تربع ريال مدريد الإسباني على عرش أندية العالم، بعد فوزه على غريميو البرازيلي 1 - صفر، في نهائي بطولة كأس العالم للأندية الذي أقيم مساء أمس على ملعب استاد مدينة زايد الرياضية بأبوظبي، ليحافظ النادي الملكي على لقبه للعام الثاني على التوالي، والثالث في تاريخ المنافسة، ليتساوى مع غريمه برشلونة في عدد مرات التتويج باللقب. وفي مباراة أخرى حصد فريق غريميو على المركز الثالث والميدالية البرونزية، فيما حصل الجزيرة ممثل الإمارات على المركز الرابع. وجاء فوز ريال مدريد بعد مباراة من طرف واحد، سيطر فيها الفائز على مجريات اللعب منذ البداية حتى النهاية، ونجح في حسم خصمه بهدف تخصصي من النجم الذهبي كريستيانو (ق 53)، وأهدر جملة من الأهداف، مع استسلام تام للخصم الذي اعتمد على أسلوب دفاعي بحت. بداية حذرة كان الحذر واضحاً منذ البداية عند الفريقين، لكن الريال لم يبقَ على الوضع كثيراً، إذ تقدم بشهية مفتوحة بحثاً عن هدف، في الوقت الذي فرض فيه دفاع غريميو رقابة لصيقة على العناصر الهجومية للملكي، خاصة كريستيانو الذي اضطر إلى العودة للوسط حتى يهرب من الرقابة المفروضة عليه. ونجح غريميو بالأسلوب الحذر الذي اتبعه في حرمان خصمه من تهديد مرماه نتيجة تكتله دفاعياً الذي جعل حامل اللقب يعتمد على اللعب في وسط الملعب لإبعاد الخصم عن منطقته، وقاد ريال مدريد هجمة توغل بها داخل الصندوق، انتهت بتسديدة من بنزيمة حوّلها الدفاع ضربةً ركنية، لم تشكّل خطراً يُذكر على مرمى الفريق البرازيلي. سيطرة تامة وتواصل اللعب بسيطرة تامة لريال مدريد، وتبادل جيد للكرات، استطاع به أن يصل إلى ملعب الخصم، ويضغط عليه بحثاً عن الهدف بواسطة إيسكو الذي تحرك بطريقة إيجابية في وسط الملعب والجبهة الهجومية، ولكن دون جدوى، وحاول كريستيانو الوصول إلى الشباك بتسديدة من خارج الصندوق مرت بعيداً عن المرمى، أما غريميو فقد قبل بالأداء الدفاعي مع الاعتماد على الهجمات المرتدة. وبعد مرور 20 دقيقة، نجح ريال مدريد في اختراق صندوق خصمه بواسطة مودريتش الذي رواغ المدافع بمهارة عالية، ولعب كرة عكسية أمام المرمى أبعدها المدافع بضربة رأسية. وجدها كارفخال الذي سدد بقوة لتصطدم تهديفته بالمدافع وتتحول إلى ركنية، واستمرت المحاولات بتسديدة جديدة من إيسكو، اتجهت بعيداً عن المرمى، وأخرى قوية من مودريتش مرت بجوار القائم الأيسر وكادت أن تتحول هدفاً. وللمرة الأولى، هدد غريميو مرمى ريال مدريد بتهديفه قوية من ضربة ثابتة نفذها جيروميل، مرت أعلى العارض بقليل، وعادت بعدها السيطرة من جديد للنادي الملكي الذي ظل يكثف طلعاته بحثاً عن هدف التقدم، في ظل تراجع تام للبرازيلي. اختراق منطقة غريميو مع تواصل دقائق اللعب والرغبة في هز الشباك، نجح ريال مدريد في اختراق المنطقة الخطرة بمهارة لاعبيه، وكاد كريتسيانو أن يضع فريقه في المقدمة من كرة وصلت إليه داخل الصندوق، تسلمها بشكل جيد، ولكنه تباطأ في وضعها داخل الشباك، بعد أن حاول مراوغة الدفاع الذي أبعد الكرة بصعوبة. وكرر ريال مدريد محاولاته عن طريق أبرز لاعبيه في هذا الشوط مودريتش الذي تمكن من مرواغة الدفاع،. ولعب كرة عكسية في وجود زحمة من لاعبي الفريقين أبعدها خط الدفاع، وفي الدقائق الأخيرة من الحصة الأولى تواصل اللعب بهدوء مع محاولات من جانب اللقب، حتى أعلن قاضي الجولة عن نهاية الشوط بالتعادل السلبي. الشوط الثاني عاد الفريقان في الشوط الثاني بالطريقة ذاتها التي انتهت عليها الحصة الأولى، تراجع دفاعي لغريميو