بعد تحقيقه رقماً قياسياً في عدد الانتصارات المتتالية (15)، إثر تغلبه على سوانزي سيتي 4 – صفر، الأربعاء، وحصده 49 نقطة من أصل 51 ممكنة منذ انطلاق الموسم الحالي في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، فإن السؤال الذي يفرض نفسه: أي فريق سيتمكن من وقف قطار مانشستر سيتي نحو اللقب المحلي؟ يخوض فريق مانشستر سيتي اختباراً قوياً على ملعب الاتحاد، عندما يستضيف توتنهام اليوم، في أبرز مباريات المرحلة الثامنة عشرة. ويغرد مانشستر سيتي خارج السرب حالياً، متقدماً على جاره وغريمه التقليدي في المدينة الواحدة مانشستر يونايتد بفارق 11 نقطة، ويريد أن يحذو حذو آرسنال الذي لم يخسر أي مباراة طوال موسم 2003 - 2004. وإذا نجح سيتي في الفوز على منافسه، فإن مدربه الإسباني جوسيب غوارديولا سيعادل رقمه القياسي في عدد الانتصارات المتتالية مع برشلونة موسم 2010 – 2011، عندما قاده إلى اللقب المحلي ودوري أبطال أوروبا، في حين سيبقى على بعد 3 انتصارات من رقمه القياسي مع بايرن ميونيخ الألماني، الذي فاز في 19 مباراة على التوالي موسم 2013 / 2014. ويعول سيتي على هجوم ناري، مؤلف من الخماسي الأرجنتيني سيرخيو أغويرو (10 أهداف)، ورحيم ستيرلينغ (10)، والبرازيلي غابريال خيسوس (8)، والبلجيكي كيفن دي بروين والألماني ليروي ساني (6 أهداف لكل منهما)، أي أنهم سجلوا 40 هدفاً، من أصل 52 لمانشستر سيتي هذا الموسم. واعترف غوارديولا بصعوبة مهمة فريقه في مواجهة منافسه القادم من شمال لندن، وقال: «توتنهام وتشيلسي من أفضل الفرق التي تلعب كرة القدم بأسلوب جيد؛ لا يكتفيان بمنح المبادرة إلى الفرق المنافسة، بل يحاولان البقاء أوفياء لأسلوبهما الخاص. إنه امتحان جديد ورائع بالنسبة إلينا». وأضاف: «ضغط المباريات متواصل، ونحن نلعب حالياً كل 3 أيام. فبعد توتنهام، نواجه ليستر سيتي في كأس الرابطة. وبالتالي، لا وجود لوقت كبير لكي نلتقط أنفاسنا»، لكنه تابع: «نحن جاهزون لمواجهة توتنهام، وسنحاول المحافظة على المستوى الذي ظهرنا به في الفترة الأخيرة». في المقابل، استعاد توتنهام توازنه في الآونة الأخيرة. فبعد فشله في الفوز في 5 مباريات على التوالي، تمكن من تحقيق انتصارين على ستوك سيتي 5 - 1، وبرايتون 2 - 0. وأكد مدرب توتنهام، الأرجنتيني ماوريتسيو بوكتينيو، أن فريقه يدخل المباراة ضد سيتي منتشياً، وقال: «نتوجه إلى مانشستر ونحن نؤمن بقدرتنا على الفوز»، علماً بأن فريقه قلب تخلفه أمام سيتي الموسم الماضي على ملعب الاتحاد صفر – 2، ليخرج بالتعادل 2 - 2، كما تغلب على منافسه 2 - صفر على ملعب وايت هارت لين. وأضاف: «سنستمتع في المباراة لأن مواجهة مانشستر سيتي تمثل تحدياً كبيراً، فهو أفضل فريق في إنجلترا، ومن بين الأفضل في أوروبا»، موضحاً: «أنا متشوق وسعيد لمواجهة فرق كبيرة ومدرب مثل غوارديولا». وأشار داني روز، مدافع توتنهام، إلى أن مانشستر سيتي يمر بحالة تألق «مرعبة»، لكن فريقه سيتطلع إلى وضع حد لسلسلة انتصارات منافسه، وقال: «يبدو سيتي الآن مرعباً... يسجل كثيراً من الأهداف، وحافظ على نظافة شباكه ضد سوانزي (في الجولة الماضية). أبلينا بلاء حسناً هناك في المواسم القليلة الماضية، وهذا من المفترض أن يعطينا ثقة». وأضاف: «كنا أول فريق يهزم سيتي الموسم الماضي، كما أوقفنا مسيرة تشيلسي الخالية من الهزائم؛ إنه تحد آخر نتطلع إليه جميعاً». ومنذ تولي المدرب بوكتينيو المسؤولية في 2014، فاز توتنهام مرة واحدة في 17 مباراة