قال نادي الأسير الفلسطيني، إن قوّات الاحتلال الإسرائيلي مارست أساليب مختلفة من التّعذيب بحقّ غالبية من اعتقلتهم خلال حملة الاعتقالات الأخيرة، المزامنة للاحتجاجات الفلسطينية ضدّ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف في القدس عاصمة لإسرائيل. وأوضح نادي الأسير، في بيان صدر عنه اليوم السبت، أنّ محاميه مأمون الحشيم تمكّن من زيارة عدد من أسرى محافظة الخليل في معتقل (عوفر)، بينهم قاصرون (أدنى من عمر 18 عاما)، ووثّق بتصاريح رواياتهم حول اعتداء قوّات الاحتلال عليهم بوحشية. وبيّن المحامي أن من بينهم المعتقل منتصر عبد سلامة الحروب (20 عاما)، الذي اعتقلته قوّات الاحتلال بتاريخ 7 ديسمبر الجاري، واعتدت عليه بالضرب المبرح بأعقاب البنادق والأيدي والأرجل بعد إلقائه أرضا، وقامت بتكبيل يديه بالمرابط البلاستيكية وبتغطية عينيه بالقماش، ونقله إلى السيّارة العسكرية وإلقائه على أرضيّتها، مشيرا إلى أنّه حُرم من تناول الطّعام لأول يومين من اعتقاله، كما أنّه لا يزال يعاني من آلام في ظهره وساقه اليسرى، ولم يخضع لأي علاج طبّي منذ اعتقاله. فيما احتجز جنود الاحتلال الطّفل فاروق سامي سالم عطاونة (15 عاما)، في البرد القارس لمدة عشر ساعات منذ المساء وحتى الفجر، وذلك بعد اعتقاله بتاريخ 10 ديسمبر الجاري، مبيّنا أن محقّقا لدى شرطة “كريات أربع” انتزع منه الاعتراف بعد تهديده بالضّرب، ولم يُسمح له بحضور عائلته أو محاميه للتحقيق أو الاتصال بهم، رغم إقرار القانون بهذه الحقوق، مشيرا إلى أنه لا يزال يعاني من آلام في ساقه اليمنى إثر الضّرب. فيما أشار الفتى عامر محمد عبد العال (17 عاما)، إلى أن ثلاثة جنود تعمّدوا ضربه على منطقة الكلى بعد تصريحه لهم بأنه يعاني من مرض في الكلى، عقب اعتقاله بتاريخ 7 ديسمبر الجاري. وأضاف أن شرطة الاحتلال احتجزته مقيّدا في مقرّ “شرطة كريات أربع” ليومين بعد التّحقيق معه، ولم يتمّ تقديم الطّعام له خلال اليومين، فيما كانوا يجبرونه على الاستعانة بأحد المعتقلين الآخرين عند دخوله للمرحاض بسبب تقييد يديه. وفي السّياق ذاته، تعرّض الطفل أحمد فارس حسين شواهين (14 عاما)، لاعتداء خمسة جنود عليه بالضّرب وهو ملقى على الأرض، وذلك بعد اعتقاله بتاريخ 6 ديسمبر الجاري، شأنه شأن المعتقل راشد ماهر أحمد رمضان (18 عاما)، الذي اعتقل بعد اقتحام منزله بتاريخ 8 ديسمبر الجاري. من ناحية أخرى قال محامي نادي الأسير خالد محاجنة، إن الطفل المعتقل الجريح حامد عمر المصري (14 عاما)، خضع، أمس الجمعة، لعملية جراحية في منطقة الوجه، ووضعه الصّحي خطير. وأوضح المحامي، في بيان صحفي، اليوم السبت، أن الطفل يقبع في قسم العناية المكثّفة، في مستشفى “شنايدر” الإسرائيلية المختصّة بالأطفال، ومن المقرّر خضوعه لثلاث عمليات جراحية أخرى خلال الفترات القادمة. وكانت قوّات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت الرّصاص الحيّ على الطفل المصري، بتاريخ 12 ديسمبر الجاري قبل اعتقاله قرب محافظة سلفيت، ما أدّى إلى تفتت عظام الأنف وإصابة بليغة في عينه اليسرى.
مشاركة :