جادون في مواجهة الإرهاب - ندى الطاسان

  • 9/27/2014
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

كيف لا نكون جادين ونحن كمجتمع عانينا الكثير من أخطاره، ودخلنا مواجهات مباشرة مع إرهابيين كان همهم القضاء على كل صور الاستقرار لتحقيق حلم تحزبي إقصائي يريد أن يعيد بالمجتمع للوراء. وجميعكم تتذكرون المفردات الخطابية للإرهابيين في تكفير المجتمع والتطبيل لنموذج دموي يحقق أحلامهم في زعامة لا مكان لها في عالم يسعى للاستقرار والبناء. النماذج الخطابية هذه تتكرر مع اختلاف المسميات للجماعات الإرهابية ومع اختلاف صورها والقضايا المفتعلة التي تتبناها والأعداء الذين تفتعلهم وتتخذ منهم وسيلة لإضفاء شرعية لوجودها وبقائها. الإرهاب يتشكل بصور مختلفة مثله مثل البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية ومثله مثل الخلايا السرطانية التي تغزو عضواً في الجسد ثم تنتقل للأعضاء الأخرى ولا أحد يريد للسرطان أن ينتشر لأعضاء أخرى لذلك يتم اختيار طريقة العلاج لتكون أيضاً شديدة وقوية تقضي على الخلية السرطانية قبل انتشارها. القضاء على سرطان إرهابي يعني المواجهة، والمواجهة سواء أكانت أمنية أو عسكرية هي حل لا مفر منه. فالإرهابي يريد أن يهز استقرارك، يخطف إحساسك بالأمان، ويقضي على كل حلم لك بمستقبل أفضل، ويسرق حياتك وحياة أبنائك وكل ما عملت لتحقيقه كفرد ضمن هذا المجتمع. المواجهات الأمنية والعسكرية ليست خياراً له بديل وليست ترفاً بل هي التصرف المنطقي للتعامل مع عدو فكره قذر وتصرفاته أكثر قذارة. فنمو النموذج الإرهابي في الدول المجاورة واستفادته من حالة عدم الاستقرار فيها والتعاطف معه من قبل أفراد ينتمون لهذا المجتمع قرروا ابتذال مفهوم الجهاد وتبنوا طريقة حياة تدميرية أمر خطير وهؤلاء المتعاطفون ليسوا جمعياً ضحايا وليسوا أبرياء بل كثير منهم مجرمون مرتزقة يتغذى إجرامهم على التفرقة والطائفية وغريزة حب التدمير بدليل انتمائهم الصريح لهذه الجماعات والتحاقهم بها. لا يمكنك أن تقف متفرجاً وأنت تشاهد مصدراً للخطر يكبر ويتحرك للقضاء على كل ما تسعى لتحقيقه من استقرار وتنمية بل إن شعورك بالمسؤولية يحتم عليك التحرك للتحذير من الخطر والقضاء عليه. ولا يمكنك أن تشاهد عدوك وهو يسن السكين كي يطعنك فيها وتدير له ظهرك بل واجبك هو أن تحمي نفسك من هذا العدو وتبعد عنك الخطر ولا تترك له الفرصة كي ينقض عليك. التحرك العسكري جاد في مواجهة هذا الإرهاب وإضعافه بدعم دولي يرفض هذه الصورة الإرهابية ويجرم أفعالها. لكن ماذا عن دور المجتمع في القضاء على الفكر الإرهابي؟ ماذا عن دوري أنا وأنت؟ قد نجيب على هذا السؤال في مقال لاحق.

مشاركة :