خارج ملعبه ضد سيتي ومانشستر يونايتد وآرسنال وتشيلسي وليفربول. وقال روز: «لم نلعب جيداً بعيداً عن ملعبنا ضد الفرق الكبرى هذا الموسم، لذا نأمل في أن نذهب إلى هناك ببعض الثقة، ونواصل التقدم بعد الانتصارات الثلاثة التي حققناها على مدار الأسبوع الماضي». ويعول توتنهام على هدافه هاري كين، صاحب المركز الثاني في لائحة الهدافين برصيد 12 هدفاً، بفارق هدف وحيد عن مهاجم ليفربول المصري محمد صلاح. ومن المتوقع أن يشارك ديلي ألي أساسياً، بعد أن جلس على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين في المباراة الأخيرة، قبل المشاركة في الشوط الثاني. ويحل مانشستر يونايتد ضيفاً على وست بروميتش ألبيون غداً، وهو يدرك أنه لا مجال لأي تعثر، لا سيما أن أمله في إحراز اللقب بات صعباً للغاية، نظراً للفارق الكبير الذي يفصله عن سيتي. وكان مدرب مانشستر يونايتد، البرتغالي جوزيه مورينيو، قد رفض رفع الراية البيضاء فيما يتعلق بحظوظ فريقه في إحراز اللقب، وقال في هذا الصدد: «اللقب لا يحسم في ديسمبر (كانون الأول)، بل في مايو (أيار)؛ لو حصل ذلك الآن، لكنت الآن في إجازة في مكان ما». وانتفض يونايتد بعد هزيمته 2 - 1 أمام سيتي الأحد الماضي، ليفوز1 - صفر على بورنموث الأربعاء، وستكون فرصته كبيرة أمام وست بروميتش الذي لم ينتصر في الدوري منذ 19 أغسطس (آب)، وفشل في التسجيل في 3 مباريات تحت قيادة المدرب الجديد آلان باردو. وكان الاتحاد الإنجليزي قد طلب من مورينيو تفسير مغزى التعليقات التي صدرت عنه قبل لقاء الديربي مع مانشستر سيتي، وذكر أنه طلب من المدرب البرتغالي «ملاحظاته» على التعليقات التي صدرت عنه في الثامن من ديسمبر، خلال مقابلات قبل لقاء الأحد الذي خسره الفريق 2 - 1 أمام سيتي. ولم يحدد الاتحاد المحلي التعليقات التي تخضع للتحقيق، أو ما إذا كانت هناك أي قواعد قد تم خرقها. وخلال مؤتمر صحافي قبل المباراة، شكك مورينيو في قدرة لاعبي سيتي على البقاء على أقدامهم، قائلاً: «سيسقطون لو هبت الرياح». كما شكك مورينيو في إمكانية السماح له بإظهار أي موقف سياسي، مثلما فعل نظيره غوارديولا الذي ثبت شريطاً أصفر على ملابسه، فيما بدا أنه احتجاج على سجن بعض السياسيين المؤيدين لاستقلال كاتالونيا. ويحقق الاتحاد الإنجليزي بالفعل في ما حدث عقب المباراة، بعد إلقاء سائل على مورينيو بعد ما قيل عن شكوى المدرب البرتغالي من الاحتفالات «المبالغ فيها» للاعبي سيتي في غرفة الملابس عقب الفوز في أولد ترافورد. ويأمل آرسنال في وضع حد لسلسلة من 3 مباريات من دون أن يتذوق طعم الفوز، عندما يستضيف نيوكاسل الجريح اليوم. وفشل «المدفعجية» في الفوز في آخر 3 مباريات، حيث خسر أمام مانشستر يونايتد 1 - 3، وتعادل مع ساوثهامبتون 1 – 1، ومع جاره وستهام سلباً. ويحتل آرسنال المركز السابع في الدوري، بفارق 19 نقطة خلف مانشستر سيتي المتصدر، ويعتقد فينغر أن فريق المدرب غوارديولا يستطيع تكرار ما فعله آرسنال في موسم 2003 – 2004، وينهي الموسم بلا هزيمة. ويؤمن المدرب الفرنسي بأن القوة المالية لسيتي هي مفتاح عدم تعرضه للهزيمة، وقال: «لا نمتلك النفط، بل الأفكار... هم يمتلكون النفط والأفكار... لديهم كل شيء يحتاجونه للنجاح. الكل يتوقع أن يستمروا بلا هزيمة طيلة الموسم... فلم لا؟ كل شيء يسير لصالحهم في المباريات... لكنهم يمتلكون الجودة لتحويل الأمور لصالحهم». ويخشى أرسين فينغر، مدرب آرسنال، من فقدان أبرز نجومه في سوق الانتقالات الشتوية الشهر المقبل، لذا خرج مجدداً ليقطع الطريق على لاعبيه، المهاجم التشيلسي أليكسيس سانشيز ولاعب الوسط الجناح الألماني مسعود أوزيل، رافضاً أي عروض لانتقالهما في يناير (كانون الثاني). وينتهي عقد اللاعبين في نهاية الموسم، ولم يوقعا بعد على عقود جديدة، وهناك تكهنات بأن آرسنال قد يبيع الثنائي المؤثر في يناير، لتفادي رحيلهما مجاناً في الصيف. لكن عند سؤاله في أمس، عما إذا كان سانشيز وأوزيل سيكملان الموسم مع آرسنال، قال فينغر: «أستطيع أن أعطيكم إجابة قاطعة: نعم، سيبقيان»، وأضاف: «سأحلل كل حالة على حدة، لكن في المجمل أقول إن رغبتي وأمنيتي هي بقاء الجميع». وينتهي عقد جاك ويلشير أيضاً في نهاية الموسم، وكشف فينغر أنه سيبدأ التفاوض مع لاعب الوسط البالغ عمره 25 عاماً هذا الشهر حول توقيع عقد جديد. وأمضى ويلشير الموسم الماضي معاراً إلى بورنموث، وشارك في 8 مباريات فقط بالتشكيلة الأساسية لآرسنال هذا الموسم، كانت كلها باستثناء واحدة في مسابقات الكأس. والمباراة الوحيدة التي بدأها ويلشير أساسياً في الدوري الممتاز كانت ضد وستهام الأربعاء. وقال فينغر: «لقد أثار إعجابي. كان أداءً حماسياً؛ واجه صعوبات في آخر 20 دقيقة، لكن كان علينا الهجوم والتحلي بالصبر وبذل جهد كبير»، وتابع: «سأتحدث إليه في نهاية ديسمبر. من المهم بالنسبة له أن يكون سعيداً لوجوده هنا. أعتبره لاعباً في آرسنال». ويحل ليفربول ضيفاً على بورنموث غداً، في لقاء صعب للطرفين. واعترف إيدي هاو، مدرب بورنموث، بأنه سيواجه تحدياً ضخماً في التصدي لهجوم ليفربول الفتاك. وسجل مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد فقط أهدافاً أكثر من ليفربول هذا الموسم في الدوري، إذ أحرز الفريق الآتي من منطقة مرسيسايد 34 هدفاً في 17 مباراة. وخرج ليفربول (صاحب المركز الخامس) بتعادل مخيب للآمال مع وست بروميتش ألبيون الأربعاء، عقب تعادله 1 - 1 مع إيفرتون الأسبوع الماضي، بعد فترة من التألق. وأحرز ليفربول 15 هدفاً في مبارياته الثلاث السابقة بجميع المسابقات، بما في ذلك الفوز 7 - صفر على سبارتاك موسكو في دوري أبطال أوروبا. وتغلب بورنموث، الذي يحتل المركز 14 في الترتيب، على فريق المدرب يورغن كلوب 4 - 3 في مواجهتهما الموسم الماضي، وتعادلا في استاد أنفيلد، لكن هاو يتوقع اختباراً أصعب هذه المرة. وقال هاو أمس: «نعرف حجم التحدي الذي ينتظرنا؛ إنه فريق مختلف عن الموسم الماضي... أضافوا المزيد من الجودة للفريق... يمتلك ليفربول خط هجوم قوي، لديه السرعة والمهارة والتحركات»، وتابع: «أعتقد أنه فريق لا يقهر في هذه اللحظة؛ يسجلون الأهداف من أجل المتعة. إنه فريق قوي جداً هذا العام، ويتحسن ويتطور طيلة الوقت». كما أشاد هاو بنظيره كلوب، وتذكر كيف كان سلوك المدرب الألماني مثيراً للإعجاب، عندما حول بورنموث تأخره لانتصار رائع على ليفربول الموسم الماضي، وقال: «من خلال تجربتي الشخصية ومباراة الموسم الماضي هنا... كان أسلوبه (كلوب) رائعاً حقاً، وأظهر طبيعة شخصيته. أنا معجب به كثيراً، وبالطريقة التي يقود بها فريقه». ولم يحقق بورنموث أي فوز في مبارياته الخمس الأخيرة في الدوري، وقد يتراجع إلى منطقة الهبوط، إذ يتقدم بنقطتين فقط على كريستال بالاس، صاحب المركز 18. وفي المباريات الأخرى، يلتقي اليوم ليستر سيتي مع كريستال بالاس، وستوك سيتي مع وستهام، وتشيلسي مع ساوثهامبتون، وبرايتون مع بيرنلي، وواتفورد مع هيدرسفيلد، وإيفرتون مع سوانزي سيتي.
مشاركة :