طرق «أسرية» للتخلص من «السكر» في طعام الأطفال

  • 12/17/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يصعب التعامل مع مشكلة منع الأطفال من تناول الأطعمة التي تحتوي على السكريات؛ وذلك نتيجة الكم الهائل لهذه الأغذية، التي تحتوي على مئات الأنواع من السكريات سواء الطبيعية أو بدائلها الصناعية، ومن المعروف أن الإفراط في تناول الطفل لهذه الكميات يؤثر سلباً في النمو وقدرات الطفل الذهنية، كما أن الإفراط في تناولها يصيبه بالكثير من الأمراض والمشاكل على المدى المتوسط والبعيد.كلما تعرفت الأم إلى بعض الأطعمة التي تحتوي على السكر المختفي تظهر لها أنواع جديدة، ولابد من وضع استراتيجية متكاملة للتعامل مع هذا الوضع القائم، والتقليل قدر الإمكان من هذه الأطعمة والمشروبات، ومحاولة البحث عن البدائل الممكنة والجيدة، وابتكار الطرق والوسائل الجيدة لإقناع الطفل بالتخلي عن تناول تلك الأطعمة، التي تحيط به من كل مكان، ولابد من معرفة المحليات الصناعية التي تستخدم في بعض هذه الأطعمة من أجل اكتمال المعلومات عن السكر بأنواعه والمحليات الصناعية وفيما تستخدم، والإلمام بهذه المعلومات يمكن الأم من التحرك الجيد نحو وضع نظام غذائي صحي إلى حد بعيد، وفي هذا الموضوع سوف نقدم أسماء المحليات الصناعية التي تستخدم في صناعة وإنتاج بعض أنواع المأكولات، التي تضاف إلى العديد من العصائر والمشروبات الغذائية، ثم نقدم طرق التخلص من مشكلة السر في الأطعمة، ومعالجة إدمان الأطفال لبعض هذه الأغذية، والتعامل النفسي معهم؛ من أجل الوصول إلى حلول جيدة في التعامل مع الأغذية السكرية.المحلّيات الصناعيةنعرض أولاً بعض مسميات المحليات الصناعية التي تكتب على ملصق مكونات المشروبات أو المأكولات لتتعرف إليها الأم بسهولة؛ وذلك قبل أن نخوض في طرق التخلص من هذه المشكلة، التي باتت تؤرق الكثير من الأمهات؛ حيث إن هناك عدة أنواع من المحليات الصناعية شائعة الاستخدام في منتجات الغذاء والمشروبات الغذائية والعصائر، ومنها الأسبرتام وهو منخفض السعرات الحرارية، وأكثر حلاوة من السكر العادي بحوالي 200 مرة، ويدخل كبديل للسكر في بعض الأطعمة والحبوب قليلة السكر والعلكة والمشروبات الغازية، وأسبرتام ونيوتراسويت من أكثر المحليات الكيميائية الموجودة في مشروبات الدايت، وأيضاً يوجد زيليتول وهو من المحليات التي تنخفض فيها السعرات الحرارية، ويتم استخدامه في صناعة المستحضرات الطبية والصحية وبعض الصناعات الغذائية، مثل: معجون الأسنان والعلكة، ويتسبب في احتباس الماء، والإصابة بالإسهال، والنفخة والغازات، ومن هذه المحليات السكرين الأكثر حلاوة من السكر العادي بحوالي 350 مرة، كما أنه يحتوي على طعم مر، ويضاف إليه المحلى الصناعي الآخر سيكلامات الصوديوم؛ لتحسين هذا الطعم، ويدخل في إنتاج عدد كبير من الأطعمة والمشروبات والمخبوزات والعلكة، كما يستخدم أيضاً في صناعة بعض مستحضرات التجميل أحمر الشفاه، ومعجون الأسنان وغسول الفم، والسوربيتول وهو من المحليات الصناعية المشتقة من الجلوكوز، وأكثر حلاوة من السكر بأكثر من 65%، واسيسولفام «ك» هو محلي صناعي أكثر حلاوة من السكر بحوالي 250 مرة، ويستخدم في العلكة والمربى ومنتجات الألبان وبعض المشروبات والمخبوزات، والسكرالوز من المحليات الصناعية الأكثر حلاوة من السكر العادي بحوالي 650 مرة، ويضاف للمشروبات الغازية وبعض الأطعمة والعلكة والخبز وحبوب الإفطار، وستيفيول جليكوسايدز محلي صناعي يتم إنتاجه من نبات الستيفيا، وهو أكثر حلاوة من السكر بحوالي 250 مرة.