وتقدم هجومي لريال مدريد الذي بدأ بحثه عن الهدف بتسديدة من كريستيانو شكلت خطورة على مرمى البرازيلي، وحصل بعدها اللاعب ذاته على مخالفة بالقرب من المنطقة الخطرة، نفذها بتخصصية، وأحرز منها الهدف الأول عند الدقيقة 53، بعد أن كسرت تسديدته الذكية الحائط البشري. واستقرت في الشباك يمين حارس المرمى، ليمنح الفرحة لأنصار الريال في المدرجات. وبرغم الهدف، فإن الملكي واصل بحثه عن الهدف الثاني مع تراجع غريميو الذي لم يجد فرصة للتقدم أو تعديل النتيجة، واختار الأسلوب الدفاعي لإيقاف خطورة الهجوم الإسباني، وفي الدقيقة 57 نقض الحكم هدفاً لكريستيانو بحجة التسلل، وبعدها سدد مودريتش كرة من خارج الصندوق، صدها حارس المرمى بصعوبة، وكادت أن تصل إلى الشباك، لكنها اصطدمت بالقائم وعادت إلى داخل الملعب. وتواصل اللقاء بأسلوب واحد، سيطر فيه ريال مدريد على مجريات اللعب، واستحوذ بصورة كاملة على الكرة، دون أن يقود غريميو هجمة خطرة على مرمى الخصم، أو يحاول إدراك التعادل في ظل السيطرة البرازيلية، باستثناء فرصة انتهت بحالة تسلل. دخول غاريث بيل والمباراة تمضي نحو دقائقها الأخيرة، انتعش هجوم ريال مدريد أكثر بدخول غاريث بيل الذي تحرك بإيجابية، وأسهم في المزيد من الضغط على مرمى غريميو، وكاد كريستيانو أن يحرز الهدف الثاني من تسديدة تصدى لها الحارس مارسيلو الذي أنقذ مرماه بعدها من تسديدة غاريث بيل التي حولها إلى ضربة ركنية، بعد أن كانت في طريقها إلى الشباك. واستمر اللعب بسيطرة تامة لريال مدريد، برغم محاولة غريميو في الزمن المهدر التحرر وتعديل النتيجة، لكن محاولاته لم يكتب لها النجاح، حتى أطلق الحكم صافرة النهاية التي أعلنت عن تتويج ريال مدريد بلقب بطولة العالم للأندية، وبداية أفراح أنصاره في العالم. زيدان:نحتفل.. نرتاح ثم نفكر في الكلاسيكو أعرب الفرنسي زين الدين زيدان، مدرب ريال مدريد الإسباني، عن سعادته بالإنجاز الذي حققه فريقه بالفوز بكأس العالم للأندية للمرة الثالثة في تاريخ بطل أوروبا والثانية على التوالي، مؤكداً أن ريال مدريد استحق الفوز باللقب، إذ تعامل اللاعبون مع المباراة بشكل جيد، وقدّم الفريق أداءً قوياً. وقال عقب اللقاء: «سهّلنا المهمة على أنفسنا، وسعيد بأداء اللاعبين القوي الذي قادنا إلى التتويج باللقب مرة أخرى، حصلنا على اللقب الخامس لنا في عام 2017، وهو أمر في غاية الأهمية بالنسبة إلينا، ونريد الاحتفال بهذه اللحظة التاريخية». وأضاف: «أعتقد أن الرصيد الذي حققناه من البطولات جيد جداً، والآن نجحنا في الحفاظ على لقب مونديال الأندية، من الجيد أن نواصل تقديم كرة قدم قوية، ربما عانينا في بعض الأوقات عدداً من السلبيات، ولكن هذا أمر عادي وطبيعي يحدث في كرة القدم طوال الموسم، فهناك مباريات أصعب من أخرى». وأشار إلى أنه سعيد بكل الألقاب التي حققها مع ريال مدريد، فهي كلها مهمة ومذهلة، ولكن إذا خيّرت بين اللقب الأفضل بالنسبة إليّ سأختار لقب الدوري الإسباني لأنه الأصعب. وعما قاله رونالدو عن إمكانية اعتزاله اللعب في صفوف ريال مدريد، أعرب زيدان عن أمنياته بأن ينهي لاعب كبير مثل رونالدو مسيرته في ريال مدريد. وقال: «بالتأكيد، أود استمرار رونالدو حتى النهاية في صفوف ريال مدريد، ومهما كان قراره فهو لاعب مهم بالنسبة إلينا، ونريد أن يبقى في ريال مدريد حتى يعتزل الكرة، فهو يشعر بأن النادي بيته، ويمر بأوقات جيدة جداً، وأتمنى أن يظل بالقوة نفسها في اللعب إلى أن يعتزل كرة القدم». وأشار زيدان إلى