دبي: سامي مسالمة أكدت ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، المدير العام لمكتب «إكسبو 2020 دبي» أن الدعوة مفتوحة للدول الإفريقية للمشاركة بثقافتها وتنوعها الحضاري وإسهامها الاقتصادي في إكسبو 2020 دبي، وعليها اغتنام الفرص التي تتيحها منصة إكسبو، حيث سيكون كل مشارك، سواء كان دولة أو جهة، على موعد مع العالم كله، للتفاعل والتعاون معه وهذا هو جوهر إكسبو المتمثل في تواصل العقول وصنع المستقبل.قالت ريم الهاشمي في تصريحات خاصة «للخليج»، إن إكسبو سينفرد في دورته للعام 2020 في دبي بتخصيص جناح لكل دولة، ومن هنا فكل الدول مدعوة لتقديم كل ما لديها من تنوع ثقافي وحضاري وفني، كل ما لديها من فرص استثمارية، وكل ما لديها من خبرات علمية وفنية، ولا شك أن ذلك سيعود على هذه الدول بمزيد من الانفتاح على العالم بكل ثرائه، مؤكدة أن كل الدول الإفريقية أبدت رغبتها في المشاركة في إكسبو 2020 دبي، سواء بالإعلان عن ذلك أو بإبداء النية.ذكرت ريم الهاشمي: «إن إدارة المشاركين الدوليين على تواصل مستمر مع الدول الإفريقية لضمان مشاركتها الحقيقية في فعاليات إكسبو 2020 المختلفة، ويقوم فريق من إكسبو 2020 بزيارة هذه الأيام إلى جنوب إفريقيا في أولى محطات الرحلات التعريفية في القارة الإفريقية، التي نسعى من خلالها إلى لفت أنظار الحكومات والهيئات المختلفة ومكونات القطاعات غير الحكومية المختلفة إلى ما يخبئه إكسبو من فرص استثمارية وثقافية وفنية وعلمية، ولا بد من الإشارة هنا إلى أن أكثر من 70 في المئة من مساحة العالم العربي تقع في القارة الإفريقية وبها عشر دول عربية أعضاء في جامعة الدول العربية». أهمية اقتصادية وثقافية وأضافت: «وينبغي أيضاً تأكيد الأهمية الاقتصادية والثقافية والحضارية بالإضافة إلى السياسية للقارة الإفريقية، لذلك لا بد من إعطاء موضوع التعاون مع إفريقيا بعداً استراتيجياً وعملياً يتمثل في توسيع مساحة التعاون وخصوصاً في مجال الاقتصاد والتنمية وتحفيز التبادل التجاري والاستثمار واستغلال الموارد المتاحة»، وبينت أن إكسبو 2020 دبي كان قد أصدر في العام الماضي كتاباً بعنوان «رؤية مشتركة، أصوات مشتركة: دولة الإمارات العربية المتحدة ودول إفريقيا جنوب الصحراء»، وتلك خطوة هي في حد ذاتها مبادرة لتوثيق ما يجمعنا بالقارة الإفريقية من تراث وموسيقى وطعام ولغة وتفاعل بشري عبر التاريخ. بصمة واضحة يذكر أن إكسبو 2020 دبي كان قد شارك أيضاً في فعاليات الدورة الرابعة من المنتدى العالمي الإفريقي للأعمال بدبي في نوفمبر الماضي؛ حيث أكدت الهاشمي حينها أن معرض إكسبو 2020 دبي سيسهم بكل تأكيد في نقل علاقات الإمارات مع العالم لآفاق جديدة، خاصة من جانب القارة السمراء، مبينة أن الدول الإفريقية ستكون لها بصمة واضحة في أحداث المعرض المنتظر وخاصة مع إبداء تأييدهم المسبق لحملة الإمارات في استضافة هذا الحدث الضخم، كما أن هذه العلاقات التي تجمع الإمارات بالدول الإفريقية ليست بالجديدة، فقد بدأها القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث كرّس العديد من الجهود للسفر باحثاً عن دول حالمة وساعية لاستشراف المستقبل، وانطلاقاً من هذه الجهود، أكملت القيادة الرشيدة لدولة الإمارات هذه المسيرة عبر تسخير جهود مكملة وداعمة لجذور العلاقات مع دول القارة السمراء، حيث اكتسبت دولة الإمارات دوراً متفرداً في جمع مكونات قارتي آسيا وإفريقيا كونها نقطة وصل جذابة في إطار تعزيز علاقات دول كلتا القارتين. فرص متعددة التعاون وسيقدم استضافة دبي لمعرض إكسبو 2020 فرصاً متعدّدة لزيادة مجالات التبادل التجارية والاستثماري بين الإمارات ودول الخليج والأسواق الإفريقية، وسيفتح فرصاً عدة لزيادة مجالات التبادل التجاري والاستثماري بين الجانبين، وذلك سواء عبر مشروعات الإعداد للمعرض، أو من خلال مشاركة الدول الإفريقية بالمعرض، لعرض فرصها الاستثمارية بمختلف القطاعات، كما سيعد المعرض أيضاً بمثابة منصّة مثالية للدول الأوروبية المختلفة، للتعاون في