قال سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني، سفير قطر لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية: إن الاحتفال بالعيد الوطني لدولة قطر هو احتفال بالإنجازات التي تحققت خلال مسيرة البناء والتنمية حتى الآن، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله. جاء ذلك خلال احتفال مهيب لسفارتنا في برلين بذكرى اليوم الوطني، بمشاركة أكثر من 400 شخصية من كبار ممثلي الفعاليات الرسمية والسياسية والبرلمانية والدبلوماسية والاقتصادية، وعدد غفير من سفراء الدول الأجنبية المعتمدين في ألمانيا، أبرزهم د. ميغيل برغير رئيس القسم الاقتصادي في وزارة الخارجية الألمانية، وسعادة هانس ديتر بوتش رئيس مجلس أمناء شركة فولكس فاجن، والأسقف نيكولا إيتروفيتش سفير الكرسي البابوي في ألمانيا وعميد السلك الدبلوماسي الأجنبي فيها، وسعادة د. مصطفى أديب سفير الجمهورية اللبنانية وعميد السلك الدبلوماسي العربي، وسعادة السيد أيمن مزيك رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، إضافة إلى عدد من المواطنين القطريين المتواجدين في ألمانيا.شهد الاحتفال بذكرى اليوم الوطني تنظيم فعاليات تراثية، أحيتها مجموعة من الأطفال القطريين. وفي كلمته الافتتاحية التي ألقاها وحصلت «العرب» على نسخة منها، عبر سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني، سفير الدولة لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، عن المعاني السامية التي يحملها معه إحياء ذكرى تأسيس دولة قطر على يد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني (رحمه الله). واصفاً الاحتفال بهذه الذكرى بأنه «لا يقتصر على ذكرى التأسيس فحسب، ولكنه أيضاً احتفال بالإنجازات التي تحققت خلال مسيرة البناء والتنمية حتى الآن، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله)؛ حيث حولت حكومة دولة قطر مفهوم سعادة المواطنين والمقيمين على أرض الدولة من مفهوم فكري إلى نهج وسلوك وممارسات يومية، عبر مشاريع ومبادرات وخدمات تقدمها إلى جميع أفراد المجتمع، وحولت الآمال والطموحات إلى إنجازات على أرض الواقع». وأضاف: «بالرغم من التحولات التي تشهدها المنطقة والعالم، فإن السياسة الخارجية لدولة قطر ظلت ثابتة، وتسير وفقاً لقواعد ثابتة ومبنية على الالتزام بالمواثيق واحترام القوانين الدولية وحماية حقوق الإنسان؛ حيث تبنّت دولة قطر منذ تأسيسها سياسة خارجية ناجحة ونشطة، قوامها التوازن والاعتدال وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى». نوه سعادته إلى أنه «على الرغم من أن النفط والغاز كانا هما المحرك الأساسي لعجلة التنمية المتسارعة في دولة قطر منذ اكتشافه، إلا أن القيادة الرشيدة تتبع استراتيجيات اقتصادية محفزة تعتمد على التنويع الاقتصادي وتهدف إلى زيادة مساهمة القطاع غير النفطي في الاقتصاد الوطني، مثل قطاعات: الصناعات التحويلية، والطيران، والسياحة، والمصارف، والتجارة، والعقارات، والخدمات والطاقة البديلة؛ مما أدى إلى أن بلغت قيمة مساهمات القطاع غير النفطي القطري في الناتج المحلي الإجمالي 80 مليار دولار في خلال عام 2016». وأشار إلى أن «إجمالي استثمارات جهاز قطر للاستثمار 450 مليار دولار، وتعتبر دولة قطر من أكبر المستثمرين العرب في ألمانيا، كما ترتبط دولة قطر بعلاقات تجارية ثنائية قوية مع معظم دول العالم، وتتمتع بشراكة اقتصادية مع أقوى الاقتصادات العالمية، مما يؤهلها لأن تصبح ملتقى تجارياً عالمياً، خاصة بعد افتتاح ميناء حمد الدولي مؤخراً؛ حيث يعد أكبر وأحدث موانئ المنطقة والذي يتوقع أن يستحوذ على أكثر من ثلث تجارة الشرق الأوسط، وأن يساهم في زيادة حجم التجارة الدولية بين قطر والعالم، وخلق فرص عمل للشباب، ورفع مستوى المعيشة، فضلاً عن تحسين القدرة التنافسية للدولة عن طريق تحويلها إلى مركز تجاري إقليمي، بما يخلق تنمية مستدامة للأجيال المقبلة». 190 جنسية في قطر ونوه إلى أن «دولة قطر تعدّ رمزاً ونموذجاً للمجتمع الحديث الذي يقوم على التسامح والانسجام المجتمعي المتلاحم، عبر نشر قيم احترام التعددية الثقافية، الأمر الذي حقق قاعدة راسخة لبناء تنموي شامل وثابت ممتد. وليس أدل على ذلك من أن دولة قطر يعيش على أرضها أفراد ينتمون إلى أكثر من 190 جنسية بديانات مختلفة، وجميعهم يتمتعون بحرية تامة في ممارسة شعائرهم الدينية. وعن العلاقات الثنائية، قال سعادة الشيخ سعود آل ثاني: «تتسم العلاقات القطرية- الألمانية بالقوة والتميز فضلاً عن التنوع في المجالات كافة، ويعزز هذا المستوى من العلاقات، الزيارات المتبادلة بين الجانبين على أعلى المستويات، والاتفاقيات التي وقعت بينهما في شتى القطاعات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية والتعليمية وغيرها من المجالات الحيوية». 200 شركة ألمانية في الدوحة أكد سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني، سفير قطر لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 3 مليارات يورو عام 2016، ما يجعل ألمانيا ثالث أكبر دولة مصدرة لدولة قطر. وكانت الأنشطة الاستثمارية القطرية في ألمانيا أحد أسباب الاهتمام بمد جسور التعاون طويل الأمد بين البلدين على الصعيد الاقتصادي والمالي. في حين يبلغ حجم الاستثمارات القطرية في ألمانيا نحو 25 مليار دولار، وتشمل مشروعات حيوية بقطاع السيارات وتكنولوجيا المعلومات والبنوك، مع رغبة مشتركة لتعزيز وتنمية الاستثمارات المتبادلة بين البلدين خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن "هناك المزيد من الاستثمارات القطرية في عام 2018، سيتم الإعلان عنها في حينها". كما لفت إلى نمو عدد الشركات الألمانية العاملة في السوق القطري والذي بلغ ما يقرب من 200 شركة، واستقطبت مشروعات مونديال 2022 العديد من الشركات الألمانية. ألمانيا ملتزمة بالحوار لحل الصراعات لفت سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني، سفير قطر لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية إلى أن «زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله) الأخيرة لألمانيا في منتصف شهر سبتمبر الماضي تأكيد على قوة الشراكة الاستراتيجية التي تربط قطر وألمانيا. ويتضح ذلك من خلال حرص ألمانيا على التأكيد على مبدأ الحوار والتفاهم، وحل المشكلات والصراعات بالطرق الدبلوماسية ونبذ العنف».;