كل الخطوات الدولية التي تتخذ ضد الأعمال الإرهابية المختلفة التي تقوم بها إيران هنا وهناك، تأتي متأخرة. غير أن هذا لا يقلل من أهميتها، خصوصاً بعدما وصل العالم إلى مستوى لم يستطع مواصلة السياسة فقط ضد أعمال إرهابية تخريبية إيرانية بدأت في الواقع مع بدء وصول النظام الحاكم في هذا البلد إلى السلطة. كان لا بد من أفعال حقيقية لوقف هذا الإرهاب بكل أشكاله، خصوصاً أنه مستمر في غير بلد ومنطقة، وأنه يتطور بصور أكثر من خطيرة، وأنه يسهم حتى في جعل حياة الإيرانيين العاديين أكثر بؤساً؛ لأن النظام الإرهابي في طهران وضع مصلحة شعبه في زيل الاهتمامات، لحساب نشر الإرهاب والتخريب والظلم والقتل والطائفية البغيضة في كل مكان يمكنه الوصول إليه. تقرير الأمم المتحدة الأخير، الذي تضمن تورط إيران في دعم الإرهاب، كغيره من التقارير الدولية تأخر، لكنه وجد الآن صدى كبيراً، بفعل التحولات العالمية، وفي مقدمتها تحول الولايات المتحدة حيال الإرهاب الإيراني. نظام علي خامنئي تمتع طوال فترة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بامتيازات أمريكية لم يكن يحلم بها. وهذا الأخير عرض الأمن الأمريكي نفسه للمخاطر، نتيجة سياسته المتهاونة من إيران، بل منحها فرصاً تسببت في خلافات واسعة بين الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، ولا سيما خلال المفاوضات التي قادت إلى الاتفاق النووي الهش. إدارة الرئيس دونالد ترمب كانت واضحة منذ البداية، فهي متأكدة عبر الأدلة من أن إيران لا تدعم الإرهاب فقط، بل تقوم به عبر مؤسساتها المختلفة. وأكدت في غير مناسبة أنها ستقوم بإصلاح الخلل الذي أحدثه أوباما تجاه طهران. كان ترحيب مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هيلي بالتقرير الدولي المشار إليه، مفهوماً، بل متوقعاً من قبل الجميع، بل قدمت أدلة دامغة مباشرة بالكشف عن أجزاء من الصاروخ الذي أطلقته عصابات الحوثيين على مطار الرياض المدني تم تصنيعها في إيران. فهؤلاء المجرمون لا يفرقون بين جندي يحمل السلاح وطفل ذاهب إلى مدرسته، أو طفلة تلعب على شرفة منزلها، أو مسافر بريء. الهدف الرئيس للمجرمين الحوثيين المدعومين بكل شيء من إيران الإرهابية، هو إيقاع أكبر عدد من الضحايا. وكانت المندوبة الأمريكية حريصة جداً على تأكيد أن تهديد الصواريخ الإيرانية يشمل الجميع وليس فقط السعودية والإمارات، وأن القرارات الأممية تمنع إيران من تصدير السلاح أو الصواريخ، وهذا يعني أن الإرهاب الإيراني يطول السلم العالمي، وليس فقط بعض الدول. لا توجد جماعة إرهابية ليس لإيران علاقة بها، هذا كلام صادق وحقيقي من مندوبة الولايات المتحدة، كلام عرفته إدارة أوباما، لكنها أخفته والتفت حوله، ومُنِح نظام إيران الإرهابي كل ما يرغب فيه. حان الوقت بالفعل لإيقاف إيران الإرهابية عند حدودها، ولضرب مخططاتها التخريبية، ولمنع نشر سمومها الطائفية. هذا السرطان وصل إلى العراق وسورية ولبنان واليمن، ويحاول التغلغل حتى في الجسد الخليجي العربي بشتى الأشكال والأساليب. ناهيك عن العلاقات الوطيدة التي نشأت بين طهران والمنظمات والعصابات الإرهابية هنا وهناك. الأمور تتغير وتمضي ضمن المسار الصحيح لها، وهذا المسار كان حاضراً طوال السنوات الماضية، إلا أنه تم تجاهله عمداً. ستكون هناك تحركات دولية جديدة ضد إيران الإرهابية، وكل خطوة ضد هذا البلد الآن هي في الواقع خطوة نحو أمن وسلامة الإنسانية، بل خطوة لأمن وكرامة الشعب الإيراني نفسه، الذي يدفع تكاليف جرائم لم يرتكبها.author: كلمة الاقتصادية
مشاركة :