أطعمة الأطفالتستطيع الأم معرفة هذه الأنواع من المحليات الصناعية من خلال قراءة ملصق الأغذية، وبعض الأمهات تظن أن اعتمادها على المشروبات «الدايت» يمكن أن ينقذها من هذه المحليات والسكر؛ لكن كل مشروبات الدايت تحتوي على أنواع من هذه المحليات الصناعية، وتسبب أضراراً وآثاراً جانبية سلبية يمكن أن يفوق بعضها أضرار السكر العادي، ثم إن بعض الدراسات أثبتت أنها يمكن أن تسبب الإصابة بمرض السكري عكس ما كان يعتقد قبل ذلك من أنها تحمي من السكري، وتؤدي إلى زيادة الشهية والإقبال على الطعام والإصابة بالتخمة، إضافة إلى أن هذه المحليات الصناعية هي عبارة عن مركبات كيميائية وتعد من السموم التي لا يستطيع الجسم التعامل معها وتفكيكها، وبالتالي ستؤدي إلى أضرار إضافية، كما أنها ستسبب بعض الاضطرابات العاطفية والمشاكل السلوكية وزيادة العنف لدى الأطفال، إضافة إلى أن معظم هذه المحليات الصناعية أكثر حلاوة من السكر بمئات المرات، ما يؤدي إلى تفضيل الطفل لهذه الحلاوة وإدمانها والتعود عليها، ومن الجدير بالذكر أن هذه المحليات يشيع استخدامها في غالبية أطعمة ومشروبات الأطفال مثل أنواع البسكويت المختلفة والحلويات والكيك الجاهز، وغالباً ما تحتوي عليها المشروبات الغازية والزبادي المحلى، وكل منتجات الدايت أو الأنواع التي يكتب عليها خالية من السكر، إضافة إلى عدد كبير من الأطعمة المعلبة، والبطاطس المقرمشة ذات النكهات المتنوعة، وكثير من المنتجات الأخرى.المكافأة والتجاهليوجد بعض الطرق التي يمكن من خلالها معالجة مشكلة السكر في طعام الأطفال، ومنها التخلي عن عادة استخدام الحلويات والسكر عموماً كنوع من المكافأة؛ حيث دأب الكثير على تكريم ومكافأة الطفل بالمصاصة أو الشوكولاته والحلويات على السلوكيات الطيبة والإيجابية، وهذه العادة ترسخ لدى الطفل الارتباط بين السلوك الحسن والحلوى، وهذا الارتباط يتحول إلى حالة السعادة والفرح عند تناول الحلويات، وهذه العادة التي يسلكها الكثير من أفراد الأسرة والمجتمع تجاه الصغار تجعل منهم أطفالاً مدمنين لهذه السكريات والحلويات، وسرعان ما يصابون بمشكلة التخمة والبدانة، وضعف عام للمناعة والصحة العامة، وينصح الباحثون والأطباء بتغيير هذه الثقافة والتحول إلى ارتباط جديد مفيد للطفل، مثل: تقديم بعض الكتب والهدايا الأكثر فائدة له، ومن طرق التخلص من هذه المشكلة أيضاً عدم التركيز على سلبيات هذه الأطعمة لدى الأطفال وتجاهلها؛ لأن الطفل لا يفهم هذه الطريقة، ولا يرى ضرراً في الحلويات التي تشعره بالسعادة، ولن يستوعب أو يركز في ذكر سلبيات هذه الأطعمة، وكثرة الحديث عن أضرار هذه الأطعمة السكرية سوف يجعل الطفل أكثر إثارة وإقبالاً عليها، ومن المعروف أن الطفل يتملكه بعض سلوكيات العناد في هذا السن الصغير أيضاً، والأفضل أن تركز الأم على إيجابيات الأطعمة الأخرى الصحية، وتثني عليها أمام الصغير وتعرفه فوائدها، وهذا أسهل من تكرار شرح مساوئ الأطعمة السكرية، كما يستحسن عدم الاهتمام بأطباق الحلويات وجعلها تحتل خصوصية وتميزاً مع التقليل منها بالتدريج، وتقديمها بصورة منفرة، إلى جانب محاولة الحديث عن ارتباط غير محبوب لدى الطفل مع هذه الأطباق بشكل يدخل عقله ويستوعبه.