يمنيون يتهمون ميليشيا الحوثي باحتكار ما يتمّ إدخاله من مساعدات بما في ذلك الأغذية والأدوية، لاستخدامها في دعم مجهودهم الحربي.العرب [نُشر في 2017/12/18، العدد: 10846، ص(3)]الالتفاف على الحصار الحوثي لتعز عدن (اليمن) - بالتوازي مع احتدام معركة تحرير اليمن من المتمرّدين الحوثيين، تخوض السلطات الشرعية اليمنية مدعومة من دول التحالف العربي معركة دبلوماسية موازية، هدفها انتزاع الورقة الإنسانية التي حقّق المتمرّدون الحوثيون المدعومون من قبل إيران، لا سيما آلتها الدعائية والإعلامية، بعض النجاح في استثمارها، لتخفيف الضغط عنهم والتملّص من المسؤولية عن المآسي التي طالت المدنيين في مختلف مناطق سيطرتهم، وإلقاء التبعة على التحالف العربي في تعطيل وصول المساعدات والمواد الضرورية من أغذية وأدوية وغيرها إلى مستحقيها. وكثيرا ما مثّلت قضيّة المنافذ البرية والبحرية والجوية التي اضطرّ التحالف العربي إلى فرض رقابة صارمة عليها لمنع استخدامها في تهريب الأسلحة والذخائر الإيرانية للمتمرّدين، موضع جدل بين المسؤولين والهيئات الأممية ودول التحالف العربي الذي أكّد بشكل متكرّر أن طريق المساعدات سالكة عبر منافذ متعدّدة وأنّ رقابته على المنافذ لا تشمل سوى الأسلحة والمواد المحظور إدخالها إلى اليمن. وعلى إثر محاولة استهداف مطار العاصمة السعودية الرياض بصاروخ باليستي مهرّب من إيران، في شهر نوفمبر الماضي، أعلن التحالف العربي عن إقفال جميع منافذ اليمن لفترة وجيزة استغرقتها عملية مراجعة آليات الرقابة على تلك المنافذ، قبل الإعلان عن إعادة فتحها. ويتّهم يمنيون ميليشيا الحوثي باحتكار ما يتمّ إدخاله من مساعدات بما في ذلك الأغذية والأدوية، لاستخدامها في دعم مجهودهم الحربي ببيع قسم منها في السوق السوداء لجني بعض العوائد المالية، وبتوزيع قسم آخر على المقاتلين في الجبهات، ليكون مقدار ما يصل إلى المدنيين ضئيلا لا يكاد يذكر.عبدالرقيب فتح: منافذ المناطق المحررة مفتوحة أمام الجهات المانحة للمساعدات وخلال فصول الحرب التي بدأها المتمرّدون منذ أكثر من ثلاث سنوات، لم يتردّد هؤلاء في محاصرة المناطق التي استعصى عليهم دخولها، ومنع وصول كافّة أنواع الإمدادات إلى سكانّها على غرار مناطق في محافظة تعز بجنوب غرب البلاد. ولفترة طويلة استفاد المتمرّدون من الاعتراض الأممي على إطلاق التحالف العربي عملية عسكرية لتحرير محافظة الحديدة بذريعة الخوف من إلحاق الأذى بمينائها الذي يمثّل أكبر شريان لإدخال المواد الأساسية إلى اليمن. ويبدو هذا الوضع الآن بصدد التغيّر مع طرح التحالف والحكومة المعترف بها دوليا بدائل لإدخال المساعدات بشكل آمن عبر المنافذ الواقعة في المناطق المحرّرة بعيدا عن سيطرة المتمرّدين. ودعت الحكومة اليمنية، الأحد، الجهات المانحة للمساعدات الإنسانية، لاستخدام المنافذ المحررة من الحوثيين، في إدخال المساعدات الإغاثية للبلاد. وجاء ذلك على لسان وزير الإدارة المحلية في الحكومة اليمنية، عبدالرقيب فتح، في تصريح له خلال لقائه بالعاصمة السعودية الرياض وفدا روسيا، بحسب ما أوردته وكالة “سبأ” الحكومية. وذكرت الوكالة أن “فتح بحث مع الوفد الروسي إمكانية تقديم مساعدات إغاثية لليمن، والتنسيق مع وزارة الطوارئ الروسية للعمل في هذا المجال”. وخلال اللقاء دعا فتح، الذي يشغل أيضا منصب رئيس اللجنة الإغاثية العليا في حكومة الرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي، إلى تقديم المزيد من المساعدات الإغاثية والإنسانية لليمن في ظل الظروف التي تمر بها البلاد. وحث الجهات المانحة على استخدام ميناء عدن بجنوب اليمن، والمطارات والموانئ في المحافظات المحررة لتسليم المساعدات الإغاثية. وأضاف الوزير اليمني أنّ “العاصمة المؤقتة عدن مستقرة ومؤهلة للعمل مع المنظمات الدولية والإنسانية”. ويشهد الوضع العسكري في اليمن هذه الأيام تطوّرات هامّة، لا سيما في منطقة الشريط الساحلي الغربي، حيث يبدو أن قرار إطلاق معركة تحرير الحديدة قد تجاوز العوائق والاعتراضات، وأنّ الحملة بدأت بالفعل بتحرير الخوخة أولى مديريات المحافظة التي أعلن مؤخّرا عن استعادتها.
مشاركة :