الرجل في كتابات المرأة العربية: شاذ ومتسلط ومغتصب بقلم: ممدوح فرّاج النّابي

  • 12/16/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

إذا كان الرجل تحامل على المرأة في كتابته عنها وحصرها في إطار الجسد الضيق، فإن المرأة مع الأسف كرست لصورة وحيدة للرجل في كتاباتها، فدائما المرأة ضحية لسلطة الرجل وجبروته، وأنه هو من يلوثها، وأنها في الغالب فاشلة في مسايرة رغباته الجامحة والشاذة وإن فعلت فمكرهة ومجبرة. وقد تكون ثمة صور إيجابية قدمتها المرأة في كتابتها خلافا للصورة المشرقة التي قدمتها للأنثى باعتبارها مثقفة وذات سيادة تجاهد من أجل الاستقلال أو حتى حريصة على مواصلة رباط الزواج وإن بدا الزوج غير حريص على الاستمرار، بل والتحجج بأتفه الأسباب لقطعها، وفي المقابل بدا الرجل في بعض الروايات ميالا للاغتصاب، وخانعا ضعيفا لرغبات المرأة في بعضها الآخر كما في رواية “سعار” لبثينة العيسى. على كل، كشفت هذه الكتابات في مجملها أثناء معالجات المرأة الكاتبة لعلاقتها الشائكة بالرجل، وإن كانت ثمة مبالغات في التصوير والتمثيل لصورة الرجل، وقد جاءت هكذا: أناني، سلبي، خانع،…إلخ، تطورا في وعي المرأة، فلم يعد الصمت هو آخر ملاذها كما كان سابقا، بل سعت للبوح وكشف هذه الإشكالية، دون أن تقف تشاهد الرجل وهو يغرز سيقان أكاذيبه في ذاتها، بل ويرى المؤلف أن بعض الكاتبات وعلى الأخص الخليجيات يسرن على خطى عبدالرحمن منيف في تعرية الواقع، وإظهار سلبياته دون الحاجة إلى التورية. ويسلط الكبير الداديسي الضوء على التداخل السوسيوثقافي وأزمة الجنس في المغرب، عبر تيمات متعددة كشفت عنها روايات كـ”الملهمات”، وكذلك تعامل المثقف مع الجنس، في مقابل تعامل القروي وخاصة القروية وصبرها على جبروت الحماة كما في رواية “عزوزة”، إلى جانب التعامل مع طرائق غير مألوفة كالشذوذ والشعوذة وهو ما نتج عنها تأزيم العلاقة كما في رواية “طريق الغرام”. ويشير إلى أن العادات والتقاليد تشارك بنصيب وافر في تأجيج الأزمة، وهو ما كشف عنه المؤلف في الفصل الرابع عبر حديثه عن رواية “اكتشاف الشهوة” لفضيلة الفاروق، وكذلك في رواية “العمامة والطربوش”. ولم ينس المؤلف أن يشير إلى هذه الظاهرة عند المرأة المطلقة أو الأرملة على نحو ما فعل في الفصل الخامس عبر حديثه عن رواية اللبنانية نازك سابا يارد، وإن كان وضع الظرف اللبناني الخاص متمثلا في الحرب كأحد العوامل التي جعلت الأبطال يلجأون إلى الجنس.

مشاركة :