أنامل عمانية ناعمة تعيد للحلي الفضية ألقها

  • 12/18/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

أنامل عمانية ناعمة تعيد للحلي الفضية ألقهاتختزل صناعة الحلي الفضية العمانية تاريخا زاخرا لا يتميز بثراء صياغته التقليدية وحسب، وإنما بتفرّد ذائقة صناعه الشعبية والفنية. وقد ازدهرت هذه الحرفة بعد أن هجرها عشاقها لصالح المجوهرات الحديثة، وعزف الشباب عن تعلمها، لكن الاهتمامات العصرية بالحلي التقليدية كموضة جديدة تُقبل عليها الفتيات أعاد لها ألقها ولفتت أنظار بعض العمانيات اللاتي اخترن تعلمها ليضفن من خيالهن في صناعتها.العرب  [نُشر في 2017/12/18، العدد: 10846، ص(20)]سيدات الخيال الخصب يحيين نقوش الفضة مسقط- لا يزال العمانيون والعمانيات وغيرهم من المقيمين والزوّار يقبلون على شراء حلي الفضة التي تعبّر عن خصوصية المجتمع العماني وهويته وخاصة “العصابة” و”الحبوس” الذي يشمل الخلخال والأساور، إضافة إلى الأطقم التي تُلبس في العنق. يقول أحد شيوخ صناعة الفضة سالم الزهيمي، في محافظة بهلا، “يتوافد على سوق الذهب في بهلا محبو الفضة من مختلف المناطق سواء من داخل المحافظة أو مناطق السلطنة أو من زائري المحافظة من الأجانب الذين يشترون الكثير من الفضيات القديمة التي يتهافتون عليها لاقتنائها”. ويضيف، “الصياغة هي إحدى الحرف التقليدية البارزة في السلطنة، وهي مهنة خاصة بالرجل وتدخل فيها صياغة الذهب والفضة والنحاس، إلا أن الفضة تبقى الأكثر استعمالا خصوصا ما يتعلق بصياغة المجوهرات والحلي، وحاليا بدأت الفتيات بالرجوع لاستخدام الفضة في الأعراس نظرا إلى ارتفاع أسعار الذهب”. وبدأت العديد من النسوة العمانيات منذ سنوات في تعلّم حرفة صناعة الفضة من خلال دورات تدريبية معتمدات على خيالهن في إبداع الحلي وقد نجحن في بعث مشاريع تختص بهذه الحرفة وإقامة معارض لمنتوجاتهن، وقد دفعهن إلى ذلك العزوف عن البعض من المجوهرات العمانية التقليدية بسبب منافسة المجوهرات الحديثة.المعلم لا يحتفظ بأسرار المهنة رقية علي الموسوية حاصلة على شهادات عليا في المجال المصرفي، اختارت العمل في مجال الحلي الفضية حرصا منها على الحفاظ على تراث المرأة العمانية بعد أن اكتسبت خبرة في مركز تدريب وإنتاج الخنجر والمشغولات الفضية في مسقط، وأصبحت تمتلك مشروعا لإنتاج الحلي الفضية سمته “لاسيلفا”. وتستعمل رقية الفضة وخيوطها وبعض الأحجار الكريمة واللؤلؤ الطبيعي مع المخمل وتوليف بعض المنتجات مع بعضها مثل الخشب والجلد مع الفضة لخلق منتجات حديثة تمتاز بالابتكار الذي تبحث عنه المرأة العصرية. تقول رقية، “أقوم برسم تصميماتي من مخيلتي معتمدة على اطلاعي الواسع على مختلف الحلي وخاصة منها التقليدية، ومثال ذلك تصميم حلي من خلال دمج الخرز والجلد والفضة وخيوط الفضة لصناعة قلادة لم يقم أحد بصناعتها من قبلي بشهادة العاملين في المهنة”. أما أحلام السيابي، فتقول إن الشغف قادها إلى صناعة الخناجر والحلي الفضية بعد أن تلقت تدريبات في الحرفة على يد الأستاذين صالح البطاشي وناصر البلوشي، وتفوّقت في تعلمها للمصنوعات الفضية حتى تحصلت على منحة تكوين في الهند، ثم تدرجت في العمل بمؤسستها