طه حسين يلقي بضلاله على مؤتمر أدباء مصر

  • 12/16/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

افتتح مؤتمر أدباء مصر في دورته الـ32 الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بعنوان "التأسيس الاجتماعي للأدب.. دورة عميد الأدب العربي طه حسين" مؤكدا على رفض التطبيع مع اسرائيل، هذا الرفض الذي شكل توصية دائمة في كافة توصيات المؤتمر على مدار دوراته الـ32، مؤكدا عروبة القدس وأنها العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية. وأكدت الكاتبة فريدة النقاش رئيس المؤتمر أنه اكتسب نفوذا معنويا ووطنيا كبيرا في الحياة الثقافية على امتداد السنين إذ واصل بإصرار رفضه لأي شكل من أشكال التطبيع مع اسرائيل. وقالت في افتتاح المؤتمر الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة "ها هي القدس تتعرض لمؤامرة كبرى من الإمبريالية الأميركية تتغذى على التفكك العربي والاقتتال الأهلي في عدد من البلدان، والقدس تدعو كل القوى الحية في مصر والوطن العربي إلى المبادرة لرد الاعتبار للقومية العربية ولإطلاق مرحلة جديدة في الكفاح الشامل ضد الاحتلال بعد أن فشل منطق التنازلات المتتالية للمشروع الاسرائيلي وهي التنازلات التي زادته عطشا للتوسع والقمع. واضافت "يتأسس هذا الكفاح على رؤية ثقافية متكاملة انتم مدعوون للمشاركة في بلورتها بعمق وصبر واضعين في الحسبان انه مهما طال الزمن فإن الاحتلال إلى زوال". وأضافت "تنتظر نقادنا مهمة بحث فتح آفاق أمام الفكر والنقد والإبداع، والتاريخ قد علمنا انه ما من سياسة حقيقية إلا ويتأسس على ثقافة حقيقية فإننا مدعوون إلى وضع أهداف الموجات الثورية الأخيرة والمتتالية في بلادنا أمام أعيننا ونحن نفكر في المستقبل وهي خمسة أهداف حرية عدالة اجتماعية كرامة إنسانية دولة مدنية. ونحن مدعوون كأدباء ومثقفين الى حراسة هذه الأهداف وابقاءها حية في الوجدان الجماعي لشعبنا والدفع بها إلى ميدان معركة مصر ضد الإرهاب وضد مخططات إسقاط الدولة وضد الاستغلال والفساد لتبقى هذه الأهداف منارات هادية لعملنا وابداعنا". ورأت أن المؤتمر شكل منذ بدايته التفافا ناجحا على محاولات إقصاء وتهميش المبدعات والمبدعين في الأقاليم خارج المركز وأصبح صوتا لمن لا صوت لهم، صوت يعلو ويخفت بحسب مكوناته وموضوعاته ولكننا نطمح إلى العدالة الدائمة ببن المركز والأطراف وكلنا أمل ان نهتم بمواهب في الأقاليم بسبب البعد عن العاصمة ونحن نعرف أن غالبية المبدعين والمبدعات فقراء ويؤلمنا أن يدمر الفقر المواهب الحقيقية. وشدد وزير الثقافة الكاتب حلمي النمنم أن المؤتمر يأتي في لحظة فارقة من تاريخ مصر وتاريخ منطقتنا العربية، حيث تواجه حربا تشنها عليها تنظيمات إرهابية. وقال "هذه الحرب لا تشن على مصر فقط ولكن على الكثير من دول المنطقة، وانظروا إلى ما حدث في سوريا والعراق وليبيا والصومال وغيرها. وأتصور أنه لولا هذه الحرب الارهابية ما كان ممكنا للآخرين أن يتجرأوا علينا وأن يعلنوا أن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل. إن الارهاب واحد والتطرف واحد هذا لا ينفصل عن ذاك، الإرهابيون الذين يفجرون القرى في شمال سيناء والذين يقتلون المصلين، لا ينفصلون بأي حال من الاحوال عن الارهابي الذي يريد أن يحتل القدس نهائيا ويجعلها عاصمة أبدية لإسرائيل، الإرهاب نفسه والتزييف