كشفت روسيا، أمس، عن إنشاء تشكيلات مسلحة جديدة تسمى «الجيش السوري الجديد» في محافظة الحسكة، بإشراف أميركي. في حين نددت الولايات المتحدة بـ«عرقلة ومماطلة النظام السوري» في محادثات السلام بجنيف، داعية من يدعم الرئيس السوري بشار الأسد إلى ممارسة «الضغوط» على دمشق.روسيا تقول إن مدربين من الوحدات الخاصة الأميركية يشكلون من بقايا المجموعات المسلحة المتفرقة وحدات مسلحة جديدة، تسمى (الجيش السوري الجديد)، في مركز تدريب قرب مخيم للاجئين في الحسكة. وأعلن مركز المصالحة الروسي بين الأطراف المتحاربة في سورية، عن إنشاء تشكيلات مسلحة جديدة تسمى «الجيش السوري الجديد» بالقرب من مخيم اللاجئين بمحافظة الحسكة، بإشراف مدربين من الوحدات الخاصة الأميركية. وقال المركز في بيان بثته وكالة «سبوتنيك» الروسية، «بإشراف مدربين من الوحدات الخاصة الأميركية يتم من بقايا المجموعات المسلحة المتفرقة تشكيل وحدات مسلحة جديدة، تسمى (الجيش السوري الجديد)، في مركز التدريب بالقرب من مخيم اللاجئين بمحافظة الحسكة». وأكد أن قوات التحالف كانت تستخدم مخيمات للاجئين لتدريب مسلحين. وأضاف «وفقاً لمعلومات السكان المحليين العائدين إلى المناطق المحررة من (داعش)، استخدم التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، مخيم اللاجئين بمحافظة الحسكة لأكثر من نصف عام كقاعدة لتدريب المسلحين الذين يتدفقون الى هناك من مناطق مختلفة من سورية». وأشار إلى معلومات تشير إلى «أن العسكريين الأميركيين أعلنوا أن هذه الوحدات ستنقل إلى جنوب سورية لمحاربة الجيش العربي السوري بعد انتهاء فترة تدريبها». وأكد البيان أن نحو «750 إرهابياً بينهم 400 إرهابي من تنظيم داعش تم إخراجهم من الرقة في أكتوبر الماضي بدعم من الولايات المتحدة، موجودون في القاعدة التي تم إنشاؤها». من ناحية أخرى، نددت الولايات المتحدة بـ«عرقلة ومماطلة النظام السوري» في محادثات السلام بجنيف التي اختتمت الجولة الأخيرة الخميس الماضي دون تقدم، واتهم مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا وفد النظام السوري بـ«عدم السعي فعلياً لخوض حوار». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت، في بيان «نؤيد دعوة ستافان دي ميستورا مؤيدي النظام الى الضغط عليه لمشاركة كاملة في مفاوضات ملموسة مع المعارضة في جنيف». كما أشادت بـ«المشاركة البناءة» للمعارضة السورية. وكان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون طلب مباشرة من روسيا «التأكد من أن النظام سيشارك في المحادثات». وأضافت نويرت أن «الولايات المتحدة تدعو جميع الأطراف الى العمل بجد من أجل التوصل الى حل سياسي لهذا النزاع»، محذرة من «مواجهة مزيد من العزلة وعدم استقرار دون نهاية في سورية». من جهتها، دانت دمشق، ما وصفته بـ«ادعاءات دي ميستورا ووزارة الخارجية الفرنسية»، التي تتهم سورية بالمسؤولية عن عدم إحراز تقدم في الجولة الأخيرة بجنيف. وأكد مصدر في وزارة الخارجية السورية في تصريح نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا)، أن «هذه الادعاءات تبين بوضوح استمرار جوقة المعادين لسورية في حملات التضليل والكذب التي اعتادوها منذ بدء العدوان، الذي كان ثمنه الكثير من دماء السوريين». وقال «لقد تعاطت سورية دائماً بكل الإيجابية مع كل الجهود الصادقة للخروج من الأزمة الراهنة وانخرط وفد الجمهورية العربية السورية بشكل جدي في جلسات هذه الجولة، وكان يحدوه الأمل بأن تكون هذه الجولة منطلقاً للوصول إلى نتائج إيجابية، إلا أن بيان الرياض والمواقف المسبقة التي تضمنها كذب كل التوقعات، وتمت صياغته لهدف واحد ووحيد وهو التعطيل وإفشال هذه الجولة، وذلك لأن قوى العدوان على سورية وأدواتها غير معنيين البتة باستقرار الأوضاع فيها». وأكد المصدر نفسه أنه على الجميع أن يدرك أن عملية جنيف هي حوار سوري-سوري، وبقيادة سورية وعلى المبعوث الخاص إدراك ذلك تماماً، وأن يسعى إلى إزالة العراقيل التي تضعها الدول والجهات المشغلة للأطراف الأخرى في جنيف والتحلي بالنزاهة والموضوعية، وذلك من أجل الوصول إلى نتائج تضع حداً للأزمة الراهنة. وحملت الحكومة الفرنسية وفد النظام السوري مسؤولية فشل مباحثات «جنيف 8»، وقالت إن «مسؤولية فشل المفاوضات منذ نهاية نوفمبر تقع بالكامل على عاتق وفد النظام». وقال دي ميستورا إن جولة من محادثات السلام السورية انتهت الخميس كانت فرصة ضائعة، لكن ربما تُجرى جولة جديدة من المفاوضات في يناير المقبل، محملاً وفد النظام مسؤولية فشل جولة «جنيف 8».
مشاركة :