شدد معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، على أن الأزمة الحالية قد عززت قيم التكاتف والتلاحم بين المواطنين والمقيمين في مواجهة الإجراءات الظالمة التي اتخذتها دول الحصار، والتي تتناقض مع المواثيق والقوانين والأعراف الدولية كافة.ونوه معاليه إلى أن احتفال هذا العام يأتي في ظل حصار ظالم وجائر تعرضت له دولة قطر، حصار تجاوز كل الأعراف والقيم وأبجديات التعامل بين الدول، بهدف الضغط علينا للتخلي عن مبادئنا والتنازل عن سيادتنا وفرض الوصاية حتى تكون قطر تابعة ومنقادة، مشدداً على أن هذا الأمر مرفوض من القيادة ومن الشعب وحتى من المجتمع الدولي. وأضاف معاليه، قائلاً: «لقد واجهت الدولة حملات إعلامية مكثفة، بُنيت على أكاذيب بدأت بقرصنة وكالة الأنباء القطرية ونشر خطاب ملفّق باسم سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، وما تلا ذلك من حشد وتوظيف واستغلال دول الحصار لكل المنابر، وتجنيد الجيوش الإلكترونية لبث السموم، وإطلاق افتراءات واتهامات غير صحيحة بأن قطر تدعم وتموّل الإرهاب، وهذه مزاعم تتناقض مع الواقع الذي يعكس اعترافاً دولياً بجهود قطر في مكافحة الإرهاب وإسهاماتها في حفظ الأمن والاستقرار على الصعيدين المحلي والخارجي». وقال معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني إن «أزمة الحصار كشفت، بما لا يدع مجالاً للشك، النوايا السيئة والسلوك غير الحضاري الذي اتبعته دول الحصار تجاه بلادنا، ولكن (رُبّ ضارةٍ نافعة)، فقد ارتد الكيد عليهم وعاد بالنفع على أبناء شعبنا الذين استطاعوا اجتياز هذه المرحلة بنجاح، متمسكين بهويتهم الوطنية وضاربين أروع الأمثلة في التحدي والتلاحم بين الشعب والقيادة». وشدد معاليه على أن موقف قطر كان واضحاً وثابتاً منذ بداية الأزمة، بأنّ الحوار هو الوسيلة الوحيدة لحل الأزمة، على ألا تمس سيادة الدّولة أو التدخّل في شؤونها الداخليّة، ووجه معاليه في هذا الجانب الشكر والعرفان لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، على ما بذله ويبذله من جهود لاحتواء الأزمة، كما ثمن أدوار جميع الدول الشقيقة والصديقة التي سعت لحلها من خلال دعم الوساطة الكويتية. وشدد مجدداً على أن حل الأزمة لن يتأتى إلا بالحوار. وأكد معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، أن دولة قطر استطاعت بفضل الله، إدارة الأزمة والتغّلب على تداعياتها بحنكة ووعي ودراية، وفق خطط مدروسة تمكنّا من خلالها من مواجهة تحديات الحصار وإفشاله، بتقوية اللُحمة الداخلية للمجتمع واستثمار الطاقات الوطنية، والاستمرار في تنفيذ مشاريع التنمية والبنية التحتية والصحة والتعليم، والارتقاء بالاقتصاد القطري وتشجيع الاستثمارات المحلية وحماية المنتج الوطني، وزيادة الإنتاج، من خلال النهوض بمشاريع الأمن الغذائي والمائي والدوائي، وصولاً لتحقيق الاكتفاء الذاتي، فضلاً عن تحسين بيئة الأعمال في قطر، وزيادة الإقبال السياحي، وغيرها من الخطوات التي واجهنا بها هذا الحصار.;
مشاركة :