طرق فاعلةتقليل استهلاك الأسرة للسكر لأقل درجة يعد من الطرق الفاعلة في علاج مشكلة السكر لدى الطفل؛ وذلك من أجل حماية الصغير، وتعديل الحالة السلوكية والمزاجية له، ومن هذه الطرق الجيدة لذلك عدم استخدام حبوب الإفطار السكرية، واختيار الأنواع الطبيعية غير المحلاة، إلى جانب التعود على تقديم الوجبات الأساسية والخفيفة دون أي سكريات، وإن كان هناك ضرورة يمكن الاعتماد على البدائل الطبيعية للسكر، ومنع الطفل بالتدريج من شراء منتجات الأغذية الجاهزة التي تحتوي على كل أنواع السكريات، وصنع ما يريد في المنزل بالطرق الآمنة وبدائل السكر الطبيعية، ولا ينصح بشراء المشروبات الغذائية والعصائر الجاهزة للصغير، كما يجب الامتناع عن تناول هذه المشروبات أمام الصغير حتى يكون الأهل قدوة له، وينبغي تعويد الطفل على شرب الماء فقط أثناء الوجبات، والتخلص من عادة تناول المشروبات الغازية والعصائر مع هذه الوجبات، وصنع العصير الطازج من الفواكه الطبيعية في المنزل، ويحتاج حل هذه المشكلة إلى الصبر من الأم؛ لأن الصغير تعود وأدمن هذه الحلوى والسكريات في غذائه اليومي، وسوف يستغرق حل هذه المشكلة وقتاً حتى يترك الطفل هذه الأطعمة؛ لذلك لا يمنع الطفل مرة واحدة؛ بل يجب استعمال كمية أقل من السكر والحلوى في كل مرة يقدم فيها الطعام، فالتدرج هو علاج جيد وسوف يأتي بنتيجة مثمرة، ومن المعروف أن المذاق يعد حالة مكتسبة، ويمكن تغييرها مع الوقت وتحويل مذاق الطفل ومزاجه إلى نوع آخر من الطعام أو المشروبات، ومن الضروري استخدام هذه الاستراتيجية في كل الأوقات حتى في أعياد الميلاد والمناسبات، فيجب تقليل كميات الحلوى والسكريات قدر الإمكان، وعدم هدم المجهود والنتائج التي توصلت إليها الأم خلال أيام وشهور في مناسبة أو في عيد ميلاد، ويجب أن تتبع الأسرة نفس النهج وتتجاهل الحلويات والسكريات حتى يكون سلوكاً جماعياً منضبطاً، والبحث عن النظام الغذائي الصحي من أجل مستقبل الصغار، ويمكن التواصل مع مدارس الصغار والتنبيه بمنع دخول المشروبات الغازية إلى هذه المدارس.بدائل صحيةتشير دراسة حديثة إلى أنه يمكن استخدام بدائل السكر للتخلص من مشكلة إفراط الأطفال في تناول السكريات، ومن هذه البدائل استعمال البلح وعسل النحل والزبيب وصوص التفاح وعصير الفواكه الطبيعية، ويمكن تقديم المياه المعدنية الغازية في حالة إلحاح الصغير على المشروبات الغازية، وبعض الأمهات تضيف إلى هذه المياه بعض عصير الليمون لتعطي مذاق المشروبات الغازية، ويجب ألا تعتمد الأم على أطباق التحلية وتستبدلها بالفواكه الطازجة والمجففة، وأن تصنع الأم العصائر الطازجة في المنزل بدلاً من الجاهزة المضاف إليها السركيات الضارة، ودراسة أخرى نصحت باستعمال الشوكولاتة الطبيعية داكنة اللون في عمل مشروبات الشوكولاتة، والتقليل من تناولها قدر الإمكان، ويمكن تعويضها بالكاكاو الطبيعي غير المعالج صناعياً، ويجب أن تبتعد الأم عن أنواع الشوكولاتة المضاف إليها ألوان صناعية وسكريات، وتفضل أنواع الشوكولاتة بالمكسرات، وذلك للتخلص من إدمان الكثير من الأطفال على الشوكولاتة.

مشاركة :