قيام الشخص بعدة مهام في وقت واحد يسبب عدم إتقان هذه التكليفات وأيضا يؤدي إلى نسيان بعض الأشياء الضرورية نتيجة عدم التركيز، وبعض الدراسات السابقة رجحت قدرة النساء على أداء أكثر من عمل في وقت واحد، على عكس الرجال الذين يفتقدون هذه الصفة، ولكن هذه الدراسة لم تقدم براهين على هذا الترجيح، إلا أن دراسة روسية حديثة توصلت إلى أن الرجال يواجهون صعوبات في القيام بأكثر من عمل في وقت واحد، وترى بعض الاتجاهات أن الدماغ لا يستطيع القيام بالمهام المتعددة في نفس الوقت، ولكنها تتوقف عن مهمة لتبدأ في الثانية، ويتم ذلك في لحظات سريعة جدا وهو ما يطلق عليه تبديل المهام في الدماغ، ووجدت دراسة سابقة أن السيدات يتفوقن على الرجال في اختبارات المهام المتعددة، وتبين أن الرجال يتسمون بالبطء أثناء الانتقال من عمل لآخر.قام الباحثون في هذه الدراسة الجديدة بعمل اختبار لعدد 150 رجلا وسيدة تتراوح أعمارهم ما بين 19 إلى 66 عاما، منهم 74 من الرجال، وطلب من الجميع عمل بعض المهام المتعددة، مع خضوعهم للتصوير بتقنية الرنين المغناطيسي وبعض أنواع القياسات الأخرى لرصد درجة نشاط الدماغ، لمعرفة حجم الطاقة المستهلكة داخل دماغ الرجل والمرأة عند القيام بهذه المهام، كما قام الباحثون بقياس حجم المادة البيضاء والرمادية بكل الدماغ وبعض المناطق المحددة، مع عمل بعض الاختبارات العصبية النفسية الأخرى، لمعرفة درجة التركيز لدى المتطوع أثناء الانتقال من مهمة لأخرى وقياس الذاكرة السمعية والبصرية، وذلك بصرف النظر عن العمر والنوع، وفي العموم إن تغيير المهام ينشط في العادة مناطق داخل الدماغ.وجدت الدراسة أن الرجال الشباب في عمر من 19 إلى 31 عاما لديهم نشاط ثنائي أكبر في مناطق الفص الجبهي ونشاط كبير بالفص الجداري الأيمن وبمنطقة العزل، وذلك عند المقارنة بالسيدات في نفس التجربة، وكذلك ظهر لديهم نشاط ثنائي بمناطق متعلقة بالحركة لم تنشط عند السيدات، ويدل ذلك أن السن له تأثير على النتائج، وكشفت التجربة أن الرجال واجهوا صعوبات في التنقل من مهمة لأخرى، حيث تبين أن دماغ الرجل في حاجة إلى طاقة أكبر عند القيام بهذه المهمة، مع ملاحظة عدم نشاط بعض المناطق بالدماغ عند السيدات مثلما حدث لدى الرجال، وهذا دليل على أن السيدات لا يتعرضن لصعوبة في التركيز أثناء التغيير من مهمة لأخرى، مما يرجح فرضية أن النساء يستطعن القيام بمهام متعددة أكثر من الرجال.