المشروعات الاستثمارية مع الأسواق الإفريقية، ما سيعزّز من مركز دبي بوابة أعمال إقليمية وعالمية للأسواق الإفريقية، كما سيشكل إكسبو فرصة للعالم كي يتعرف إلى خصائص البلدان الإفريقية المختلفة كل على حدة، ليسهم ذلك بتغيير الفكر السائد في عالمنا اليوم بأن إفريقيا بلد واحد. أكبر قارة وتعتبر إفريقيا هي أكبر قارة في العالم من حيث عدد الدول (58 دولة)، وبما أن كل الدول الإفريقية أكدت مشاركتها في إكسبو 2020 دبي، سواء بالإعلان أو بإبداء النية، وإذا ما تم وضع ذلك بجانب حقيقة أنه سيكون لكل دولة مشاركة في إكسبو جناحها الخاص، فيمكن القول بكل ثقة إن القارة الإفريقية ستكون الأكثر تمثيلاً في الحدث الذي ينطلق في 20 أكتوبر 2020 ويستمر حتى العاشر من إبريل 2021، وحيث إن إكسبو هو أول حدث من نوعه يقام في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، فهو يشكل منصة تستطيع من خلاله الدول الإفريقية إسماع صوتها وسرد حكاياتها وعرض قصص نجاحاتها على الساحة الدولية وسيتيح إكسبو الفرصة لكل الدول كي تنفتح بصورة أكبر على القارة الإفريقية وما فيها من فرص نمو وتوسع وطاقات كامنة غير مستغلة. قواسم مشتركة وتوجد الكثير من القواسم المشتركة بين إفريقيا والإمارات، أبرزها الرؤية المشتركة للتنمية والحفاظ على البيئة ودعم الابتكار والعمل على توفير أفضل سبل العيش وتشترك الثقافة الإماراتية كذلك مع كثير من الثقافات الإفريقية بكلمات مشتركة في المعنى والنطق وتوجد أيضاً أطعمة مشتركة، علاوة على الموسيقى والفنون، وكثير من مفردات الموروث الشعبي، وبهدف توثيق هذه القواسم المشتركة أطلق مكتب وزيرة الدولة للتعاون الدولي، العام الماضي، كتاب «رؤية مشتركة.. أصوات مشتركة» تكريماً للعلاقات المميزة التي تجمع الإمارات بدول إفريقيا جنوب الصحراء. دبي حلقة وصل وستكون إمارة دبي وبما تمتلكه من مقومات كبرى وخبرات عالمية مشهود لها، حلقة الوصل الرئيسية في بناء شبكة من العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية الناجحة والمثمرة بين العالم والقارة السمراء، التي تشهد تغييرات محورية ومنهجية في بنية مجتمعاتها وآليات عمل القطاعات الحكومية والمالية والاقتصادية لديها، كما أن الفرص الآن مواتية لجميع القطاعات لاستغلال الفرص الاستثمارية، التي تحمل معها آفاقاً واسعة من النمو والازدهار.قطاعات حيويةتتيح القطاعات الحيوية في إفريقيا العديد من فرص الاستثمار، وكذلك تشهد الدول في تلك القارة تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، وتسعى الشركات الإماراتية إلى أن تكون جزءاً أساسياً في هذا التحول، وتعمل على ذلك من خلال إسقاط التجربة الإماراتية الناجحة على تلك البلدان، فقد استطاعت الإمارات في سنوات قليلة أن تصل لمراكز ريادية في مجالات عدة على الرغم من شح الموارد وصعوبة المناخ، والذي يشكل بدوره تحدياً مشتركاً بين الإمارات وإفريقيا، كما تتميز الإمارات بترجمة تطلعاتها وتوجهاتها إلى خطط واستراتيجيات تنفيذية وتطبيقات مرنة تسهل تحقيق الأهداف المرصودة. ثاني أكبر مستثمر تحضر إفريقيا في إكسبو 2020 دبي بقوة، من خلال مشاركة كبيرة لدول هذه القارة العريقة، والتي تنبض بالطاقات الشابة الطموحة وتسعى إلى نقل صورتها الحضارية الصحيحة للعالم، وتؤكد حضورها الإبداعي اقتصاديا وفكرياً وثقافياً، ويشار إلى أن تجارة دبي مع الدول الإفريقية خلال السنوات الخمس الماضية تخطى ال700 مليار درهم، ما يعكس متانة العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات بشكل عام ودبي بشكل خاص ودول القارة السمراء، كما أنه يبرز مدى الاهتمام بتعزيز الاستثمارات وبناء علاقات طويلة المدى بين مجتمعات الأعمال والذي يسهم في استشراف المستقبل الواعد للاقتصاد الإفريقي، كما أن إجمالي الاستثمارات الإماراتية التي ضخت في إفريقيا خلال 2016 بلغ 11 مليار دولار حيث تعتبر الإمارات ثاني أكبر مستثمر في العالم في إفريقيا، وهذا يبين أهمية إفريقيا للمنطقة وللإمارات تحديداً.
مشاركة :