حياة النجوم لا تختلف كثيراً عن حياة البشر، فتولد وتكبر وتشيخ ثم تموت. ألف نظرية ونظرية تطرح قصة تشكيل النجوم وبداياتها.. أبرزها يميل إلى تشكلها بعد الانفجار العظيم أوBIG BANG بفعل تناثر جسيمات المادة الأولية في الفضاء، وتجمعها مكونة سحباً عملاقة من الغاز مسماة بـ"السُّدم" وهي بمثابة رحم تُكَون فيها النجوم، مع تزايد دوران نواة الهيدروجين في السدم، يرتفع الضغط عليها وتزداد كثافتها حتى بدء اندماج المواد فيها لتنتج طاقة هائلة مشعة تضيء بها النجم وهي تاريخ ميلاده رسمياً وعلميا. مرحلة المخاض هذه طويلة نسبيا بين ألف سنة وملايين السنين، يدخل النجم بعد ذلك مرحلة "تي ثور".. هنا تنشأ الطاقة الحرارية في داخله ليتحول بعد ذلك إلى "نجم متوالٍ رئيسي"، وهي مرحلة النضوج التي تعيشها معظم نجوم الكون في الوقت الراهن، بما فيها الشمس. أما النجوم المكونة من كتلة غازية صغيرة أبرد بكثير من نجوم متوالية رئيسية فتسمى "القزم الأحمر". بعد مليارات السنين سيستهلك النجم كل مخزونه من الهيدروجين ما يؤدي إلى وقف توليده للطاقة وضعف قوته الجاذبية. هذا الضعف الجاذبي سينتج توسيع غلاف النجم ليصبح "نجما أحمرَ عملاقا." مرحلة الكهولة هذه ستستمر لمئات ملايين السنين قبل دخول النجم آخر مراحل حياته.. مرحلة "القزم الأبيض" أو مرحلة الموت. القزم الأبيض هو ما تبقى من نواة النجم. انعدام الهيدروجين في "القزم الأبيض" لا يسمح له بتوليد الطاقة ولكن لديه مخزونا كافيا لمئات مليارات السنين قبل أن يبرد.
مشاركة :