واحد، هذا درس التاريخ". وأشار النمنم إلى أنه لم يكن ممكنا للمشروع الاسرائيلي أن يظهر وينمو إلا في حضن مشروع الإسلام السياسي، وقال "لم يكن غريبا أن يظهر وعد بلفور ويظهر تحويل فلسطين إلى دولة لليهود في نفس الوقت الذي يظهر فيه حسن البنا ومشروعه، المشروع واحد والإرهاب واحد، والتطرف واحد وأيضا ينبغي أن تكون المقاومة واحدة لا تتفتت ولا تنفصل. إن اختيار اسم هذه الدورة من المؤتمر باسم "عميد الأدب العربي طه حسين" اختيار موفق، لأن طه حسين واجه الارهابين معا، واجه إرهاب التطرف منذ أن أعد رسالته في الجامعة المصرية عن أبوالعلاء المعري واتهم من السلفيين والمتسلفيين بالكفر، ومنذ معركته العظيمة مع كتابه "الشعر الجاهلي" ومعركته مع كتابه "المعذبون في الأرض" مع الملك فاروق ونظامه، وثم معركته مع مجانية التعليم وديمقراطية الثقافة.أيضا طه حسين لا ينفصل عن هذه اللحظة الراهن حيث نبه مبكرا قبل أن تقوم جامعة الدول العربية أن مهمة الجامعة يتمثل في تحد كبير تحدي انقاذ فلسطين ولا يزال هذا التحدي قائم إلى اليوم، انه عنوان هذه المرحلة وهو رمز لها. وحذر النمنم من إن مصر والمنطقة العربية تواجه تحديات كثيرة، وأمامنا نحن أيضا أدوار عديدة، أمامنا معركة لابد أن ننتصر فيها هي معركة الارهاب والتطرف، ومعركة التنمية وبناء نظام ديمقراطي ومجتمع حر لا يكتفي بالصناديق المزيفة ولا الصناديق الزجاجية للانتخابات، لأن الصندوق الانتخابي ليس وحده عنوانا للديمقراطية، إن عنوان الديمقراطية هو حق المعرفة والتنمية وحصول الإنسان على قوته ومسكن آمن ومستقبل آمن وحقه في التعليم والصحة، ليس بصندوق الانتخابات واحده تبنى الديمقراطية، الديمقراطية تقوم بالتنمية والتنمية تعني العمل كما علمنا جمال عبدالناصر شرف وحق وكرامة. وقال الأمين العام للمؤتمر الشاعر حازم المرسي أن أهم إنجازات المؤتمر أنه كان حائط الصد الأول ضد التطبيع مع اسرائيل ويجب علينا أن نتمسك بالتأكيد على حق الدولة الفلسطينية في كامل أراضيها وأن نتصدى بالكلمة لأي قرار يتجاهل الحقائق والتاريخ. وأضاف أنه قد يكون من الصعب أن يتقبل البعض فكرة مواجهة الارهاب من خلال هذا المؤتمر أو غيره فكم من مؤتمرات ناقشت هذا الأمر وانصرف الحاضرون لكنني أؤكد أنه من واجب كتائب المثقفين أن يتحملوا طرح الاجتهادات المطلوبة للإجابة عن هذا السؤال كيف نواجه الارهاب؟ خاصة أن الأحداث الارهابية أصبحت تحتم علينا الوقوف عندها ودراسة مواجهتها التي تبدأ عند تثقيف العقول وإنارة الذات. ومن جانبه أكد د.أحمد عوض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة على إصرار الهيئة على أن تكون منبرا للإبداع المصري دون اعتبار لوجود هذا المبدع بعيدا أو قريبا من المركز. وقال أن المؤتمر الذي يحتضن أدباء مصر من شمالها إلى جنوبها يشكل مرآة صادقة لما تسعى إليه الهيئة من تنفيذ استراتيجية وزارة الثقافة ووزيرها الذي يستهدف حق كل مواطن مصري في المعرفة والثقافة والإبداع. والمؤتمر الذي انطلق الجمعة ويستمر حتى الاثنين بالمدينة الشبابية بشرم الشيخ، افتتح بعرض فني لفرقة الطور للفنون الشعبية، وافتتاح معرض كتاب شاركتفيه الهيئة العامة للكتاب ودار المعارف إلى جانب الهيئة العامة لقصور الثقافة، كما شهد افتتاح معرض فنون تشكيلية لفناني محافظة جنوب سيناء ومعرض للحرف اليدوية والبيئية.

مشاركة :