أنه سيحتفل بلقب مونديال الأندية مع فريقه واللاعبين، وسيحصل الفريق على راحة، ثم يفكر بعدها في الكلاسيكو أمام برشلونة. رونالدو : الأرقام تتحدث عني أعرب نجم ريال مدريد البرتغالي كريستيانو رونالدو عن سعادته بتتويج ريال مدريد بكأس العالم للأندية للمرة الثالثة في تاريخ النادي، كما أعرب عن سعادته بلقب الهداف التاريخي لمونديال الأندية بعد تسجيله 7 أهداف خلال مشاركاته في البطولة، بعدما عزز رصيده بالهدف الذي سجله في النهائي أمس في مرمى غريميو البرازيلي. وقال رونالدو الذي اختير أفضل لاعب في النهائي: «سعيد بهذا الإنجاز الجديد مع ريال مدريد، فقد أردنا أن نحقق الفوز بخمسة ألقاب في عام 2017، وهو رقم قياسي للفريق، وبالطبع هذا أمر رائع». وأضاف، عن لقب الهداف التاريخي لمونديال الأندية: «قلت إن عملي أنني أحاول دائماً تقديم أفضل ما لديّ حتى يستمتع الجمهور، وكذلك أريد أن استمتع وأواصل اللعب بنفس الحماس والحافز لكرة القدم التي أعشقها». وعما إذا كان يعتبر نفسه أفضل لاعب في تاريخ ريال مدريد وتفوق على دي ستيفانو، أوضح: «لست مطالباً بمواصلة الحديث عن نفسي في الواقع، وكما قلت عندما حصلت على الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم الشهر الماضي، إن الأرقام تتحدث بنفسها عن إنجازات أي شخص، وسأظل أواصل بالحافز نفسه، خاصة أنني أشعر بأني في حالة جيدة وبقوة، وسأواصل مشواري الكروي وأجتهد من أجل الفوز بالألقاب». وأكد رونالدو أنه يرغب في اعتزال كرة القدم في ريال مدريد إذا كان الأمر ممكناً، وقال: «بالطبع قد أنهي مسيرتي في ريال مدريد إذا كان ذلك ممكناً، ولكن الأمور لا تتوقف علي فقط، ولست الوحيد الذي يأخذ القرار في النادي، والأمر يعتمد كذلك على النادي. أعتقد أنني أبلي بلاء حسناً، وسنرى ما قد يحدث». غاوشو: فخور بفريقي رغم الخسارة أظهر ريناتو غاوشو المدير الفني لفريق غريميو البرازيلي بطل كأس كوبا ليبرتادوريس تماسكاً واضحاً عقب انتهاء مباراته أمام ريال مدريد وخسارة فريقه بهدف مقابل لاشيء، محققاً الميدالية الفضية والمركز الثاني خلف الفريق الملكي المتوج باللقب. وأكد غاوشو أنه غير حزين على الخسارة رغم أنه كان يأمل التتويج بلقب بطولة العالم للأندية، لكنه أيضاً فخور بفريقه رغم الخسارة أمام الريال لأنه خسر أمام فريق مميز جداً وقال: حققنا إنجازاً بالوصول إلى النهائي، وافتخر باللاعبين الذين قدموا مباراة جيدة أمام خصم اعتبره منتخباً وليس فريقاً عادياً لأنه يضم أفضل نجوم العالم. وأكد ريناتو أن لاعبيه نجحوا في التماسك وشكلوا خطورة على مرمى ريال مدريد، وأضاف: بادلنا الخصم الهجمات بحذر ولم ننجح في إحراز هدف، حتى خصمنا أحرز هدفه من ضربة ثابتة وهذا دليل على أننا قدمنا مباراة جيدة ودافعنا عن المرمى بقوة. وقال مدرب غيريمو إن فريقه استفاد من المشاركة في البطولة وسيعمل على تقديم الأفضل في بقية المنافسات، ذاكراً أن الخسارة أمام ريال مدريد يجب أن لا تحبطهم وأن يجتهدوا حتى يصلوا إلى قمة التميز في الأداء والنتائج. بيريز يستقبل 450 مشجعاً للنادي الملكي في بادرة طيبة، نظم فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد احتفالية استثنائية وخاصة ظهر أمس بفندق الـ «فور سيزونز» مقر إقامة بعثة النادي خلال أيام البطولة، لأعضاء رابطة مشجعي النادي بدولة الإمارات، بحضور راؤول غونزاليس وروبرتو كارلوس، و450 مشجعاً للنادي الملكي. وأبان فلورنتينو بيريز أن الاحتفالية تعتبر تكريماً لقواعد النادي خارج