اعتبر رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري اليوم (الخميس)، ان الدعوة التي وجهها موفد الامم المتحدة ستافان دي ميستورا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لممارسة ضغط على دمشق، «تقوض مهمته» باعتباره وسيط دولي. وصرح الجعفري للصحافيين في اليوم الاخير من الجولة الثامنة للمفاوضات في جنيف: «أوضحنا للمبعوث الخاص (ستافان دي ميستورا) وخصوصاً خلال جلستي امس واليوم الخطأ الذي ارتكبه هو كميسر في تصريحه أمس للتلفزيون السويسري». واضاف «بينا له هذا الصباح أن الإصرار على مواقف مثل هذه التصريحات، إنما يقوض مهمته كميسر للمحادثات، ما يؤثر في نجاح مسار جنيف برمته». وتابع الجعفري: «نحن حكومة نتمتع بأكبر قدر ممكن من السيادة. لذلك لا يؤثر علينا أحد. لدينا حلفاء واصدقاء وأناس تقاتل معنا على الارض، لذلك ما يقوله الميسر أحيانا خطأ لغوي في التعبير لا يعكس واقع العلاقات بيننا وبين موسكو». وفي نيويورك، علق مساعد الناطق باسم الامم المتحدة فرحان حق اليوم معلنا ان «الامين العام، بالتأكيد، يدعم تماما عمل موفده الخاص الى سوريا». وكان دي ميستورا دعا أمس بوتين في مقابلة تلفزيونية مع «آر تي اس» السويسرية إلى «التحلي بالشجاعة» لإقناع الحكومة السورية بالموافقة على اجراء انتخابات جديدة «لكسب السلام» وأضاف أن الفشل في التوصل إلى السلام سريعاً عبر وساطة الأمم المتحدة قد يؤدي إلى «تفكك سورية». وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن خلال زيارة مفاجئة الاثنين الماضي إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية في سورية، أن مهمة القوات الروسية اكتملت تقريباً في دعم حكومة الأسد ضد المسلحين بعدما هزمت القوات «مجموعة من أشد الإرهابيين الدوليين تمرساً في المعارك». وسئل دي ميستورا عن الإشارة التي يمكن أن يبعث بها بوتين، فقال: «يقنع الحكومة (السورية) بأنه لا وقت لتضيعه... يمكنك أن تعتقد أنك تكسب الأرض عسكرياً لكن عليك أن تفوز بالسلام». وأضاف: «ومن أجل الفوز بالسلام عليك التحلي بالشجاعة لدفع الحكومة لقبول ضرورة وجود دستور جديد وانتخابات جديدة من طريق الأمم المتحدة». وبعدما اعتبر الكرملين أن مهمة روسيا في سورية اكتملت، يريد بوتين الوساطة في التوصل إلى اتفاق سلام ويحرص على تنظيم «المؤتمر السوري للحوار الوطني» الذي تأمل موسكو بأن يجمع الحكومة السورية والمعارضة ويسعى إلى وضع دستور جديد. لكن دي ميستورا أوضح أن مفاوضات السلام يجب أن تكون من خلال الأمم المتحدة في جنيف وفق تفويض مجلس الأمن، مضيفاً: «وإلا فهي لا تستحق العناء... هذه حرب معقدة، لا يمكن (المفاوضات) أن تكون إلا في جنيف من خلال الأمم المتحدة». وأجرى المبعوث الدولي محادثات مكوكية بين وفد الحكومة السورية بقيادة بشار الجعفري ووفد موحد للمعارضة. وتابع دي ميستورا: «أبلغتني المعارضة بوضوح عندما وصلوا إلى هنا ومرة أخرى أمس وصباح اليوم أيضاً، أنهم مستعدون لمقابلة الحكومة على الفور لإجراء مناقشات جريئة وصعبة». وأردف: «الحكومة غير مستعدة، قالت إنها غير مستعدة لمقابلة المعارضة. هذا يدعو إلى الأسف لكن الديبلوماسية لها وسائل كثيرة». ويرفض وفد الحكومة السورية إجراء مفاوضات مباشرة مع وفد المعارضة، بالاضافة إلى بحث مصير الرئيس بشار الاسد، لكنه وافق على انتخابات بإشراف أممي.
مشاركة :