أعربت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس، عن قلقها من خطر حدوث اشتباك بين طائرات مقاتلة أميركية وأخرى روسية في الأجواء السورية. وحذّرت من إمكان أن يتسبب ذلك في «حادث ديبلوماسي خطر» بين البلدين. أتى ذلك إثر الإعلان أخيراً عن اعتراض مقاتلتين أميركيتين طائرة «سوخوي-25» روسية «في منطقة ما كان ينبغي لها أن توجد فيها» في المجال الجوي السوري، كما كشف مسؤولون في البنتاغون. وتتكرّر هذه الحوادث على رغم انحسار مسرح عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» بقيادة واشنطن، في منطقة تقل مساحتها عن 40 كيلومتراً مربعاً قرب مدينة البوكمال شرق سورية. ويسعى التحالف إلى تطهير الضفة الشرقية لنهر الفرات من فلول «داعش»، عبر تقديم دعم جوي لـ «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، علماً أن واشنطن وموسكو اتفقتا كلامياً على بقاء المقاتلات الروسية التي تدعم القوات النظامية السورية على الضفة الغربية للفرات. وسبق للناطق باسم سلاح الجو الأميركي في منطقة العمليات المذكورة اللفتنانت كولونيل داميان بيكار، أن كشف عن تحليق طائرات روسية عدّة شرق الفرات في الفترة الماضية من دون إبلاغ التحالف الدولي مسبقاً، مثلما هو مقرر في مناطق «خفض التوتر» التي حددتها واشنطن وموسكو لتفادي الاصطدام. وقال بيكار إن «طائرات اف-22 اعترضت الطائرات الروسية وكانت في وضعية إطلاق النار». وزاد: «لحسن الحظ أن طيارينا ترووا، لكن سلوك طاقم السوخوي-24 الروسية كان يمكن أن يفسّر على أنه ينطوي على تهديد لقواتنا». وأضاف: «لو أطلق طيارونا النار لكان الأمر مشروعاً تماماً». وقال: «لسنا هنا لنقاتل روسيا أو سورية. هدفنا يظل تنظيم داعش. ومع هذا، إذا تعرضت قوات التحالف أو حلفاؤها المحليون لهجوم، فسندافع عنهم». وتساءل وزير الدفاع جيمس ماتيس، عما إذا كانت هذه الحوادث نتيجة لتهوّر بعض الطيارين أو قلة خبرتهم. وقال: «لا أتوقع أن تكون الأمور مثالية، ولكنني لا أنتظر مناورات خطرة». وتابع: «في الوقت الراهن، لا يمكنني الحسم ما إذا كان الأمر متعلّقاً بطيارين غير مهرة أو مضطربين، أم بأشخاص يسعون إلى القيام بأعمال متهورة». ويرى مراقبون أن النزاع السوري قد يأخذ منعطفاً آخر في حال أسقط سلاح الجو الأميركي طائرة روسية أو حصل حادث اصطدام بين الجانبين. ومنذ تدخل روسيا في النزاع السوري في أيلول (سبتمبر) 2015، يستخدم البلدان خط اتصال مباشراً لتفادي الاشتباك.
مشاركة :