حوار - بلال قناوي: بلال محمد، اسم تعرفه الكرة والجماهير القطرية جيدا، فهو من أبرز المدافعين الأكفاء الذين مروا على الكرة القطرية، وهو من أفضل اللاعبين أيضا وأكثرهم إنجازات خاصة على مستوى العنابي، حيث يعتبر الوحيد مع وسام رزق نجم الجيش السابق الذي حقق لقب كأس الخليج مرتين عامي 2004 و2014. وبلال محمد قائد العنابي السابق هو آخر من حمل لقب البطولة الغالية في النسخة الأخيرة في خليجي 22 بالرياض، والذي يمثل له فرحة وسعادة، ويمثل له ذكريات جميلة وعزيزة سوف يحدثنا عنها في حواره الشيق والذي يستعيد فيه ما حدث في هذه البطولة الغالية والتي أقيمت منذ 4 سنوات. الذكريات جميلة وحافلة بدءا من اللقاء الافتتاحي مع المنتخب السعودي، وانتهاء بالمباراة النهائية أيضا مع المنتخب السعودي، وكيف حقق العنابي النصر على صاحب الملعب في النهائي بعد أن تعادلا في اللقاء الأول، وكيف تحول العنابي من التعادلات في الدور الأول إلى الانتصارات. حوار بلال محمد لم يقتصر على ذكريات خليجي 22، لكنه امتد أيضا إلى الحاضر وإلى مشاركة منتخبنا في خليجي 23 للدفاع عن لقبه وما هي الصعوبات المتوقعة له وكيف يعود للدوحة إن شاء الله باللقب مرة أخرى.   ذكريات لا تنسىحدثنا عن ذكرياتك في خليجي 22 بالرياض ورفعك للكأس؟ - لا شك أنها ذكريات جميلة وعزيزة للغاية، وذكريات لا تنسى بالنسبة لي على المستوى الشخصي وبالنسبة لكل لاعب وأيضا كل قطري يعشق بلاده.وما سبب جمال هذه الذكريات؟ - الفوز باللقب بالخليجي أمر يسعد كل لاعب في الخليج فالبطولة غالية وعزيزة والكل يحلم بها وهي هدف وطموح لكل من يشارك فيها، لكن سر سعادتي وسعادة كل اللاعبين وقتها وكل القطريين أيضا أنها المرة الأولى التي كنا نحقق فيها اللقب خارج ملعبنا والكل يعلم جيدا مكانة البطولة لدى الجماهير القطرية والخليجية.لكنك من اللاعبين القطريين القليلين الذين حققوا اللقب مرتين؟ - هذا صحيح، فقد حققته للمرة الأولى في خليجي 17 بالدوحة 2004، وزميلي وسام رزق هو من حقق معي اللقب مرتين أيضا حيث تشاركنا في الفوز باللقب بخليجي 17 ثم خليجي 22. لقب من خارج الترشيحاتالعنابي حقق اللقب في خليجي 22 رغم أنه لم يكن من المرشحين؟ - ربما لم نكن مرشحين على الورق وبين ترشيحات الخبراء والمحللين، لكننا في واقع الأمر وبيننا وبين أنفسنا وبفضل توفيق الله، ثم طريقة وأسلوب التعامل من جانب الجهاز الإداري برئاسة فريد محبوب، والمدرب جمال بلماضي نجحنا في العودة باللقب.وكيف حققتم اللقب وأنتم غير مرشحين؟ - كنا كلاعبين لدينا قناعة بأننا ذاهبون إلى الرياض لتحقيق هدف محدد وهو الفوز باللقب، ولم يتحقق الأمر من فراغ بل نتيجة عمل وجهد ونتيجة مباريات ودية قوية للغاية ومع منتخبات عالمية ساهمت في تطوير مستوانا مثل تركيا وأستراليا والمغرب وغيرها من المنتخبات القوية، إلى جانب حصولنا على لقب غرب آسيا بالدوحة والتي كانت دافعا قويا قبل المشاركة قبل السفر إلى السعودية. إعداد قويوماذا تركت لكم هذه المباريات؟ - تركت لنا ثقة كبيرة قبل انطلاق خليجي 22 وساعدتنا على ارتفاع المستوى الفني والبدني.هل هناك أسباب أخرى ساهمت في اللقب الخليجي؟ - بالقطع فهناك أسباب كثيرة، لكن أهمها من وجهة نظري أننا تعاملنا في التصريحات الإعلامية وبتوجيهات من الجهازين الفني والإداري بتواضع وبكلمات متوازنة.كيف؟ - الأداء الجيد الذي قدمه العنابي وكذلك المنتخب السعودي جعل الجميع بعد المباراة يتوقع لنا وللأخضر الوصول إلى المباراة النهائية وهو ما وضح من تصريحات لاعبي الأخضر عقب المباراة حيث كانت لديهم قناعة أن العنابي منتخب قوي وجيد، وبعضهم بعد اللقاء مباشرة قال لنا كلاعبي العنابي إن شاء الله نلتقي في النهائي وهو ما حدث بالفعل. التاريخ يسجل النتائجلكننا تعادلنا مع اليمن والبحرين سلبيا وصعدنا إلى نصف النهائي بفارق الأهداف؟ - أنا أعرف أن التاريخ يذكر النتائج ولا يذكر المستوى والأداء، ومع ذلك لو عدنا لشريط المباراتين سنجد أن العنابي كان هو المسيطر وهو المتفوق وهو صاحب أكبر عدد من الفرص في المباراتين، إلى جانب كل ذلك فالكل يعرف مدى صعوبة مباريات الدور الأول في أي بطولة ومدى الحذر الذي يسيطر على الفرق.من شاهد العنابي في المربع الذهبي وفي النهائي يجد أنه تغير كثيرا من ناحية النتائج؟ - مباريات المربع والنهائي لها أيضا طابع خاص، فمباراة نصف النهائي تعني أمرا واحدا هو إما الصعود للنهائي وضمان الصعود لمنصة التتويج، وإما العودة إلى بلادك، وانطلاقا من هذا الأمر كان الأداء أفضل كثيرا أمام المنتخب العماني القوي في نصف النهائي واستطعنا الفوز وبجدارة 3-1 والتأهل باستحقاق إلى المباراة النهائية.والمباراة النهائية مع السعودية؟ - على المستوى الشخصي كانت بالنسبة لي ووسام رزق فرصة العمر ليس لتحقيق اللقب كوننا آخر اللاعبين وآخر الأجيال التي حققت اللقب الأول بالدوحة في خليجي 17، إلى جانب أنه كون الفوز بهذا اللقب سيكون الأول خارج ملعبنا.لكنك لم تشارك ووسام في المباراة النهائية؟ - هذا صحيح والسبب الإصابة حيث شاركت في كل مباريات الدور الأول وتعرضت للإصابة في المباراة الأخيرة أمام البحرين ومع ذلك كان الحافز كبيرا لي ولوسام وكل اللاعبين وكان حلمنا العودة باللقب للدوحة.عانيتم من ضغوط كبيرة قبل النهائي؟ - نعم ، فالمنافس هو صاحب الملعب والجمهور ومتعطش مثلنا للقب، ولو سألت أي شخص عن التوقعات كان سيؤكد أن اللقب للسعودية بنسبة 70% ولقطر بنسبة 30% وهو توقع طبيعي.لكنكم حطمتم هذه التوقعات؟ - بفضل توفيق الله أولا وأخيرا، ثم بثقتنا في أنفسنا، وبجهود الجهازين الفني والإداري، ولا أنسى مطلقا جهود القيادات التي رافقتنا في هذه الرحلة وكان لتواجدهم أكبر الأثر في رفع المعنويات، وبالقطع لا أنسى دور سعادة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني رئيس الاتحاد الذي كان يتواجد معنا منذ اليوم الأول وفي كل مران ومباراة.اللقاء كان صعبا؟ - في غاية الصعوبة خاصة على المستوى النفسي والمعنوي، لكني في النهاية كنت سعيدا برفع اللقب في ختام المباراة بعد الفوز على المنتخب السعودي بهدفين لهدف، ولازلت أشعر بالفخر بهذا الإنجاز التاريخي وبالسعادة الغامرة لتحقيق اللقب خارج ملعبنا للمرة الأولى. العنابي والدفاع عن اللقبالعنابي سيغادر إلى الكويت للدفاع عن اللقب ما هي الصعوبات المتوقعة؟ - قبل الحديث عن الصعوبات أؤكد أن منتخبنا الوطني يمتلك الإمكانيات للدفاع عن لقبه، صحيح أنه يمر في الوقت الحالي بمرحلة تجديد وإحلال، ولاعبونا صغار السن وتنقصهم الخبرة لكن إمكانياتهم الفنية عالية.والصعوبات المتوقعة؟ - أعتقد أن خوض عدد كبير منهم البطولة للمرة الأولى في تاريخهم من أكبر الصعوبات، والبطولة كبيرة وعزيزة على الجميع، كما أن كأس الخليج وبحكم أي بطولة إقليمية في العالم، فإن المنافسة دائما ما تكون صعبة وحساسة للغاية.هل تخشى على نجومنا الصغار؟ - كأس الخليج كما هي بطولة صعبة وقوية وتحتاج للخبرة، إلا أنها في نفس الوقت كثيرا ما تعتبر البداية الحقيقية للنجوم الجدد، وكم خرجت هذه البطولة الغالية نجوما أصبحوا من أعمدة منتخبات بلادهم بعد أن استغلوا الفرصة وكتبوا تاريخ ميلادهم.ونصيحتك للاعبينا؟ - ابتعدوا عن الضغوط وتعاملوا مع الإعلام بذكاء، وثقوا بأنفسكم وبمنتخب بلادكم الذي يمتلك إمكانيات كبيرة وقادر على المحافظة على لقبه. من المنتظر أن تشهد صفوف الدحيل مع العودة إلى استئناف التدريبات من جديد العديد من الغيابات المهمّة والحديث هنا عن نجوم منتخبنا الأول نظراً لتواجدهم معه حالياً من أجل المشاركة في خليجي 23.