الصلب المشقوق يضر الجزء الأسفل للطفل

  • 12/17/2017
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

يصاب عدد ليس بقليل من الأطفال على مستوى العالم بحالة مرضية تسمى الصلب المشقوق أو الظهر المشقوق أو السنسنة المشقوقة، وهي مشكلة تؤدي إلى حدوث شلل في الجزء السفلي من الجسم، وتشير الإحصائيات الحديثة إلى إصابة حوالي طفلين من كل 1000 حالة ولادة يعتبر مرض الصلب المشقوق من العيوب الخلقية التي تحدث في العمود الفقري، فيتسبب في حدوث شق بهذا العمود، مما يؤدي إلى ظهور جزء من الحبل الشوكي والأغشية المخاطية خارجة وبارزة عن الجسم من خلال هذه الفتحة أو الشق، ويمكن علاج هذه المشكلة بعد بداية الولادة من خلال عملية جراحية، ويشير تقرير منظمة الصحة العالمية إلى أن تناول المكسرات والأسماك وخاصة السردين والسالمون، يوفر حمض الفوليك الذي يعد من أكثر الأحماض لتقوية صحة الأم والجنين، وتمنع الإصابة بالمشاكل والأمراض في المستقبل لدى الطفل وخاصة الصلب المشقوق، والكثير من الأسر يسعون إلى ضمان صحة الطفل بالمتابعة الدورية لدى الطبيب المختص، ومعظم الوصايا من الأطباء للأمهات في بداية الحمل، هي تناول الأطعمة والمكملات الغذائية التي توفر حماية ووقاية للطفل من الأمراض وتضمن له تغذية صحية سليمة ونمو جيد، وفي هذا الموضوع سوف نتناول تفاصيل مرض الصلب المشقوق وأسبابه، والأعراض التي تظهر نتيجة الإصابة به، ومدى توفر طرق الوقاية والعلاج المتاحة. تلف الحبل الشوكي يعتبر مرض الصلب المشقوق عيباً خلقياً يتسبب في شلل الجزء السفلي من الجسم، ويتمثل هذا العيب في عدم انغلاق فقرات من العمود الفقري، مما يؤدي وجود فتق أو شق بالعمود الفقري، ويصبح الحبل الشوكي مكشوفاً وغير مغطى بالعظم، وذلك يعرضه للضرر والتلف في مرحلة الحمل أو بعد الولادة، وهذا الضرر في الحبل الشوكي غالباً ما يؤثر بالسلب على الأعصاب الخارجة منها والمتصلة به في هذه المنطقة المكشوفة، ويحدث فقدان للإشارات العصبية عبر هذه الأعصاب، ولا تصل الإشارات القادمة من المخ إلى بعض الأعضاء التي تتصل بها هذه الأعصاب، وبالتالي لا يحدث التغذية العصبية لهذه الأعضاء ما ينتج عنه الإصابة بالشلل في الجزء الأسفل من الجسم، ويعد مرض الصلب المشقوق من الأسباب الرئيسية لحدوث الإعاقة التي تتطلب الكرسي المتحرك لدى الأطفال، بعد التخلص من مرض شلل الأطفال بنسب كبيرة في العالم، ولكن الأطباء يؤكدون أن القدرات العقلية لا تتأثر بهذا المرض، ويكون الإدراك والتعلم والناحية الفكرية والتذكر سليمة مثل الأطفال الطبيعيين، ويمكن أن يتضاعف هذا المرض نتيجة الإهمال وعدم وجود العناية التامة بالطفل المصاب، وكذلك افتقاد الأسرة للوعي المناسب تجاه هذه المشكلة نحو الطفل المريض بهذه المشكلة، من أجل العلاج في مرحلة مبكرة من المرض، ويصاب الطفل بهذا المرض في الأشهر الأولى من الحمل، بسبب انكماش الحبل الشوكي، الأمر الذي يعرضه للتلف، وينتقل