الصغيرة وحصلت على عدة جوائز. تقول أحلام، “أنا فخورة جدا بعملي في صناعة الفضيات التي كانت وستبقى جزءا مهمّا من الزي التقليدي العماني للرجل والمرأة على حد السواء”. وتتمنى أحلام أن تصل منتجاتها إلى العالمية حتى تساهم في دعم الحرف التقليدية العمانية والحفاظ على التراث العماني المتميز في صناعة الحلي. وتمتد صناعة الفضة إلى المئات من السنين، بحسب ما تفيد اللوحات السومرية والبابلية التي تشير إلى عقد عدة صفقات تجارية في النحاس والفضة، بين أوروبا والبلاد التي كانت تعرف باسم مجان، وهي عمان في وقتنا الحاضر. ويمثّل ارتداء النسوة العمانيات للحلي الفضية تعبيرا كاشفا لرموز اجتماعية متباينة، إذ تدل هذه الحلي على الثروة، إلى جانب دورها التقليدي كنموذج للزينة، إضافة إلى الاعتقاد بأن الفضة تحمي من يلبسها من الحسد والعين، بل وتجلب الحظ السعيد والفأل الحسن. ويعرف هذا النوع من الحلي بالتعويذة ويُرتدى خصيصا ليحمي صاحبته أو صاحبه من قوى الشر، وفي أغلب الأحيان لجلب الفأل الطيب له. وتعتبر الخلاخيل التي تصنع من الفضة عموما، بتصميماتها الدقيقة، وما تحدثه من رنين مميز في قدم المرأة أحد الإكسسوارات المفضلة للمرأة العمانية، ويقال إن القصد من استعمالها في الماضي كان أن يبقى الرجل على علم بحركات زوجته دون أن يراها.توليفات من الفضة والجلد واللؤلؤ الطبيعي في تصاميم جديدة وللخلاخيل العمانية أطراف معقوفة، ويوجد نوع سميك يسمى “النطل” وتختص مدينة نزوى بصنعه كما يسمونه “جلجل”. ويرتدي الكثير من الأطفال في المنطقة الداخلية من عمان نوعا مفلطحا صغيرا من الخلخال، يسميه البعض “حواجيل” وله سلسلة تتدلى منه. ومن أنواع الخلاخيل الكثيرة الاستعمال في عمان “الويل”، ويتميز بشكله الدقيق، ويثبت بمسمار في الوسط، كما يوجد في منطقة الباطنة الساحلية نوع من الخلاخيل السميكة التي تشبه حدوة الحصان في الشكل تعلوها نقوش بارزة، أما الخلاخيل في ظفار، فهي عادة ما تتألف من أشرطة معقّدة من السلاسل تتدلى منها أجراس. وتعتبر الأقراط إحدى الحلي التي عرفت بها العمانيات، ومن المألوف أن تلبس الفتاة عددا من الأقراط في آن واحد من خلال ثقوب متراصة في الأذن، إلا أن بعضا من النسوة يجعلنها تنسدل على الجبين في مقدمة الرأس. ومن أنواع الأقراط الغريبة الشكل تلك الأقراط الكبيرة التي تكون مجوّفة عادة، وتحيط بها نقوش جميلة لتنتهي داخل مثلث من الخرز على شكل هرم مقلوب، ومثبّتة في مساحة تسمح بتعليقها في الأذن، وإن كانت في معظم الأحوال تتدلى من خلال سلاسل خاصة بها. ومن أكثر أنواع الأقراط التي تزيّن بها آذان النساء العمانيات في المنطقة الشمالية من عمان هو النوع الدائري المسمى “الشغاب” ويكون أحد أجزاء هذه الحلية أملس، بينما أجزاؤه الأخرى مضلعة ويضمّ القرط عادة قلادة أو قلادتين تتدليان منه، ويتم تصميم هذه القلادة في عمان على شكل ورقة التوت. وللرجال إكسسواراتهم الخاصة كالخناجر، والعصي التي تعتبر تحفا فنية غالية الثمن تتوارثها أجيال الأسر عن بعضها البعض وتعتز بها وبحملها. كما تحتل الخواتم مكانتها الخاصة سواء كانت مصنوعة من الفضة فقط، أو مطعّمة بأحجار كريمة أو ملوّنة أو بالزجاج.

مشاركة :