«أبو عمار»... في كل منّا شيء منه

  • 12/17/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

4 آب (أغسطس) 1929 تاريخ أشرقت فيه شمس قائد فلسطين ورمزها الشهيد ياسر عرفات. نكتب اليوم لأننا نشتاق إلى حضوره في المشهد الفلسطيني والعربي والدولي. فهو تميز دائماً بنظرته الثاقبة والبعيدة، لفلسطين القضية والهوية والتحديات واﻻستراتيجية، متسلحاً بالقيم الراسخة التي شكلت تكوينه وشخصيته وثوريته وحنكته وحكمته ورمزيته، لتعلو القضية الفلسطينية مترجمة مدلوﻻت العدالة والنضال والتحرر والعودة، وبقيت كوفيته رمزاً للحرية والإنسانية والصمود، يتوشح بها أحرار العالم ومناصرو قضيتنا وقضايا السلم والعدالة العالميين لتغدو إشارة للحياة وإزالة الظلم والطغيان واﻻحتلال. أبو عمار مسيرة إنسان ثائر وسياسي محنك، قاد شعبه في معارك القتال والسلام، فكانت حياته خصبة بالكفاح، ولأنه يزهر في الأزمات، استطاع أن يحرج ويكشف سوءات وتقاعس جميع المتخاذلين وتآمرهم إبان اجتياح العدو الإسرائيلي لبيروت في 1982 وصمد وخرج حاملاً القضية لتبقى قوية، واستطاع أن ينتزع الهوية الفلسطينية من الضياع والغياب الدولي والعربي. وطيلة 88 يوماً من الموت المحقق والمطاردة والثبات وقف مع رجال الثورة من القادة والمقاتلين الفلسطينيين وقفة ثبات وعز في أروع ملحمة سطرت آيات الصمود والتصدي. وحين خرج أبو عمار ورفاقه من بيروت في عام 1982 وهو يصعد سلم الباخرة مع القوات إلى تونس أجاب على سؤال أحد الصحافيين: «إلى أين أبو عمار؟» فرد بابتسامته المعهودة: «إلى فلسطين». واستمراراً لمعركة بيروت، وحفاظاً على الثورة الفلسطينية، ورفضاً للتبعية والاضطهاد، تصدى لمن انشقوا عن «فتح» والثورة، فكان لا بد من قيادة معركة القرار الوطني المستقل في عام 1983 عندما نزل مع رفيق دربه أبو جهاد من تونس إلى طرابلس في شمال لبنان وقاد المعركة ضد القوات المنشقة والقوات السورية والإسرائيلية معاً، وسجل انتصاراً سياسياً وثورياً وحافظ على «فتح» وعلى القضية من أتون الضياع. ولم تمض سنوات حتى كان الوطن في فلسطين يشتعل بالانتفاضة لتقضي على مخططات مصادرة القرار الفلسطيني. وفي 4/5/1994 دخلت أولى طلائع قوات الأمن الوطني الفلسطيني إلى أرض الوطن، لتبدأ أول سلطة وطنية فلسطينية على الأرض الفلسطينية بقيادة أبو عمار الذي كانت عودته إلى أرض الوطن في 2 تموز (يوليو) 1994. وعلى نهج الأحرار والثوار والوفاء لمن وقفوا مع قضيتنا وثورتنا الفلسطينية، فقد وثّق الشهيد الرمز علاقاته بكل حركات التحرر في العالم، وبالتحديد جنوب أفريقيا، عند تبنيه أسرة الزعيم مانديلا (مالياً) أثناء مكوثه في السجن. وعبر مسيرة طويلة وخطرة ومعقدة كان عرفات ينادي دائماً بالوحدة العربية والفلسطينية، ويعمل ليل نهار على إبقاء الجبهة الداخلية قوية ومنيعة ضد المخططات الصهيونية والتدخلات الخارجية. واستشهد الأب والرمز والأخ والقائد والرئيس ياسر عرفات «الختيار» في 11/11/2004 وقد رفع اسم فلسطين وحقها عالياً في كافة المحافل والمنظمات الدولية. قد اعترفت دول العالم والمنظمة الأممية بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني. وبقيادة الرئيس محمود عباس، وعلى الدرب نفسه، واصل المسيرة بالنهج العرفاتي، ليستمر النضال ليتحقق حلم ياسر عرفات وتطلعات شعبنا في زوال اﻻحتلال والعودة وقيام دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. ملاحظة: أبو محمد. الدكتور. الختيار. القائد. ياسر عرفات. أبو عمار. أسماء لشخص واحد هو محمد عبد الرؤوف القدوة.

مشاركة :