يحتفل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعيد ميلاده الأربعين في مطلع الأسبوع في محيط قصر ملكي سابق، فيما وصفه معارضون بأنه استعراض فجّ آخر للثراء. فبالقرب من قصر شامبور، حيث عاش الملك فرنسوا الأول، سيقيم ماكرون وزوجته احتفالهما الأسطوري، في خطوة رمزية حساسة أثارت انتقادات لرئيس الدولة الذي يوصف بأنه "رئيس الأغنياء". وقالت صحيفة "لا نوفيل ريبوبليك" المحلية إن ماكرون الذي سيبلغ الأربعين من العمر الخميس المقبل، سيحتفل مساء السبت بهذه المناسبة في إحدى قاعات القصر الذي يُعد من روائع الهندسة المعمارية في منطقة لوار. يُذكر أن إيمانويل ماكرون -وقبل عدة أشهر فقط- قد ارتدى في حفل تنصيبه بدلة متواضعة، وكشف العاملون مع ماكرون عن قيمة بدلته غامقة اللون، وعن أن زوجته بريجيت ترونيو استعارت زياً من قطعتين ظهرت به خلال المراسم من دار أزياء "لوي فيتون". حلاق هولاند تقاضى 10 آلاف يورو وساركوزي لُقب بالرئيس بذخ..ماكرون يرتدي يوم تنصيبه بدلة متواضعة وزوجته تستعير ملابسها — HuffPost Arabi (@HuffPostArabi) وحسب "رويترز"، فإن سعر البدلة بلغ 450 يورو (أقل من 500 دولار)، وذكر محللون حينها أن اختار ماكرون لملابسه يبعث بإشارة عن أنه سيكون مختلفاً عن سابقيه. وقد أطلق على الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي "الرئيس بذخ" بسبب نمط حياته الذي اتسم بالبهرجة. أما الرئيس السابق فرانسوا هولاند الذي انتهت ولايته فتعرض أيضاً لانتقادات لأنه يدفع نحو 10 آلاف يورو شهرياً لحلاقه. واكتفى مكتب الرئيس بالقول إن "الرئيس وزوجته (بريجيت) يمضيان عطلة نهاية الأسبوع بصفة خاصة في منطقة لوار-اي-شير المجاورة لقصر" شامبور على نفقته الخاصة. وذكرت وسائل إعلام عديدة أن ماكرون يقيم في بيت قديم في الغابة يسمى "ميزون دي ريفراكتير" ويقع "في قلب الأراضي الملكية على بعد أمتار عن القصر". وهذا النزل مُصنف بدرجة أربع نجوم ويمكن استئجاره لعطلة نهاية الأسبوع مقابل ما بين 800 و1000 يورو. وقصر شامبور القريب جداً والمدرج على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، يزوره نحو مليون شخص سنوياً. وقد شُيّد قبل نحو 5 قرون بطلب من الملك فرانسوا الأول (1494-1547). وأبدى ماكرون تمسكاً كبيراً بالرموز منذ وصوله إلى الرئاسة التي دشنها بشبه عرض مسرحي أمام هرم اللوفر في باريس، في ما رأى فيه معارضوه طابعاً ملكياً. ويقول ماكرون إنه يريد أن يمنح رئيس الجمهورية وضعاً خاصاً وشبهه بجوبيتر كبير الآلهة في الأسطورة الرومانية وهو مترفع، بعكس رئيس "عادي مثل الآخرين"، كما أوضح في تشرين الأول/اكتوبر 2016 لمجلة تشالينغز قبل انتخابه. وأصبح هذا المبدأ يستخدم بانتظام من قبل معارضي الرئيس عبر وصفه بأنه "رئيس الأغنياء". وعلّق رئيس حركة "فرنسا المتمردة" جان لوك ميلانشون (يسار متشدد) كما نقلت عنه صحيفة لوفيغارو: "لماذا يحتفل بعيد ميلاده في شامبور؟"، مضيفاً: "أنا جمهوري إلى درجة أن كل الرموز الملكية تثير سخطي، أجد هذا الأمر سخيفاً". من جهته قال نيكولا دوبون-اينان (يمين متطرف): "فيما يعاني الفرنسيون من عبء الضرائب وانعدام الأمن والهجرة، يحتفل ماكرون بعيد ميلاده الأربعين في شامبور. الحقبات تمر وتبقى الأوليغارشية (حكم الأقلية) منفصلة عن الشعب".
مشاركة :