الضرر إلى الأعصاب المتصلة به ويحدث الشلل الذي أشرنا إليه. الأنبوب العصبي والسكري تعد الأنبوبة العصبية هي النواة الأولى في بداية تكوين الجهاز العصبي للمرحلة المبكرة من الحمل، وبالتحديد أثناء الـ الأشهر الثلاثة الأولى من فترة الحمل، وتتطور هذه الأنبوبة العصبية مع مرور الوقت لتبني الجهاز العصبي المكون من الدماغ والحبل الشوكي والأعصاب، وتصاب هذه الأنبوبة بالعيوب في بدايات مرحلة الحمل، والسبب عدم انغلاق هذه الأنبوبة العصبية بالشكل الكامل، والذي من المفروض أن يكتمل تماماً في نهاية الأسبوع الرابع من الحمل، وهذا العيب في الأنبوب العصبي يؤدي إلى نقص في عملية نمو وتطور الدماغ والحبل الشوكي، وينتج عنها حدوث مشكلة الصلب المشقوق التي نتحدث عنها، بالإضافة إلى مشكلة المولود الذي يولد من دون دماغ وكذلك ظهور حالة الأكياس الدماغية، وهذا الخلل يحدث بصورة مبكرة مما يتسبب في عدم إغلاق قوس الفقرة ويصعب علاجه، لأنه غالباً ما يتم اكتشافه بعد فوات الوقت قبل أن تعرف المرأة أنها حامل، والأسباب الحقيقية لحدوث هذا العيب الخلقي غير معروفة، ولكن توجد بعض العوامل التي يمكن الاستناد إليها في تحفيز ظهور هذا المرض، ومنها كما أثبتت الدراسات نقص حمض الفوليك، وكذلك يوجد دور للعامل الوراثي رغم عدم وجود تاريخ عائلي، وكذلك العوامل البيئية والتي ترجع إلى سوء التغذية والتعرض لبعض المركبات الضارة التي ربما يكون لها دور في هذه المشكلة، ويرجح الباحثون أيضاً دور العوامل المرضية، مثل احتمالات إصابة الطفل للأم التي تعاني من داء السكري أو مرض التخمة المفرطة، وفي حالات ارتفاع درجة حرارة الأم في الأشهر الأولى من فترة الحمل، وإهمال تنظيم نسب السكر في الدم. ثلاثة أنواع تحدث الإصابة بمرض الصلب المشقوق في المنطقة الصدرية أو القطنية أو العجزية من العمود الفقري، ولكن في الغالب الأعم تكون في المنطقة العجزية، كما يختلف حجم وشكل الإصابة من طفل مصاب إلى آخر، فيمكن أن يكون الخلل في فقرة واحدة فقط من العمود الفقري أو أكثر من فقرة أو عدة فقرات، ويمكن أن تكون الحالة كبيرة أو بسيطة حسب نوع التأثير والإعاقة التي حدثت، وإنجاب طفل مصاب بهذا المرض يرفع من احتمالات إصابة الطفل الثاني بمقدار 7 مرات، ولا يستطيع معرفة مقدار الإصابة في معظم الحالات، ولكنه يرجح وقوع أشد التوقعات ضرراً، لكي تتوقع الأسرة أصعب النتائج ولو أصبحت الحالة أقل سوءاً يصبح تأثيرها أفضل على الأسرة، وتأثيرات هذه المشكلة على الأعصاب تكون مختلفة، فمثلاً هناك حالات بسيطة تتمثل في شلل جزء فقط من الأطراف مع حدوث سلس البول، وأخرى شديدة ينتج عنها شلل كبير وعيوب في الأطراف ومشاكل في الجهاز الهضمي والبولي، ويوجد ثلاثة أنواع من مرض الصلب المشقوق، أولها نوع الصلب المشقوق الخفي الذي لا يظهر إلا من خلال إجراء الأشعة السينية، والنوع الثاني وهو الصلب المشقوق القيلة السحائية، وهو النوع الذي يظهر فيه الحبل