أسبانيا وتحديداً في دولة الإمارات التي وجدت فيها بعثة ناديه، حسب قوله «ترحيباً كبيراً»، مبدياً إعجابه بالاهتمام الذي وجده النادي الملكي سواء من محبيه أو من عشاق المستديرة، وأن هذه الحفاوة كانت سبباً في حرصه على اللقاء الحاشد ومقابلة محبي النادي. وأشار بيريز إلى أن عالمية نادي ريال مدريد تجعل منه صاحب شعبية كبيرة تتابعه باستمرار وتشجعه من على البعد وأن هذه الشعبية تظهر في رحلاته الخارجية وأضاف: رأينا أن نلتقى بكم لأنكم جزء من هذا النادي، نحن سعداء بوجودكم معنا وبانتمائكم القوي للنادي، لديكم تنظيم رائع وهذا يجعلنا نشعر بالفخر. وأكد رئيس نادي ريال مدريد أن ناديه ماض في طريق حصد البطولات لأنه يلعب من أجل ملايين محبيه في العالم وأضاف: نأمل أن نسعدكم دائماً بالانتصارات والأداء الجيد. دعم الريال وشكر أعضاء رابطة مشجعي ريال مدريد، رئيس النادي الملكي على فرصة اللقاء، وتحدث البعض مؤكدين دعمهم المستمر للريال في كل المنافسات، والذهاب معه إلى أي مكان يلعب فيه في العالم. وكشف بعض محبي النادي أنهم حضروا إلى ملعبه «سانتياغو برنابيو» في أسبانيا من قبل وعلى أتم استعداد للحضور في مباراة الكلاسيكو ضد برشلونة يوم 23 الجاري، وأكدت رابطة محبي ريال مدريد في الدولة، ضرورة فوز فريقهم على برشلونة ومواصلة انتصاراته في الدوري الإسباني. مودريتش أفضل لاعب في البطولة توّج الكرواتي لوكا مودريتش، لاعب ريال مدريد الإسباني، بجائزة أفضل لاعب في النسخة الرابعة عشرة من كأس العالم للأندية، بعد أن قدّم أداءً متميزاً مع فريقه خلال البطولة، بينما توّج رونالدو بجائزة أفضل لاعب في المباراة النهائية، وهي المرة الثانية التي يتوّج فيها اللاعب بهذه الجائزة، بعدما كان قد حصل على جائزة أفضل لاعب في مباراة ريال مدريد والجزيرة في الدور نصف النهائي. وحصل على المركز الثاني ضمن أفضل لاعبي البطولة نجم «الميرنغي» البرتغالي كريستيانو رونالدو، في حين حصل على ثالث أفضل لاعب جوناثان أوريتافيسكايا، لاعب باتشوكا المكسيكي. زيدان يقترب من رقم غوارديولا اقترب زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد من رقم الإسباني غوارديولا مدرب مانشستر سيتي الحالي وبرشلونة وبايرن ميونخ السابق كأكثر المدربين حصولاً على لقب كأس العالم للأندية. وباللقب الذي أحرزه زيدان مع ريال مدريد، أمس، يعد اللقب الثاني لمونديال الأندية الذي يحققه زيزو، ليقترب من رقم غوارديولا الذي حقق كأس العالم للأندية 3 مرات من قبل منها مرتين مع برشلونة الإسباني عامي 2009 و2011 ومرة مع بايرن ميونخ الألماني عام 2013. صراع «الملكي» و«البارسا» حاضر انتقلت عدوى صراع أنصار برشلونة والريال إلى المدرجات، فأنصار «البارسا» دعموا غريميو البرازيلي، أمام «الملكي» منافسهم الأزلي، في المقابل، حرصت جماهير غريميو البرازيلي، على الحضور مبكراً، وقبل انطلاقة المباراة بثلاث ساعات، واحتشدوا بأعداد كبيرة أمام المدخلي الرئيس لدخول الجماهير، والغالبية قد حضرت المباراة الأولى بين الجزيرة وباتشوكا. وقد حرص البعض منهم على تشجيع الجزيرة الإماراتي، والتصوير بجانب علم الإمارات، بينما شدد آخرون على أن فريقهم هو بطل أندية العالم، وقالت ليتسيا إحدى المشجعات لغريميو، ريال مدريد بطل أوروبا، ونحن أبطال أميركا الجنوبية، أتوقع أن نقدم مباراة قوية أمام ريال مدريد، ذي الشعبية الكبيرة حول العالم، وأتمنى فوز فريقي، لقد جئنا هنا من أجل دعم فريقنا وممثل أميركا الجنوبية.
مشاركة :