الشعور بالصداع الحاد، وألم في العضلات والمفاصل ووراء العينين، وكذلك الغثيان والقيء، ونزيف في اللثة أو الأنف ولكن بشكل خفيف، وألم شديد في البطن.مواطنون يتساءلون: لماذا فشلت «الأمانة» في مكافحة «الضنك»؟تساءل مواطنون في محافظة جدة عن قدرة وزارة الصحة في القضاء على حمى «الضنك» نهائياً من خلال البحوث والوقاية، إذ اشتكوا من انتشار البَعوض بشكل كبير في الأحياء كافة، خصوصاً في شرق وجنوب المحافظة، في ظل ورود عدد كبير من الشكاوى حول انتشار البَعوض، وعدم وجود مكافحة من جانب أمانة جدة.وطالب المواطنون الأمانة بأن تتحرك بشكل جاد لمكافحة هذه الحشرة المزعجة والخطيرة، التي تسبب العديد من الأمراض، وتكون سببا رئيسيا في انتشار العديد من الأوبئة، واستغرب المواطنون عدم مشاهدتهم لسيارات المكافحة في جدة، مؤكدين أن ذلك يعتبر عدم اهتمام ومبالاة في مكافحة هذه الحشرة الضارة.وقال عبدالهادي المطيري لـ«عكاظ» (من سكان شمال جدة): ينتشر البعوض في الأحياء وداخل المنازل بعد هطول الأمطار؛ بسبب وجود تجمعات للمياه في الشوارع دون معالجة سريعة، مؤكداً أن البعوض هو الناقل الرئيسي لـ «الضنك» وبالتالي هناك خطر محدق بالسكان في الحي، متمنياً من الجهات المعنية ممثلة في الزراعة والأمانة بذل المزيد من الجهد في مقاومة انتشار البعوض في أحياء جدة.من جهتهم، تخوف محمد منير وعبدالله العبيدي وطلال الزهراني من الأمراض المنقولة عن طريق البعوض مثل الملاريا، وحمى الضنك، والحمى الصفراء، ومرض شيكونغونيا، وداء الفيل والمعروفة علمياً، مضيفين بأن الثلاثة الأشهر القادمة ستمثل تهديداً جاداً للمواطنين في الإصابة بهذه الأمراض، وخصوصاً حمى الضنك؛ إذ تسجل بشكل سنوي هذه الأشهر أعلى معدلات الإصابة بحمى الضنك في المملكة، وتتصدر محافظة جدة النسبة الأعلى فيها، وهذا ما ينشر سنوياً، مؤكدين أنه على الجهات ذات العلاقة مراجعة سبل مكافحة هذه البعوض فمن المتوقع أن الآلية لم تكن مجدية في التعامل مع البعوض وبالتالي تتواصل انتشاره وتسجيل الإصابات بين السكان.
مشاركة :