الشكوي بارزاً بدرجة بسيطة من الظهر، نتيجة زيادة حجم الغشاء المحيط بالحبل الشوكي، وهذا النوع أقل انتشاراً وشيوعاً ويتطلب إجراء جراحة من أجل التعديل والعلاج، أما النوع الثالث فهو الصلب المشقوق الكيسي وهو أخطر الأنواع السابقة، ويظهر فيه كيس يحتوي على جزء من الحبل الشوكي وأيضاً الأعصاب المحيطة به، وهذا النوع يسبب شللاً كاملاً وفي كثير من الحالات يسبب الوفاة في عدم علاجه بالأسلوب السليم. العلاج الجراحي يتم اكتشاف الإصابة بالصلب المشقوق أثناء الحمل عن طريق إجراء الموجات فوق الصوتية للجنين، وأيضاً تحليل الدم للأم، وتختلف الأعراض التي تظهر من طفل لآخر، وغالباً ما تكون مضاعفات لهذا المرض مثل انحناء العمود الفقري وشلل في الساقين ومشاكل في التحكم بالأمعاء والمثانة واستسقاء في الدماغ، أما العلاج فيكون محاولة لمنع المضاعفات التي يمكن أن تحدث، ولكن إصابة الجهاز العصبي لا يمكن علاجها وعودته للعمل الطبيعي، وكل ما يفعله العلاج منع إصابة الطفل بالفشل الكلوي، وعلاج مشكلة استسقاء الدماغ بالقسطرة، وتعويد الأمعاء واستخدام أسلوب العلاج الطبيعي، واللجوء للعلاج الجراحي هو الطريق الأمثل لعلاج مرض الصلب المشقوق، حيث يحتاج الطفل المصاب لأكثر من عملية للوقاية من المضاعفات، وتبدأ العملية الأولى بعد الولادة بيومين من أجل إغلاق الصلب المشقوق بجزء من العضلات، ويغطى الجرح بجلد من الطفل بعد استخدام أسلوب التخدير الكلي، مع اتخاذ اللازم في جانب القسطرة البولية وإصلاح بعض التشوهات، وعدم تركيب قسطرة في الدماغ للطفل المصاب بحالة استسقاء الرأس لسحب السوائل. جرعات منتظمة توصلت دراسة أمريكية حديثة إلى أن حوالي 54% إلى 72% من حالات عيوب الأنبوبة العصبية والصلب المشقوق يمكن تجنبها والوقاية منها، وذلك من خلال تناول النساء أثناء فترة الخصوبة لجرعات منتظمة يومياً من حمض الفوليك أو أحد فيتامينات «ب» التي تذوب في الماء أو ما يطلق عليه فيتامين «ب9»، بالإضافة إلى الأغذية المليئة بحمض الفوليك ومنها الكبدة والخضراوات الورقية الداكنة الخضار مثل السبانخ والهليون والبروكولي، والبقوليات الجافة والعدس يعد أكثر احتواء على هذا الفيتامين، وفاكهة البرتقال والتفاح وخبز القمح الكامل، كما تحتوي البطاطس على كمية معقولة من الفوليك، وبينت دراسة أخرى أن بعض النساء لا تكتشف الحمل إلا بعد تمكن الإصابة في نهاية الشهر الأول، وتناول حمض الفوليك في هذه الحالة لا يعالج ما حدث، ولذلك ينصح الأطباء بتناول كل السيدات لحمض الفوليك أثناء مرحلة الخصوبة، أو قبل الحمل بشهور حتي يستطيع الجسم التشبع من هذا الفيتامين الهام للجنين، وتناول حمض الفوليك يقلل من هذه الإصابة ويجب على الأم التي لديها طفل مصاب أن تتناول جرعات كبيرة من هذا الفيتامين في قبل الحمل القادم، تقدر الكمية بحوالي 5 مليجرام يوميا قبل الحمل بحوالي 2 شهر، مع تناول الأطعمة المحتوية على هذا الفيتامين بكثرة.

مشاركة :